لا خلاف على أن "التدخين ضار جداً بالصحة"، وفقاً للمقولة الشائعة التي تحملها الكثير من عبوات السجائر، إلا أن العديد من الدراسات العلمية التي صدرت مؤخراً، وجهت تحذيراً مفاده أن تلك المخاطر ترتفع لدى مرضى السكري، أو المعرضين للإصابة به، أكثر من غيرهم من المدخنين العاديين.
وعادةً ما ينصح الأطباء مرضى السكريبضرورة الإقلاع عن التدخين، بعدما أثبتت الدراسات أن المدخنين من مرضىالسكري، يكون لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم، والتي يصعب معهاالسيطرة على المرض، مما يعرضهم لمخاطر كثيرة، منها الإصابة بفقدان البصر،أو تلف الأعصاب، أو الفشل الكلوي، أو المشاكل القلبية.
وعرض الدكتور سايو-شون ليوي، أستاذ الكيمياء بجامعة ولايةكاليفورنيا للعلوم التطبيقية بالولايات المتحدة الأمريكية، دراسةً جديدة،استندت إلى نتائج عينات دم مدخنين من مرضى السكري، وجد فيها أن النيكوتينإذا أضيف إلى دم الإنسان يزيد من مستويات "الهيموغلوبين" بنسبة تصل إلى 34%.
وقال ليوي، أثناء عرضه لنتائج دراسته، إنه كلما زادت نسبةالهيموغلوبين في الدم، ازدادت نسبة البروتينات المركبة الأخرى، التي تتراكمفي أنسجة الجسم المختلفة، من أوعية العينين والقلب، مشيراً إلى أن ذلك قديؤدي إلى انسداد في الدورة الدموية، ومضاعفات أخرى كثيرة.
كما ذكر ليوي أن الدراسة خلصت أيضاً إلى أن المدخنين يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من غيرهم.
المثير في هذه الدراسة أنها أشارت إلى أن المنتجات البديلةللسجائر، مثل ملصقات النيكوتين، والسجائر الإلكترونية، ليست خياراً آمناًلمرضى السكري، نظراً لأنها ترفع مستوى الهيموغلوبين في الدم، مثل السجائرتماماً.
وأكدت الدراسة أن الخيار الوحيد لتقليل فرص تطوير مرض السكري أو مضاعفاته، يتمثل في الإقلاع عن التدخين.