الربو عبارة عن اضطراب التهابي مزمن لمجاري الهواء مما يجعلها مفرطة الاستجابة عند تعرضها لأي من العوامل المحسسة أو المهيجة والتي ينتج عنها انسداد في القصيبات والشعب الهوائية بسبب التضيق القصبي وزيادة الإفرازات المخاطية والالتهاب مما يقلل من تدفق الهواء.
قد يحدث انقطاع للربو لفترات زمنية متفاوتة نتيجة خطأ في التشخيص الأولي لوجود الصفير فهو مصاحب لالتهاب الجهاز التنفسي الفيروسي، وغالباً ما تكون الشعب الهوائية أثناء فترة الانقطاع سهلة الاستثارة كما أن البعض قد تعود إليه أعراض الربو المتكررة، تتفاوت شدة الربو وأعراضه بين المصابين في أوقات مختلفة. إن العوامل التي تحدد انقطاع أعراض الربو واستمراره غير واضحة بالكامل إلا ان الأطفال المتحسسين ومن تظهر عليهم أعراض الربو تحت سن الثالثة غالبا ما تستمر لديهم الأعراض، كما تستمر أيضاً عند المرضى الذين تبدأ اصابتهم بالربو بعد سن البلوغ وأثناء سن الرشد. إن التعرض لكمية عالية من المحسسات (كالحشرات والعثة والفطريات والقطط داخل المنازل وحبوب لقاح الأشجار والشجيرات والحشائش خارج المنزل) في السنوات الأولى للأطفال يزيد من احتمالية تكون الأجسام المضادة لها والتي تزيد من احتمالية الإصابة بالربو واستمراره.
إن التحكم بالربو بالابتعاد عن مسبباته واستخدام العلاج المناسب له تحت إشراف الطبيب المعالج يجعل المريض
ما هي عوامل الخطورة في السفر لمرضى الربو الشعبي؟
وما هي النصائح التي يحب أخذها بعين الاعتبار عند السفر؟
1- ان تغير الأجواء قد لا يكون ملائما لمرضى الربو وخصوصاً إذا كانت وجهة المريض إلى أماكن تكثر فيها مثيرات الربو بالنسبة له مثل الأتربة والحشرات.. إلخ، فينصح المريض بتجنب هذه المثيرات قدر الإمكان.
2- المجهود البدني الذي يبذله المسافر قبل وأثناء السفر قد يؤدي إلى ضعف مناعته لذا قم بمراجعة طبيبك الخاص قبل السفر للاطلاع على حالتك الصحية فقد يقرر لك الطبيب إضافة بعض الأدوية أو الأقراص فإذا اتضح خلال هذه الزيارة أن الحالة غير مستقرة يجب تأجيل السفر لآخر موعد ممكن فربما تتم السيطرة على هذه الحالة وقد ينصحك الطبيب بأخذ مطعوم الأنفلونزا قبل السفر وخصوصاً إذا كنت مسافراً في الفصول التي يكثر فيها هذا المرض.
3- تعلم من طبيبك ما هي الإجراءات اللازم اتخاذها أثناء الطوارئ ووضع خطة علاج واضحة يمكن استخدامها عند السفر.
4- اذا كانت حالتك غير مستقرة وكنت مضطراً للسفر فاصطحب من هو قادر على مساعدتك في حالة حدوث أي طارئ اثناء السفر.
5- إذا كنت مسافراً عن طريق البر في السيارة مثلاً فإن الغبار وانبعاث روائح التدخين وعوادم السيارات عوامل مساعدة لزيادة حدة المرض لذا ينصح بإبقاء النوافذ مغلقة واستخدام التكييف لتجديد الهواء.
6- اصطحب معك كمية كافية من العلاج تكفي لفترة السفر ويفضل اصطحاب تقريراً طبياً باللغتين العربية والإنجليزية عن حالتك يشتمل على الأدوية ودرجة شدة المرض ونوعية البخاخات والأجهزة المساعدة في توصيل الأدوية إلى الرئة.
7- اذا كنت من مستخدمي جهاز التبخيرة المتحرك أو جهاز مراقبة كفاءة الهواء فاحرص على حملها معك أثناء السفر.
