بعضًا من صور الأُلفة والمحبة والتواصُل مع أسرة زوجكِ ووالدته بشكلٍ خاص، لعلَّ فيها إنارة وإضاءة للطريق المبارك إلى سعادة زوجية غامرة.
1- حين تعلم الزوجة أنَّ في بيت أهل زوجها مناسبة معينة -كإقامة وليمة ونحوها- فعليها أن تعدّ نفسها واحدةً من أهل البيت وكأنها ابنة لوالدة زوجها، فلتمدّ يد العون بإعداد شيءٍ من الطعام، وتُكرِم الضيوف وتقابلهم بالبِشر والترحيب كواحدةٍ من أفراد الأسرة.
2- قد تكون أمُّ الزوج مريضة، فمن الجميل الإحسان إليها وزيارتها وسؤالها عن حاجتها وماذا ترغب من الأطعمة لتُجهِّزه لها، وتُقدِّم لها ذلك بنفسٍ منشرحةٍ محتسبة، وكذلك تمريضها إن كان باستطاعتها ذلك.
3- قد تكون للزوجة حاجات في السوق وتريد قضاءها؛ فهذه فرصة لتقديم الخدمة إلى أمِّ زوجها بسؤالها عن حاجتها واستعدادها لذلك بكلِّ سرور.
4- حين تعزم الزوجة على سفرٍ أو رحلةٍ بريةٍ مع زوجها، فمن الصِّلة وحُسن العشرة أن تعرض الصحبة على أمِّه أو أخواته، خاصة إذا كان تعلم أنَّ هؤلاء لا أحد سيقوم بأخذهنَّ لمثل هذا السفر أو عدم تلك النـزهة، لكبر سنِّ والدهنَّ مثلًا أو وفاته أو عدم قدرته أو تعوُّده على مثل هذه الرحلات، وهن يتمنَّين مثل هذه الفرص المسلية، فما على الزوجة إلاَّ احتساب الأجر ودعوتهنَّ للمشاركة معها وزوجها ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.
5- قد يكون للزَّوج جدَّةٌ كبيرةٌ في السِّنّ، قد يجتمع عندها أفراد الأسرة وتفرح بهم، ولكنها لضعف سمعها وتقدُّمها في السِّن لا تعي كلَّ ما يُقال، ولا تسمع حديث الجالسين، ففي هذه الحالة تَجِد زوجة الابن فرصتها في التقرُّب والتودُّد لهذه الجدَّة المسكينة، فتقترب منها وتجلس بجوارها وتؤانسها بحديثها وسؤالها عن الصغير والكبير، وتسألها عن لباسها وتُبدِي إعجابها به ونحو ذلك، وتُذكِّرها بفضل الذِّكر والتسبيح لاستغلال وقتها، حيث إنَّ من هُم في سنِّها يكون لديهم فراغ كبير، وستجد الزوجة النتيجة المباركة حيث ستبدأ الجدَّة بالذِّكر والتسبيح، وذلك بفضل الله، ثم بفضل تذكير تلك المحتسِبة الثمرة عاجلًا غير آجل، كما أنَّ هذه الجدَّة ستظل تثني على هذه الزوجة في كلِّ مجلس، وهذه من عاجل البشرى.
6- الزوجة الموفَّقة يمتدُّ خيرها إلى صغار وأطفال الأسرة، فلهم منها نصيب متأسِّية في ذلك بِخُلق الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-: فقد كان قدوةً في التعامل مع الأطفال، فكان يُلاطفهم ويلاعبهم، ومن المشهور قوله -عليه الصلاة والسلام-: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟» [الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، صحيح]، وأبو عمير كُنية لطفلٍ صغيرٍ كان معه (نغير)، وهو طائرٌ صغير مات فحزن عليه الصبي واغتمَّ لذلك، فكانت هذه الملاطفة منه -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟» [الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، صحيح].
إذن الزوجة المباركة تلاطف الأطفال وتلاعبهم، وكم هي الفرحة لدى الأطفال عندما يرَون من يُلقي لهم بالًا!، بل كم هي الفرحة التي تغمرهم عندما يرون امرأة جديدة عروسة دخلت في مُحيطهم وسألت عن اسم هذا ودراسة الآخر ولباسه ونحو ذلك!
7- اجتماعات أهل الزوج بأقاربهم من الخالات والعمَّات ضرورة اجتماعية، فالزوجة الموفقة تحرص على المشاركة وإحيائها بالصالح من القول والعمل، والحرص على عدم التأخر عنها من مقومات السعادة الزوجية، فما يسعد الزوج ينعكس أثره مباشرة على علاقته بزوجته، وهي تفعل ذلك لا تنتظر شكرًا من أحد سوى رضا ربها وطاعة زوجها.
وبعد هذا فإذا منَّ الله عليها ورزقها الذرية أصبح الأولاد صغارًا وكبارًا يألفون الأقارب، وكان التواصل بين الأرحام بفضل الله أولًا ثم بفضل ما وُفقت إليه هذه الزوجة.
وصور التودُّد والتكاتف كثيرة مع أسرة الزوج، خصوصًا ومع الناس عمومًا لمن التمست الخير وحرصت عليه