الأربعاء، أبريل 06، 2011

عملية الاخصاب والانجاب

ان عملية الاخصاب والانجاب ليست سهلة. فالرحلة التي يتوجب على الحيامن المنوية ان تقوم بها في الجهاز التناسلي للمرأة الى ان تلتقي بالبويضة الناضجة شاقة وطويلة. فالبويضة تمر برحلة التطور والنمو في داخل المبيض الى ان تصل كمال النضوج حينها تنبثق من المبيض الى خارجة حيث يتم التقاطها بواسطة قناة فالوب التي تعرف ايضاً بالبوق ويتم التقاء البويضة بالحيوان المنوي داخل قناة فالوب ويتم التزواج والاخصاب هناك وبعد ذلك تقوم البويضة المخصبة بالانقسام والنمو داخل قناة فالوب ومن ثم تنتقل عبر القناة الى داخل الرحم حيث يتم انغراسها في بطانة الرحم التي تهيئت لاستقبال البويضة الملقحة بالنمو حيث تصبح كالسرير للبويضة الملقحة لتعشش بها واذا لم يحدث الحمل فان نمو بطانة الرحم ينزل كدورة شهرية.
ومن المهم جداً معرفة تركيب الجهاز التناسلي للمرأة الذي من المهبل، الرحم، قناتي فالوب والمبيضين. فالمهبل هو عبارة عن قناة قابلة للتمدد طولها يتراوح مابين 10 الى 12 سم وفي نهاية هذه القناة وفي اعمق جزء منها يوجد عنق الرحم وهو المدخل الى الرحم الذي يبلغ طوله ما بين 2,5 الى 3,5سم ويتكون من انسجة ضامة وألياف مرنة وعضلات ولعنق الرحم فوهتان او فتحتان احدهما خارجية وتدعى ايضاً فم الرحم الخارجي يمكن مشاهدتها اثناء الفحص المهبلي وتكون هذه الفبوة دائرية الشكل مغلقة في النساء اللواتي لم يسبق لهن الولادة وتكون على شكل خط مستقيم متعرج في النساء اللواتي لديهن ولادات سابقة. والفبوة الاخرى لعنق الرحم تعرف بالفبوة الداخلية. ويتكون الرحم من جزء عضلي يشبه الكمثرى وبداخله تجويف ضيق مثلث الشكل و هو من الصغر بحيث لا يتسع لملعقة صغيرة من السائل وبقدرة الله تعالى فهذا المكان هو الذي ستنغرس فيه البويضة الملقحة وتنمو على مدى تسعة اشهر لتصبح طفلاً كامل النمو. فالرحم له مقدرة هائلة على النمو حتى يستطيع ان يستوعب نمو الجنين في داخله و في اثناء تضخمه يزيح كل اعضاء بطن الأم ليهيء لنفسه الفسحة المناسبة وفي نهاية مدة الحمل يبدأ الرحم بالتقلص لدفع الطفل الى الخارج وهذه هي عملية الولادة. في كل زاوية من زوايا فراغ الرحم توجد فتحة دقيقة جداً لا ترى الا بالمجهر تؤدي الى قناة دقيقة توصلها بانبوب يسمى انبوب فالوب ومن خلال هذه الفتحة الضيقة فإن على الحيامن المنوية ان تشق طريقها بكل ما لديها من طاقة حتى تقابل البويضة في الانبوب وبعد التلقيح هنالك رحلة في الاتجاه المعاكس يجب ان تقطعها البويضة الملقحة لتصل الى الرحم. يصل طول انوب فالوب حوالي 10سم وهو معلق بشكل حر في فراغ البطن يتسع في نهايته ليصبح على شكل وردة تسمى البوق وعليها زوائد تسمى حمل البوق (fimbria) مواجهة وقريبة من المبيض دون الالتصاق به.
المبيضان هما العضوان المسؤولان عن تكوين البويضات وكذلك افراز الهرمونات الانثوية ويقع كل مبيض على جانب الرحم وقريباً من فتحة البوق. حينما تخرج بويضة واحدة كل شهر من كل مبيض تصبح حرة في تجويف البطن وتقوم نهاية انبوب فالوب بزوائدها المشابهة لأذرع الاخطبوط تتحرك بحيوية وتلتقط البويضة التي تخرج مندفعة كالبركان من سطح المبيض ويتمدد انبوب فالوب بنشاط و يقتنص هذه البويضة ثم يقوم على رعايتها وتغذيتها قبل وأثناء التلقيح وذلك في أثناء الايام الثلاثة التي تستغرقها هذه البويضة في رحلتها الى الرحم.
هناك فرق واضح بين المبيض وبين الخصية فبينما تصنع الخصية باستمرار بلايين النطاف فالمبيض لا يصنع بيوضاً جديدة باستمرار فحينما تولد الانثى يحتوي مبيضها على العدد الكامل للبيوض التي ستكون معها طوال حياتها الانجابية ولا تتكون بيوض جديدة أثناء حياتها في حين الرجل ينتج بلايين النطاف كل اسبوع. اما المرأة فبويضة واحدة وربما اثنتين هي التي تنمو و تطرح كل شهر من العدد الثابت لديها وبالتالي ستأتي اللحظة التي ستنزف فيها مالديها من بيوض وينكمش المبيض عند المرحلة التي نسميها سن اليأس وحيث يحدث ذلك غالباً حينما يصل عمرها بين 45الى 55 سنة ومن سن البلوغ الى سن اليأس تفرز المرأة حوالي 400 بويضة فقط وعادة تطرح البيوض الشديدة الخصوبة في اوائل مرحلة الخصوبة عند المرأة وعلى هذا الاساس مع تقدم المرأة في العمر ورغم احتمال حدوث الحمل فان خصوبتها تقل تدريجياً.
ان حقيقة كون بيوض المرأة مكونة بشكل مسبق ولا تحتاج إلا الى الظروف الملائمة حتى تطرح هذه البيوض في حين لا بد للرجل من خط تصنيع مستمر للحيوانات المنوية كل هذا يجعل من السهولة زيادة الخصوبة في المرأة عنها في الرجل اي بمعنى انه اذا اضطربت الساعة البيولوجية في داخل المرأة مما يجعلها افراز بويضاتها بشكل غير منتظم او فعال او حتى تتوقف عن طرح هذه البيوض فغالباً ما يكون سهلاً او على الأقل لا يمثل صعوبة كبيرة ان تعاد اليها خصوبتها بالهرمونات العلاجية فالبيوض موجودة مسبقاً في المبيض وكل ما تحتاجه هو قليل من المساعدة والتوجيه لكي تجعلها انتاج البيويضات الناضجة. والآن اصبح من المعلوم أن المناورات الهرمونية لاصلاح خصوبة المرأة غالباً ما تؤدي الى نتائج ناجحة بعكس المحاولات الهرمونية للرجل والتي غالباً ما تكون عديمة الفائدة.