بإمكان الأطفال تكوين روابط عاطفية وجدانية مع عدة أشخاص إلا أنهم يطورون علاقة أقوى مع شخص واحد على الأقل. هذا الشخص عادة ما يكون الشخص الذي يقضي مع الطفل معظم الوقت. هذه العلاقة ستوفر للطفل الأمان الأساسي لاكتساب الثقة بالنفس ولتطوير علاقات جيدة مع الآخرين في حياته مستقبل، كما يؤثر الارتباط بالأهل كذلك على تطور نمو الدماغ وطريقة التفكير والتعلم الخاصة بالطفل وكذلك على مشاعره وسلوكياته في جميع جوانب الحياة.
عندما يبدأ طفلك الذي يتعلم المشي باستكشاف العالم من حوله، فسوف يرغب بمعرفة أن والديه ليسوا بعيدين عنه عندما يكون في حاجة إليهما. إذا لم يشعر الطفل بالأمان، فمن المحتمل أن تقل فرصته باستكشاف العالم ولن يطور مهاراته الاجتماعية وثقته بنفسه واستقلاله بنفس مستوى الطفل الذي يشعر بالأمان.
لتقوية الشعور بالأمان والارتباط العاطفي يجب القيام بتلبية احتياجاته بحنان وبطريقة إيجابية ومنحه الفرصة للاستجابة وبدء التفاعل وممارسة اللعب وكذلك تصرف الوالدين باعتبارهم القدوة لطفلهم في علاقتهم معه ومع من حوله. كما ان الرضاعة الطبيعية هي إحدى الطرق لتقوية هذا الارتباط.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال ينمون على مراحل مختلفة، ولكل طفل شخصيته المستقلة وسنحاول هنا أن نوضح أهم قدرات الطفل في مراحل مختلفة وماذا يمكنك عمله لمساعدته على النمو بشكل طبيعي من الولادة إلى 3 أشهر.
ما الذي يمكن لطفلك فعله؟
* يمكن للطفل/ الطفلة الابتسام والضحك.
* يحرك الطفل/ الطفلة ذراعيه وساقه عند الشعور بالسعادة.
* يعبر الطفل عن شعوره بالتعب بوسائل مختلفة: البكاء، عبوس الوجه، ثني الظهر، ما شابه ذلك.
* يحب الطفل رؤية الناس وأن يكون مع الأشخاص المفضلين لديه.
* يحدق الطفل في وجه الشخص الذي يتحدث معه.
* يتفاعل الطفل مع صورته المنعكسة في المرآة ويبتسم.
من 4 إلى 6 أشهر
ما الذي يمكن لطفلك فعله؟
* التمتع بالنظر إلى الأطفال الآخرين. كما يحاول الطفل جذب انتباه الأطفال الآخرين بواسطة إصدار بعض الأصوات والابتسام لهم
* يمد الطفل ذراعيه للإمساك بالأشياء. كما يبدأ بالجلوس بمساعدة الأهل إلى أن يتعلم الجلوس بمفردة.
ما الذي يمكنك فعله؟
العب مع طفلك كلما كان يبدو عليه أنه مستعد لذلك ومهتم.
* قم بحمل طفلك عندما يمد ذراعه لك.
* قم بالإنشاد للطفل والتحدث معه برفق.
* الاستمرار بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية.
من 7 إلى 9 أشهر
ما الذي يمكن لطفلك فعله؟
يتعلم الطفل الحبو ونقل الأشياء من يد إلى الأخرى كما يحاول تقليد الآخرين.
كذلك يتعلم نطق بعض الكلمات (مثل با.... با.... ما.... ما) ولكن ليست خاصة بالوالدين في هذه المرحلة.
* يصبح الطفل فضوليا حيال الدمى الجديدة ويمكنه الإشارة إلى ما يريده.
* يمكن للطفل التعبير عن مجموعة متنوعة من العواطف: السعادة، الحزن، ما شابه ذلك.
* يمكن للطفل القيام بعمل ما من شأنه التأثير على الآخرين كأن يقوم بإضحاكهم.
* يمكن للطفل إظهار علامات تدل على شعوره بالضيق عند الابتعاد عن الأشخاص المفضلين لديه كما يسعى إلى التلامس البصري أو الجسدي مع والديه عندما يكون غير مطمئن في موقف معين.
