الأربعاء، أبريل 29، 2009

ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
لطائف الله وأن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
أتيأس أن ترى فرجاً فأين الله والقدرُ
فما يدوم سرورُ ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزنُ
أعز مكانٍ في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
سيكفيك عمن أغلق الباب دونه وظن به الأقوام خبز مقمر
أطعت مطامعي فاستبعدتني ولو أني قنعت لكنت حرا
إن كان عندك يا زمان بقية فما يهان به الكرام مهاتها
لعل الليالي بعد شحط من النوى ستجمعنا في ظل تلك المآلف
قل للذي بصروف الدهر عيَّرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر
لا أشرئب إلى ما لم أنل طمعاً ولا أبيت على ما فات حسرانا
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
وأقرب ما يكون المرء من فرج إذا يئسا
ربما أشفى على الآمال يأس والليالي بعدما تجرح بالمكروه تأسو
ولربما كره الفتى أمراً عواقبه تسره
كم مرة حفت بك المكاره خار لك الله وأنت كاره
من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور
اتخذ الله صاحباً واترك الناس جانبا
أزمعت يأساً مقيماً من نوالكمو ولا يرى طارداً للحر كاليأس
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
رغيف خبز يابس تأكله في عافيه
وكوز ماء بارد تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة نفسك فيها راضيه
ومصحف تدرس مستنداً لساريه
خير من السكنى بأبراج القصور العاليه
وبعد قصر شاهق تصلى بنار حاميه
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
والناس يأتمرون الأمر بينهمو والله في كل يوم محدث شانا
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصبر ما الله صانع
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاوزت ما كان يعرف عرف طيب العود
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهمو
عسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريبُ
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق بما به الصدر الرحيبُ
وأوطنت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنه الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر نفعاً وما أجدي بحيلته الأريبُ
أتاك الله على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيبُ
وكل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريبُ
رب أمر تتقيه جر أمراً ترتجيه
خفي المحبوب منه وبدا المكروه فيه
كم نعمة لا تستقل شكرها لله في جنب المكاره كامنه
أجارتنا أن الأماني كواذب وأكثر أسباب النجاح مع اليأسِ
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بالقوم بعض النعمِ
والحادثات وإن أصابك بؤسها فهو الذي أنبأك كيف نعيمها
والدهر لا يبقى على حالة لا بد أن يقبل أو يدبرا
رب زمان ذله أرفق بك ولم يدم شيء على مر الفلك
أتحسب أن البوس للمرء دائم ولو دام شيء عده الناس في العجبِ
فلا تغبطن المكثرين فإنه على قدر ما يعطيهم الدهر يسلبُ
أيها الشامت العير بالدهر أأنت المبرؤ الموفور؟
ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبه جاء الصبح بنوره
عسى فرج يأتي به الله أنه له كل يوم في خلقه أمرُ
عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلى خلقه قد جاد بالنفحات
عوى الذئب ما استأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطيرُ
نزداد هماً كلما ازددنا غنى والحزن كل الحزن في الإكثارِ
كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدول
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
الجوع يدفع بالرغيف اليابس فعلام أكثر حسرتي ووساوسي
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غداً قبحاً لها من دار
عسى فرج يكون عسى نعلل نفسنا بعسى
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلجِ
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازبِ
ليس من كربةٍ تصيبك إلا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة من الهم أفرخ أكثر الروع باطله
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنعُ
ولكل حال معقب ولربما أجلى لك المكروه عما يحمدُ
تخوفني ظروف الدهر سلمى وكم من خائف ما لا يكون
لا يملؤ الأمر صدري قبل موقعه ولا أضيق به ذرعاً إذا وقعا
تسل الهموم فليس شيء يقيم وما همومك بالمقيه
أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
ربما تجزع النفوس لأمر ولها فرجة كحل العقالِ
انعم ولذ فللأمور أواخر أبداً كما كانت لهن أوائلُ
فلا تحسبن سجن اليمامة دائماً كما لم يدم عيش بسفح ثبير
إن رباً كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
رب أمر سُر آخره بعدما ساءت أوائلهُ
ولا هم إلا سوف يفتح قفلهُ ولا حال إلا للفتى بعدها حالُ
أكذب النفس إذا حدثتها إن صدق النفس يزري بالأمل
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيدُ
من كتاب حتى تكون اسعد الناس