مع هذا التطور السريع الذي يكاد يكون كلمح بالبصر، قلة الرقابة عندنا حتى أننا لا نستطيع في هذا الوقت حجب المعلومة عن أي شخص ولا نستطيع أيضاً معرفة مدى مصداقية المعلومة المنقولة لنا عن طريق تقنيات الاتصال الحديث.
وأما الانترنت وما أدراك ما الإنترنت فمخاطره ومحاسنه لا تحصى والرقابة عليه معدومة إلا في بعض المواقع، فالمعلومة فيه تحصل عليها بكل يسر وسهولة والخبر ينتقل في لحظة ومن أراد محاسنه فلن يستطيع حصرها حتى أن القنوات الفضائية بدأت تبث عن طريق الإنترنت وكذلك الصحف، وذلك للإقبال المتزايد عليه، ففي زمن ليس بالبعيد كانت الإنترنت لا يوجد إلا في المقاهي المخصصة وبسرعة رديئة، وأما الآن فلا تكاد تخلو بيوتنا من الاتصال بالإنترنت وبسرعات عالية، مما جعل أبناءنا يدمنوا على استخدامه حتى ظهر لنا مصطلح (مدمنو الإنترنت).
أما أخطاره, فهي إما تؤثر على الطفل نفسه ، كإهماله لواجباته المدرسية و الأسرية أو تؤثر على أخلاقة لأن كثيراً من المواقع المشبوهة تُفتح عند تصفح مواقع أخرى من دون قصد المستخدم , و قد تكون هنا كتأثيرات على حالته النفسية فبعض المواقع تحتوي رسائل مما يجعل الطفل في حالة من الارتباك النفسي, وقد يتعرض الطفل إلى استغلال عبر إيهامه بأنه سيفوز بجائزة مغرية ثم يطلبون صور بأوضاع معينة ، وهناك أيضاً تأثير الأصدقاء و هو الأهم فإذا كان منهم من يبث أفكار تشوش عليه من الناحية الأخلاقية و الفكرية و بعض الصداقات عن طريق رسائل الماسنجر و الإيميلات.
و هناك أخطار تتعرض لها الأسرة فقد يتعرض الكمبيوتر إلى اختراق لجهل الطفل أو ملئ استمارات أو يقوم بقبول طلب يؤدي إلى معرفة معلومات سرية مخزنة على الجهاز كمعرفة معلومات عن الحسابات البنكية و أرقامها أو أرقام بطاقات الائتمان أو يقوم الطفل بإفشاء معلومات عن والديه و أسرته من خلال غرف الدردشة.
ومع هذا كله فلن يستطيع أي إنسان مهما على مكانه أن يحجب هذا الكم الهائل من التقنيات الحديثة بيده لأنه وكما قيل في الأمثال الشمس لا تحجب بغربال.
ومن هنا يأتي دور الوعي والتوعية فالتربية هي أساس كل شيء فلابد من توعية النشء عن مخاطر الإنترنت وغيره توعية سليمة حتى لا يقعوا فريسة سهلة للانحراف ومن ثم الضياع وقد يجلبوا بعدا هذا وذاك المصائب - لا قدر الله - للأهل أو البلد.
ولابد للتوعية أن تكون متكاملة بين جميع الأطراف فالبيت والمدرسة والمسجد والمجتمع المحيط بنا كل ذلك مسئول فلا ننبه أبناءنا عن أشياء ومن ثم يسمعوا بأن ذلك غير صحيح من أحد الأطراف المذكورة سابقاً، فنكون قد جنينا على أنفسنا وعلى أبناءنا بأن فقد الثقة بنا كمصدر صحيح للمعلومة وأصبح يبحث عنها عند غيرنا، ويجب على الآباء والأمهات معرفة أصدقاء أبناءهم مغرفة تامة حتى لا يحيدوا عن الطريق الذي أعددناه لهم، فيمكن أن يُفسد الصديق صديقه ويهد كل ما بنيناه، لأن أحد الأركان قد اختل.
وأهم فترة يكون الابن فيها تائه هي فترة المراهقة، فهي المفصل الحقيقي بين الطفولة والشباب فيجب مجالسة الأبناء كثيراً في هذه الفترة وهناك مثل مصري يقول: “إن كبر ابنك خاويه” أي أعطه إحساس برجولته وقبل ذلك بإنسانيته، وخذ منه ما يدور في رأسه حتى تقرأ أفكاره وتعرف كيف الطريقة المثلى للتعامل معه.