* يتفاعل عندما يحاول شخص ما أخذ اللعب أي يلعب بها كما يظهر الطفل عواطفه عن طريق القبلات والأحضان والابتسامات.
ما الذي يمكنك فعله لمساعدته على النمو بشكل أفضل؟
* وفر للطفل بيئة آمنة.
* العب مع طفلك، وقم بالإنشاد له.
* حاول فهم ما يريده طفلك عند البكاء، الابتسامة، الإشارة بأصبعه وغيرها من طرق التعبير عن مشاعره.
ساعد طفلك في تحديد شعوره بواسطة كلمات: سعيد، حزين، غاضب، ما شابه ذلك.
* اجعل الأشياء الروتينية أكثر متعة للطفل عن طريق الدغدغة والضحك واللعب بالألعاب.
* شجع محاولات طفلك على التحرك والوقوف.
* اخبر طفلك بما تقوم به حتى يشارك في: تناول العشاء، الذهاب للتمشية خارج المنزل، ما شابه ذلك، كل ذلك سيجعل الطفل يشعر بالأمان في حياته اليومية الروتينية.
- العب مع طفلك ألعابا تتلاءم مع سلوكياته. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل يصفق بيديه أو يصدر أصواتا بفمه أو بلعبة الأطفال، فقم بفعل الشيء نفسه. دع الطفل يبدأ اللعب لكن حاول كذلك تشجيعه فسيساعده ذلك على تعلم كيفية التواصل مع الآخرين.
من 10 إلى 12 شهرا
من 10 إلى 12 شهرا
ما الذي يمكن لطفلك الذي يتعلم المشي فعله؟
* يبدأ الطفل بتعلم الوقوف والإمساك بالأثاث لمساعدته على ذلك، يتمتع طفلك الذي يتعلم المشي باستكشاف البيئة المحيطة من حوله ويبدي اهتماما بالأشخاص الجدد.
* يبدأ الطفل في قول بعض الكلمات القليلة مثل «بابا وماما» بحيث يقصد بها الأب أو الأم.
* لا يحبذ الطفل تغييراً في حياته الروتينية.
ما الذي يمكنك فعله؟
* اترك لطفلك الذي يتعلم المشي فرصة استكشاف ما حوله بأمان.
* كن متواجداً عندما يحتاج الطفل إليك لطمأنته وإظهار الحب له.
* اظهر اهتمامك بعمليات استكشاف طفلك الذي يتعلم المشي مع السماح له بتوجيه مسار لعبة الاستكشاف.
* تحدث مع طفلك الذي يتعلم المشي والإنصات إليه والتفاعل معه.
* اجعل الطفل يشاهد صورا لأشخاص يعبرون عن مشاعرهم المختلفة واستخدم كلمات لوصف هذه المشاعر.
* إذا حدث تغيير في الأشياء الروتينية اليومية، فاخبر طفلك الذي يتعلم المشي بما سيحدث حتى لا يكون التغيير مفاجئا بالنسبة له.
قد يكون من الصعب على طفلك أن يقول الكلمات في مثل هذا العمر لكن يمكنه تقليد الأصوات. انظر إلى صور الحيوانات وأصدر أصوات الحيوانات. شجع كل محاولات طفلك.
من 13 إلى 18 شهرا.
ما الذي يمكن لطفلك فعله؟
* يواصل طفلك الذي يتعلم المشي استكشاف العالم المحيط به والتعرف على بيئته والأشخاص حوله.
* ويبدي مجموعة كبيرة من المشاعر والسلوكيات تجاه الآخرين: العدوان، نوبات الغضب، العناق، الضحك، ما شابه ذلك.
* يدافع الطفل الذي يتعلم المشي عن نفسه بقول «لا».
* يمارس اللعب جنبا إلى جنب مع الأطفال الآخرين.
* يصبح مترددا في بعض الأحيان مع الأشخاص البالغين الجدد.
* يبدأ الطفل في تقليد سلوك الكبار.
* يتعلم الطفل ويستخدم العديد من الكلمات الجديدة التي تساعده في فهمك والتعبير عن احتياجاته.
ما الذي يمكنك فعله؟
* وبالرغم من أن طفلك الذي يتعلم المشي يرغب في فعل كل شيء بنفسه، إلا أنه ما زال يحتاج إليك للشعور بالطمأنينة.