8- إذا كنت مسافراً بالطائرة فلا تجعل كل أدويتك في حقيبة واحدة ولكن قسّم أدويتك على قسمين بحيث يكون قسم منها في حقيبتك الشخصية ومن أهمها علبة البخاخ الموسع للشعب الهوائية حسب وصف طبيبك المعالج حيث يتم تجنب حدوث الأزمات الشديدة والحادة قدر الإمكان.
9- ينصح بتجنب التعرض المباشر والطويل للشمس كما ينصح بأخذ كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء السفر.
10- عند حدوث أزمة ربوية حادة لم تستجب للعلاج المقترح حسب خطة العلاج المعطاة للمريض يجب مراجعة الطوارئ في أقرب مستشفى أو مركز صحي.
11- بالنسبة لمرضى الربو الذين يتداوون بواسطة ابر العلاج المناعي ويريدون السفر لفترة طويلة عليهم التأكد من وجود مراكز طبية في المناطق المراد السفر إليها ملمة بالبرنامج العلاجي لهذه الإبر حيث يتم توفيرها للمريض قبل السفر وارفاق برنامج بكيفية إعطائها للمريض يشتمل على الجرعة واليوم والوقت المحدد لأخذها.
مرض الربو يصيب المجاري التنفسية ويؤدي إلى التهابها ومن ثم تضييقها وزيادة حساسيتها، وهو مرض شائع يصيب نحو 4 إلى 32% من البشر، ويعتقد الكثير من الباحثين أن نسبة الإصابة بالربو قد ازدادت بسبب التدخين وزيادة التلوث والاعتماد على المواد الصناعية والكيميائية، كما أن الربو له علاقة مباشرة مع الغبار والأتربة ومخلفات العثة والحشرات التي قد تسكن معنا في البيوت.
إن الهواء النقي مع نسبة رطوبة ملائمة والسكن النظيف والخالي من دخان السجائر تعتبر من أهم العوامل المساعدة على تفادي الربو وعلى تحسين فرص علاجه، وعلى الرغم مما يشاع عن مرض الربو إلا أنه يمكن علاجه والسيطرة عليه والتأقلم معه، ولكن لا بد للمريض والطبيب المعالج من التعاون للوصول إلى أحسن مستوى من السيطرة على المرض والتأقلم مع الحياة.
تزداد أعراض الربو لدى بعض السيدات أثناء الحمل وقد يكون ظهور الأعراض لأول مرة خلال الحمل، لذلك يتساءل الكثير من القراء عن الآثار المحتملة لأدوية الربو على الأجنة، ومن المعلوم أن المنظمات العلمية العالمية المعنية بالربو توصي بأن تعالج المرأة الحامل بشكل عام كغير الحامل لأن عدم علاج الربو له مضاعفات أخطر على الأم والجنين.
من الناحية البيولوجية يتغير جسد المرأة مع الحمل ومع ازدياد الوزن وازدياد سرعة التنفس وكمية الأكسجين اللازمة، يزداد الضغط على الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى الإحساس بضيق التنفس.
لا يعد علاج الربو أثناء الحمل آمناً تماماً فحسب، بل إن المخاطر المعروفة لحالة الربو غير المعالجة أخطر بكثير من المخاطر التي قد تتعرض لها كل من الأم أو الجنين من أثر علاج الربو.
إن هيئة الغذاء والدواء تقسم الأدوية المستخدمة في الحمل حسب أثرها الى خمس فئات أ - ب - ج - د - ه.
1- الفئة (أ): وهي الأدوية التي أثبتت الدراسات الإكلينيكية أنها آمنة تماما على الأم والجنين.
2- الفئة (ب): وهي الأدوية التي أثبتت أمانها على حيوانات التجارب ولكن لا يمكن التأكد من سلامتها على الإنسان نظرا لعدم توفر دراسات إكلينيكية كافية، أو أن الدراسات الحيوانية التناسلية أظهرت ضررا معينا لم يتم توثيقه بدراسة على البشر.
3- الفئة (ج): وهي الأدوية التي أظهرت أعراضاً جانبية على أجنة الحيوانات بدون توفر دراسة إكلينيكية تدعم الدراسات الحيوانية، أو لا توجد دراسات على الحيوانات أو الإنسان بخصوص تأثيرها على الحمل، وهذه الفئة من الأدوية لا تستخدم مع الحامل إلا إذا كانت المنفعة المرجوة تبرر الخطر المحتمل للدواء على الجنين.