ويأتي دور الأم مع ابنتها في عمر المراهقة بأن لا تتركها لوحدها فتحس بالعزلة، وتبحث عن من يعوضها عن ذلك، بطرق غير صحيحة.
و لا بد أن يكون هناك اجتماع عائلي يحضره كل الأبناء والأهل للمناقشة في أمور الحياة حتى يحس كل فتى وفتاة بروح الألفة بينهم.
و كذلك من طرق الوقاية يجب حماية البيانات الشخصية و تحديث برامج الحماية من الفيروسات و التجسس، وضع جهاز الكمبيوتر في مكان عام قريب من الوالدين و مراقبتهم عند التصفح و مراجعة المواقع المتصفحة، وعدم استقلالهم في بريد إلكتروني منفصل و تبادل رسائلهم عن طريق بريد الأم و الأب و مراجعة الرسائل الواردة و حجب الأسماء المشبوهة و عدم فتح أي مرفقات مع البريد الالكتروني لم يتم طلبها و عدم تحويل الرسائل للآخرين دون التمعن في محتواها والجهة الواردة منها.
"عدم تبادل معلومات أو بيانات حقيقة عبر الانترنت مع الأشخاص غير المعروفين (الأسماء – العناوين- المهن - أرقام الهواتف- صور شخصية أو للأسرة )،و التأكد من طلبات الأصدقاء بالماسنجر قبل الموافقة عليه و قطع أي محادثة تحتوي علي ألفاظ غير لائقة أو غير مريحة، "إبلاغ الوالدين بالتهديدات أو طلب معلومات عنهم عبر الانترنت و عدم قبول عروض لمنتجات لم يتم طلبها بمعرفة الوالدين، منع الأطفال من الشراء عبر الانترنت و عدم إعطاء العنوان الحقيقي للسكن عند طلبه من أي جهة تروج لمنتجات ويمكن الاكتفاء برقم صندوق البريد، قفل خاصية تشارك الملفات لعدم الإطلاع عليها بواسطة الغير،منح الأطفال اسم مستخدم بصلاحيات مقيدة في التعامل علي الكمبيوتر، رفض طلب مقابلة شخصية لأي أشخاص عن طريق الانترنت، مراجعة اتفاقيات البرامج قبل الموافقة عليها، التدقيق عند ملء استمارات تسجيل المواقع والمنتجات لأنها قابله للتصفح بواسطة الآخرين، منع الأطفال من استخدام كاميرات الانترنت.
هناك برامج توفر لأطفالنا الحماية و المراقبة و منها:
Cyber Patrol
"يساعد على حماية الأطفال من الانترنت و مراقبة المواقع المتصفحة.
CYBERsitter
يساعد على منع تصفح المواقع الخليعة و المشبوهة و تسمح بالتحكم و ضبط الوقت الذي يتصفح فيه الأطفال الإنترنت.
ChiBrow 6.01
متصفح إنترنت خصص للصغار, يمكنهم من تصفح آمن في الإنترنت بدون الخوف من التوغل في محتويات ممنوعة.
متصفح ياهادي
برنامج ياهادي هو برنامج تصفح متعدد اللغات مصمم خصيصاً للأسرة بكل فئاتها : الأطفال - المبتدئون و المحترفون. مع متصفح ياهادي ستستمتع أنت و أسرتك بتجربة تصفح سلسة و آمنة لم تعهدها من قبل
ChildWebGuardian v1.1
يقوم البرنامج بالتأكد من مضمون الصفحات التي يتصفحها الأبناء فإذا كانت ذات"محتويات لا أخلاقية يقوم بحجبها تلقائياً بطريقة البحث عن الكلمات الغير أخلاقية في هذا الموقع مع الاحتفاظ بعنوانه وهو متوافق مع جميع إصدارات ويندوز.
Bounce Kids Web Browser
" برنامج لحماية الأطفال أثناء التصفح و خاص بمنع المواقع الغير ملائمة للصغار بإدارة متكاملة من ولي الآمر, يحتاج إلى متصفح مايكروسوفت الإصدار الخامس او أعلي لكي يعمل.
فنتمنى على كل أسرة أن تضع خطط تربوية لأبناءها حتى يخرج لنا أبناء مكتملين في كل شيء والكمال لله وحده، ونرفع رؤوسنا بهم.
الخلاصة
التوعية أساس متين لأبنائنا حتى لو جلسوا أمام أي تقنية أو أي مغريات - مهما بلغ السوء فيها - لوحدهم فإنهم سيكونون بأمان لسبب رئيسي ألا وهي التوعية المدروسة.