الفقدان من أكثر الأمور مرارة في حياتنا . وليس المقصود بالفقدان فقط فقدان الأشخاص بل يدخل في ذلك فقدان الأشياء المادية والمعنوية . فقد يفقد الإنسان شيئاً ما يحبه ويحتفظ به وقد يفقد وظيفته أو فرصة للترقية أو مركزاً اجتماعياً أو علاقة مهمة في حياته، وقد يفقد الإنسان جاذبيته أو جماله لتعرضه لحادث أو فقدان عضو من أعضاء جسده. وفي النهاية بالطبع لاشيء يعوض فقدان الإنسان!!.
الفقدان مؤلم ومرير وقد يأخذ من الإنسان وقتا طويلا للتكيف وإعادة ترتيب حياته بدون الأشياء أو الأشخاص الذين تعوّد على وجودهم في حياته.
وعادة ما يمر الإنسان بمراحل صعبة من الألم، للإيمان والوصول إلى مرحلة من تصديق حقيقة ما فقده حتى يستعيد توازنه ويعود إلى حياته الطبيعية. ويختلف الأفراد في مدى شعورهم بألم الفقدان فبينما يستطيع البعض التأقلم بعد الفقدان وبسرعة، قد لا يستطيع الآخرون فعل ذلك!!وربما هنا يحتاجون الى وقت أطول، ودعم أكبر من المحيطين حولهم. وربما أيضا يضطرون الى اللجوء الى أهل الاختصاص لمساعدتهم على المضي في حياتهم قدماً وترميم ما تصدع من ذواتهم.
قد يلجأ البعض للتعامل مع فقدان شخص ما بإحياء ذكراه وبالمداومة على عمل كان يقوم به، والبعض يريد أن ينسى كل ما يذكّره بمن فقد، وقد يصل البعض إلى درجة مبالغ فيها، فقد يتخلص من كل ما يذكره بذلك الشخص حتى صوره. أن الفقدان مؤلم جدا وقد يخسرنا ذواتنا وكل ما نملك!!. لابد أن ندرك أننا لا نستطيع أن نتجنب الفقدان أو نتجاهله.. فهو قدر الانسان ما منه مفر وحتمي في حياتنا... وكل ما نفعله هو أن نطلب العون من الله لنعبر الفقدان بأقل خسائر ممكنة.