4- الفئة (د): وهي الأدوية التي ثبت لها أخطار على الأم والجنين بناء على الدراسات الإكلينيكية ولكن قد تقتضي مصلحة الأم تناولها لهذه الأدوية.
5- الفئة (ه): وهي الأدوية التي أثبتت الدراسات الحيوانية والإكلينيكية تأثيرها المشوه للجنين كما انه لا يجوز إعطاؤها للحامل بتاتا.
ومن المعروف أن معظم أدوية الربو تقع في الفئة ج وعلاج بيدوزونايد الوحيد الذي يقع في الفئة ب.
تتوافر العديد من أنواع العلاج المختلفة للمساعدة في السيطرة على الربو، وتنقسم إلى هذين القسمين:
1- موّسعات الشعب الهوائية:
تخفف هذه العقاقير من الأعراض بشكل مؤقت عن طريق ترخية وفتح مداخل الهواء، والدواء الأكثر استخداماً هو ألبوترول (فينتولين)، ويعد آمناً بوجه عام خلال الحمل.
2- مضادات الالتهاب:
تمنع هذه العقاقير أو تقلل من أعراض المرض عن طريق التخفيف من حدة الالتهاب في أنسجة الرئة على المدى الطويل ومن امثلتها كورتيكوستيرويد.
من الأعراض الجانبية لاستخدام الكورتيزون هو تهيج خفيف في الحلق أو بحة في الصوت ويمكن التخفيف منها بالمضمضة بعد كل استعمال.
سوف يرشدك طبيبك على نوع الدواء الذي يناسب الحالة الخاصة بك، ويفضل الخبراء أداة الاستنشاق بدل اللجوء إلى الحبوب حيث تصل كمية أقل من الدواء إلى الجنين.
بوجه عام، ينصح الأطباء باللجوء إلى الحد الأدنى من الأدوية اللازمة للتحكّم بأعراض الربو والسيطرة عليها أثناء الحمل.
وتتوفر في البيئة المدرسية الكثير من العوامل المهيجة للربو إضافة إلى كونها المكان الذي يمارس فيه الطلاب الجهد البدني واللعب الذي يثير نوبات الربو أيضاً، كما تنتشر في المدارس الفيروسات (الرشوحات) التي تنتقل بين الطلاب وتهيج الربو.
كما قد توجد في بعض المدارس الحشرات كالصراصير، وتوجد الفطريات في الغرف المظلمة سيئة التهوية وعالية الرطوبة، عدا عن فراء الحيوانات كالقطط والكلاب التي تكون عالقة أحياناً بملابس الطلاب الذين يقتنون هذه الحيوانات وتؤثر على زملائهم من المصابين بالربو، وقد توجد الروائح القوية النفاذة في بعض المدارس كروائح العطور والبخور والدهانات وحتى رائحة الأصباغ في بعض الحصص، والمنظفات في بعض الغرف كما تتواجد في بعض الأحيان الأشجار والنباتات والحشائش التي قد توثر على بعض الطلاب.
فماذا نفعل لكي نحمي مرضانا المصابين بالربو من الطلاب أثناء وجودهم في المدارس؟ ونحن نقيس مدى نجاح علاج الربو بقلة عدد الأيام التي يتغيب فيها الطلاب المصابين بالربو عن المدارس وبمقدرتهم على ممارسة جميع الرياضات البدنية بدون أي تحفظات أو تقييد.
إن الطلاب الذين يعانون من الربو والذين لا يلتزمون العلاج الصحيح ويعانون من الأعراض باستمرار هم أيضاً الذين يتغيبون عن المدارس ولا يمارسون النشاطات الرياضية كما أن تحصيلهم الأكاديمي يتأثر؛ لذلك يحرص أطباء الحساسية والربو بشكل كبير على السيطرة التامة على الربو عند طلاب المدارس ويمكن تحقيق ذلك بإتباع الأمور التالية:
1- أن يكون الطالب ملتزماً بالأدوية التي يصفها الطبيب للوقاية.
