شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي
أرضُ الكِـــــــنَانَةِ لا تَلْــــــعبُ
تهبُّ الرِّيـاحُ و لا مَهْرَبُ ... فأرضُ الكِنَانَةِ لا تَلْــــــعبُ
ومِصرُ الكِنانَةِ تـاريخُها ... ينابيـعُ تُعطي و لا تنْضُــــبُ
وشعبُ الكِنانَةِ لا ينْزوي ... و لا يَتَــــــوارَى و لا يهــــرُبُ
صبورٌ على ضيقِ أيَّامِهِ ... يُـــداري ويرْضَى ولا يشْــــغُبُ
ولكنَّهُ حينَما يصْطلي ... بِنَارِ الإهــــــانَةِ لا يرْهَـــــبُ
ومَا شَعْبُ مِصرَ سوى قصَّةٍ ... بأقلامِ أمْجـــــادِنا تُكْــــتَبُ
كذلكَ أُمَّتُنا ، قلبُها ... سليمٌ ومعْــــــدِنُها طيِّــــــبُ
وفيها شعوبٌ بإسلامِها ... تعزُّ ومنْ نبْـــــعِهِ تشْـــــربُ
شُعُوبٌ تمدُّ لحكَّامِها ... يَدَ الحـــــبِّ إلاَّ إذاخــــــرَّبوا
توطِّيء أكْنَافَها حينَما ... تُصانُ الحــــــــقوقُ و لا تُسْلَبُ
تُسَلِّمُ حكَّامَها أمرَهَا ... إذا لمْ يخُــــــونوا ولمْ ينْهـــــبوا
شعُوبٌ كرامَتُها دُرَّةٌ ... فلا تُسْتباحُ و لا تُــــثْقـــــبُ
شعوبٌ مشَاعِرُها عذْبةٌ ... ومَنْهَلُ إيمَــــانِها أعْــــــذَبُ
تُحِبُّ الهدوءَ وتَرْضى بهِ ... ويُعْجِبُها روضُهُ المُعْــــــشِبُ
ولكِنّها حينما تُـــــزْدرَى ... وعن حقِّها في الورَى تُحْــــجَبُ
تصيرُ الشُّعوبُ هُنَا جَمْرةً ... مؤَجَّجَةً ، نـــــارُها تَلْهُـــبُ
أَيا شعبَ مِصرَ ويا نِيلَها ... ويا دوْحــــةً روضُــها مُخْصِبُ
يُحَييكمُ المجْدُ مُستبشِراً ... بشمـــسٍ منَ العــــدْلِ لا تَغْرُبُ
هوَ الحقُّ فجرٌ لأنْوَارِهِ ... بلاَبِلُ أُمَّتِنا تطْــــــــرَبُ
إذا انْتَشرَ العدْلُ في اُمَّةٍ ... سَمَا قــدْرُها ونَــــجَا المَرْكَبُ