مع انتشار الإنترنت السريعة ، لم يعد التحدي في ألعاب البلاي ستيشن والإكس بوكس يقتصر على الاخوة والأصحاب في المنزل فقط ، بل أصبح اللعب والتحدي بين اثنين وأكثر في نفس الوقت وبنفس اللعبة ، وكل واحد منهم في مكان بعيد عن الآخر ، وهو ما جعل هذه الألعاب تزداد متعتها ويزداد خطرها. بالأمس عندما يشتري إبنك اللعبة فكل ما عليك هو النظر الى غلاف الشريط لتعرف هل تناسبه أم لا ، فالرمز ( eC ) يعني ( Early Childhood ) أي أنها مناسبة لمن هم في سن الثالثة وأكبر ، أما حرف ( E ) ويعني ( Everyone ) تعني أن هذه اللعبة مناسبة للجميع ومع ذلك لا تخلو من مقاطع مخالفة ، والرمز ( T ) في غلاف الشريط يعني ( Teenage ) وهي للمراهقين من سن الثالثة عشرة ، ففيها مقاطع دموية وألفاظ ومناظر غير لائقة ، أما ( M ) يعني ( Mature ) وهي لعبة مخصصة للناضجين ، من سن السابعة عشرة ، ففيها إراقة للدماء وألفاظ نابية وعنف بجرعة أكثر من ذات الرمز ( T ) ، علاوة على أنها تحوى مقاطع جنسية أكثر وتفاصيل لعالم الرذيلة ، وأخيراً فإن الألعاب ذات الرمز ( A ) وتعني ( Adult ) فهي لمن بلغ سن الرشد إذ تحوي كل ما يخطر على البال وما لا يخطر. ورغم أن من يقيم هذه الألعاب هو مرجع امريكي وبالرغم من كونه مستقلا ، فإننا قد لا نتفق معه في بعض التصنيفات ، نظراً لطبيعة الخلاف الثقافي والديني ، إلا أنهم ومع ذلك حريصون على ضبط أبنائهم وضبط من يخالف بيعهم ما لا يناسب أعمارهم ، وتعريضه للمساءلة ، أما نحن المحافظين فآخر عهدنا بأطفالنا عندما نشتري لهم الجهاز ، ليتلقفهم البائعون بكل لعبة وبدراهم معدودة ؛ لأنها منسوخة ، بل قد يبيعونهم كلمات سر تفتح لهم خفايا اللعبة ! وبالمناسبة هناك معيار آخر وهو مطبق في أوربا وجنوب افريقيا وإسرائيل ، بحيث يكون الرمز رقماً يمثل السن العمرية المناسبة ، ويضاف رمز آخر عند الحاجة ؛ مثل صورة العقرب عند وجود مقاطع مخيفة ، وإبرة تعني مخدرات ، والدائرتان تعنيان وجود مقاطع جنس ، والقبضة تعني العنف ، والنرد يعني القمار ، والرجلان الأبيضان وبينهما أسود تعني وجود تفرقة عنصرية ، وعلامة التعجب والنجمة داخل الدائرة تعني وجود كلام ساقط في ثنايا اللعبة بحسب لغة اللعبة. أما اليوم فيستطيع الأبناء اللعب مع أناس في هذه الألعاب عبر الإنترنت ، مما يسبب تعلق الإبن بهم وانقطاعه عن علاقاته الاجتماعية الطبيعية ، ففي بعض البلدان استغل مرضى النفوس ، حب الاطفال للوصول إلى نهاية اللعبة بأسرع وقت ، استغلالاً أخلاقياً ومالياً بعد مساعدتهم. إن مما يساعد على ضبط هذا الأمر ؛ ما قامت به الشركات المصنعة لتلك الأجهزة ، وهما سوني ( جهاز بلاي ستيشن ) ومايكروسوفت (جهاز إكس بوك ) بوضع حساب رئيس للجهاز ، بحيث لا يعرف كلمة السر له إلا الأب ، فيقوم الأب بإنشاء حسابات فرعية لأبنائه ، فإبن السابعة لا يعمل الجهاز معه عندما يريد تشغيل لعبة تكبره سناً أو أن يريد اللعب مع أناس آخرين عبر الشبكة ، وحساب فرعي آخر لإبن السادسة عشرة تكون له صلاحيات تناسب عمره ، وهكذا. إن وضع جهاز اللعب في غرفة المعيشة وبين أفراد الأسرة أمر له دور كبير في تقليل خطورة بعض الألعاب ، أما اذا كنت تعشق لعب كرة القدم مثلي ، فإن اللعب معهم بين وقت وآخر أمر جميل ، وكذلك تحميل بعض الأفلام الهادفة والكرتونية في القرص الصلب للجهاز يزيد من استخدامه في مشاهد الأفلام المخزنة فيه أو أفلام دي في دي بدلاً من اقتصاره للألعاب فقط. إن مراقبة مرح الشباب الإلكتروني وإشغالهم بهوايات أخرى من خلال تشييد أندية رياضية واجتماعية وثقافية في كل مكان ، وعمل دوري للدرجة الرابعة والخامسة والعاشرة وخلق أجواء تنافسية في كل مدينة وحارة ، في هوايات لا تعد ولا تحصى ، يعتبر مطلباً ملحاً.