2- أن يكون لدى الطالب خطة علاجية في حالة حدوث أي انتكاسات في المدارس خاصة بعد اللعب.
3- أن يكون بإمكان الطالب استخدام البخاخات بنفسه أو من خلال طبيب أو ممرضة المدرسة مع التأكد من معرفة هؤلاء الأشخاص بالجرعة وكيفية الاستخدام.
4- أن تكون المدرسة جيدة التهوية نظيفة خالية من الحشرات والغبار والفطريات.
5- أن تكون المدرسة منطقة خالية من التدخين كما يجب أن تخلو من مصادر الروائح النفاذة.
6- أن يكون الطالب والمعلم والطبيب أو الطبيبة في المدرسة على علم ودراية بحالة الطالب وخطة علاجه.
7- ألا يحرم الطالب من أي أنشطة بسبب الربو بل يمكن إعطاؤه العلاج قبل النشاطات (10 دقائق) ومن ثم يمكن أن يلعب كبقية الطلاب.
ويمكن معالجة مرض الربو على نحو فعال وتحقيق سيطرة جيدة على أعراضه بعد تقييم الحالة الصحية للمريض ورسم الخطة العلاجية المناسبة له. وتتضمن الخطة العلاجية الأدوية العرضية سريعة المفعول والتى تستخدم حسب الحاجة فى حالة حدوث النوبة الربوية، وكذلك الأدوية الواقية والتى تستخدم بشكل منتظم لأنها تقلل من حدوث الأعراض أو النوبة الربوية ومن ضمنها البخاخات الكورتيزونية والتى تعتبر من أكثر الأدوية فعالية ويمكن إضافة الأقراص المضادة لمادة الليكوتريين التى تعمل على تحسين عمل الجهاز التنفسى وذلك حسب حالة المريض الصحية وكما يقدرها الطبيب المعالج، مع استخدام أقل جرعة علاجية فعالة لكل مريض فالجرعات العالية ليست بالضرورة أكثر فعالية وقد تترافق مع تأثيرات جانبية.
وعلى صعيد الجديد فى علاج الربو يعتبر مستحضر زولير (اوماليزوماب) أحدث ما أنتجته شركات الأدوية وهو ينتمي إلى مجموعة الأجسام المضادة أحادية النسيلة ويقوم بعلاج الحساسية من خلال تقليل أو منع تفاعل الجسم مع الأجسام المضادة التي تثير الحساسية ويستخدم لمعالجة حالات الربو المتوسطة والشديدة لمن بلغ سن 12 وما فوقها وقد لوحظ حدوث تحسنا فوريا في تكرار نوبات الربو والتقليل من استخدام المواد الكورتيزونية لمن استجاب لهذا النوع من العلاجات، ويعطى تحت إشراف استشاري أمراض الربو والحساسية، ويتوفر هذا الدواء على شكل حقن يتم إعطاؤها تحت الجلد كل 2-4 أسابيع وتحدد الجرعة من قبل الطبيب وكذلك زمن الفترة العلاجية ومن الضروري حقن هذا العلاج تحت اشراف طبي ويوضع المريض تحت الملاحظة لمدة ساعتين في المستشفى بعد الحقن، وقبل بداية العلاج يجب إبلاغ المريض بجميع الأعراض الجانبية والمضاعفات التي قد تصيبه بعد الاستخدام خلال ال 24 ساعة الأولى والتي قد تمنعه من الاستمرار في إكمال الخطة العلاجية لهذا الدواء مثل الحمى، الطفح الجلدي، الغثيان، قيء او إسهال، أعراض تشبه الانفلوانزا، صعوبة فى التنفس أو ألم حاد بالعضلات أو حساسية شديدة.
الآثار الجانبية لهذا الدواء تتضمن ازدياد خطر الإصابة بالعدوى فيجب تجنب الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد والانفلوانزا وأحيانا الشعور بالدوخة وتهيج في موضع الحقن ونادرا ما تحدث مضاعفات حساسية شديدة، ويجب تقييم حالة المريض الذي تتم معالجته بهذا الدواء من فترة إلى أخرى حتى يتم تحديد مدى استجابة المريض للعلاج والذى يتم على أساسه تعديل الخطة العلاجية.