* شارك متعة الاستكشاف مع طفلك الذي يتعلم المشي واستمر في قراءة القصص والإنشاد له والتحدث معه.
* أخبر الطفل حول بدائل التعبير عن مشاعره: مثال «إذا كنت تشعر بالغضب من شخص ما، فتعال واخبرني بذلك.
* شجع الطفل على إظهار حب الفضول لكن حدد له حدودا للحفاظ على سلامته.
* استخدم صوراً بسيطة توضح بالرسوم العواطف لمساعدة الطفل في التعرف عليها.
من 19 إلى 24 شهرا
ما الذي يمكن لطفلك فعله؟
* يستخدم طفلك الذي يتعلم المشي كلمات عديدة للتواصل (20-30 كلمة)
* يبدأ الطفل ممارسة ألعاب خيالية وألعاب بسيطة، يستطيع الطفل الجري وطلوع ونزول الدرج باستخدام الحواجز الجانبية كما يستطيع الشرب من الكوب والأكل بالشوكة والملعقة.
يتعلم الطفل الإمساك بأقلام التلوين والشخبطة.
ما الذي يمكنك فعله؟
ابحث عن كتاب يتضمن شخصيات تبدي مجموعة متنوعة من المشاعر، كالغضب، السعادة، الحزن، وما شابه ذلك. ثم قم بقراءته مع طفلك واشرح له بدقة لماذا يشعر الشخص بهذا الشعور. قم بسؤال الطفل إذا كان يشعر نفس الشعور. وبهذا فأنت تساعده في فهم ما قد يجعل الآخرين يشعرون بالسعادة أو الحزن، ما شابه ذلك.
كذلك شجع الطفل على تقليدك خلال القيام بالأعمال المنزلية هذا يساعده على تطوير تقديره لذاته وزيادة الثقة في نفسه.
اجعل الطفل يشاهد صور الأشخاص الذين يعرفهم جيدا كصور الوالدين والأصدقاء وشجع الطفل على التعرف على الأشخاص والتحدث معهم.
* قم بممارسة الألعاب التي يكون لكل شخص مشارك بها دور لمساعدة الطفل على انتظاره دوره.
* قم بالتعرف على انفعالات الطفل إذا كان الطفل يبكي أو تنتابه نوبة غضب، فقم بالبدء عن طريق محاولة التعرف على سبب هذا التصرف ثم اترك لطفلك فرصة معرفة أنك مدرك لشعوره على سبيل المثال قولك «أنا أعلم بأنك تشعر بالغضب لأنه تم أخذ لعبتك منك».
* كن واضحاً حول السلوك غير الملائم على سبيل المثال دع الطفل يعلم بأنه من غير الملائم أن يتم إلقاء الأشياء عند شعوره بالاستياء أو الغضب. وقدم له نموذجا من السلوك الملائم، إظهار عواطفك من الأمور بالغة الأهمية. وبعض النصائح التي تساعدك أثناء اللحظات الصعبة مع طفلك:
* حاول أن تجعل صوتك منخفضاً لكن حازم.
* وضح لطفلك الانفعالات التي يكون سلوك الطفل سبباً فيها على سبيل المثال: «عندما تصرخ، يصبح من الصعب فهم ما تقوله لي».
* إذا كنت أنت أو الطفل (أو كلاكما) يشعر بالغضب، فانتظر حتى تهدأ لمناقشة الأمر.
* لا تنس أن طفلك سيحاول تقليدك فاذا إذا كنت سريع الغضب، فسوف يتعلم الطفل أن يكون مثلك.
* تحدث بهدوء مع الطفل في كل الأوقات بما في ذلك عندما تريد تقويم سلوك طفلك.
* قم بالتأكد من مكافأة طفلك على سلوكياته الإيجابية ومدحه لما يمكنه القيام به.
* عندما تنتاب إحدى نوبات الغضب طفلك، فقم بتهدئة الطفل وطمأنته عن طريق إجلاسه معك في مكان هادئ لفترة وجيزة إذا قاوم الطفل محاولاتك، فامنحه بعض الفسحة. الشيء الأكثر أهمية هو أن يعلم الطفل بأنك متواجد لتلبية احتياجاته.