الأربعاء، فبراير 09، 2011

مصطلح البلطجية , خلايق,الزعران

في قاموسنا الإعلامي " العربي " نبت مصطلح جديد يضاف إلى مصطلحات أخرى تكرست من خلال أحداث مرت على الجغرافيا العربية ، وتكوّنت بفعل الصراعات المستمرة بين فكر العسكر البائس، وإصرارهم عبرَ وسائلهم الشيطانية على إشغال الإنسان بلقمة عيشه التي لاتأتي ، ولاتتحقق ، وإذا أتت أو تحققت فذلك بالعرق ، والدموع ، والتفتت، والوجع ، الذي يتقنون إنتاجه ، ووضعه حالة مستدامة في الحياة اليومية . وبين طموح الإنسان ، وأحلامه في انتزاع حياةٍ فضاؤها الحرية ، والعدالة، وتكافؤ الفرص ، وتوظيف العقل لإثراء الوطن بمنتج إنساني حضاري يتسامى مع طموحات الشعوب ، وسعيها إلى مواقع متميزة في صناعة التاريخ.
دخل إلى قاموسنا الإعلامي مصطلح " البلطجية " ومصطلح " خلايق " في تونس الخضراء وإن لم يتسع إعلامياً كما مرادفه المصري ، كما عرفنا من قبل ذلك خلال حرب الآخرين على أرض لبنان مصطلح " الزعران " ، ورأينا ونحن في القرن الحادي والعشرين " البلطجية " يستخدمون الأدوات التي تشي بزمنهم من خيول ، وجمال ، وعصيّ ، وسيوف. وقبل ذلك كله " الهمجية " المتلبّسة بالتخلف ، والجهل ، والارتكاس في مواطن الانحطاط المسلكي ، والفكري ، وغياب المواطنة ، أو الشعور بها كحالة انتماء.
هذا المظهر ، والتمظهر بهذه الصورة كسلوك ، وهذا المصطلح الذي جاء مقتحماً حياتنا الإعلامية بشكل مستفز ، من أين جاء ..؟ وإلى ماذا يرمز ..؟
تقول التعريفات بأن تلك الكلمة تركية الأصل ، وهي من مقطعين ، " بلطه " أي أداة للقطع والذبح، و" جي " أي حامل البلطة ،" وفي عهد الدولة العثمانية كان هناك فرقة عسكرية تسمى " البلطجية " ، يتقدمون القوات الغازيَة لقطع الأشجار وشق الطرق ، وفي عصر محمد علي كان هناك قوات تحمل المسمى ، وتتساوى مع قوات الأمن المركزي الحالي.." .
"وتمضي التعريفات .." و" البلطجة " في الاصطلاح هي استعمال القوة لاستغلال الآخرين ، وإرهابهم ، وقمعهم ، بهدف تحقيق مصالح خاصة ، أو منافع ذاتية ، ويحتاج صاحب القوة فرداً ، أو جماعات ، أو دولة لتوظيف البلطجية للوصول إلى أهدافه ، وغاياته الخاصة مادية أم سياسية " . لهذا نرى " البلطجية " و" الزعران " و" الخلايق " يتم استئجارهم لإحداث شغب ، أو إرهاب مجموعة بشرية ، أو تصفية خصم سياسي ، أو زعزعة أمن جغرافيا .
إذن : هذه وسائل حكم العسكر في التعاطي مع الإنسان ، وتعاملاتهم مع شؤونه الحياتية ، ووعيه ، وفكره . لم يكتفوا بالسجون والمعتقلات والأقبية ، وما لايخطر على عقل من أصناف التعذيب وأدواته . بل عادوا إلى المصطلحات القديمة ينبشونها من قبورها ليجعلوها أدوات للقمع، وامتهان الكرامة ، وسحق الصوت .