طول الطفل الطبيعي لوجدنا أنه يختلف بين الذكور والإناث ومن عرق لأخر وبشكل عام وتقريبي يكون طول الطفل عند الولادة 50 سم، ويصبح 75سم عندما يبلغ عمر السنة، ثم حوالي 100سم في عمر 4 سنوات، وحوالي 112-115سم بعمر 6 سنوات، ثم حوالي 130سم بعمر 9 سنوات وحوالي 150سم بعمر 12 سنة، ثم 165سم بعمر 15 سنة للذكور و162سم للإناث في نفس العمر وأخيراً يصل الذكور إلى 175سم بعمر 18 سنة والإناث 165سم في ذلك العمر.
وبالنسبة للإناث يتوقف الطول بعد بداية الدورة الشهرية بسنتين تقريبا أما للذكور فيزيد طولهم حتى سن العشرين تقريبا .
والطول الطبيعي للطفل يعتمد على عوامل كثيرة تمتد من الأشهر الأولى أثناء الحمل ومرورا بولادة الطفل وما يصاحبها من أمراض وراثية والتهابات وتعسر الولادة وبالتالي نقص الأكسجين عن الدماغ، وأيضا أثناء نمو الطفل هناك أسباب تعرقل نمو الطفل ومنها سوء التغذية وتكاد تكون من أهم الأسباب المؤدية لنقص الوزن وتأخر النمو الطولي وخاصة المناطق النائية والدول الفقيرة .
وأحيانا أخرى يعاني الأطفال من سوء التغذية ليس لعدم وجود التغذية المناسبة وإنما نتيجة لتناول الأغذية الخاوية التي لا تحتوي على العناصر الأساسية والسعرات الحرارية الضرورية للنمو، لذا يجب على الأمهات متابعة أطفالهم وتغذيتهم الغذاء الأمثل والمتوازن والذي يحتوي على العناصر الثلاثة الأساسية وهي الكربوهيدرات والبروتين والدهون وغيرها من المعادن والفيتامينات التي تعود على الطفل بالفائدة وبالتالي نموه ذهنيا وجسدياً .
ومن الأسباب الأخرى:
- الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي والكبد .
- الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي والقلب .
- الأمراض المزمنة ويكون العلاج فيها مادة الكورتيزون .
- متلازمة داون وتيرنر وبرادر .
- أمراض الغدد مثل نقص هرمون النمو ونقص هرمونات الغدد الدرقية وزيادة إفراز الغدد الكظرية وعادة ما تكون بنسبة ضئيلة عكس الاعتقاد السائد، ولا ننسى لين العظام الذي يزداد وبشكل واضح في مجتمعاتنا الخليجية والعربية.
وهذه الأسباب العضوية أو المرضية هي النسبة الأدنى من مسببات قصر القامة
أما النسبة الأعلى المسببة لقصر القامة فهي أسباب غير عضوية مثل:
- السبب الوراثي:
كأن يكون أحد الوالدين أوكليهما قصير القامة وبالتالي تنتقل المورثات الجينية للطفل، وفي هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة ووزنه متناسب مع الطول بشكل جيد والعمر العظمي مساو للعمر الزمني ولا يشكو من أمراض مزمنة ويكون الطفل بحيوية جيدة غير أنه يبقى قصيرا لأسباب وراثية.
- قصر القامة البنيوي :
ويكون الطفل في هذه الحالة قصيرا ويتمتع بصحة جيدة وعمره العظمي أقل من عمره الحقيقي أو الزمني ولا توجد لديه أمراض مزمنة ولكن عند البلوغ يزداد طوله بشكل واضح حتى يلحق بأقرانه ويصل لمستوى مقبول من الطول بعد البلوغ .
- ومن أسباب قصر القامة غير الملحوظة هي الأسباب ذات العلاقة بالعوامل النفسية كأن يصاب الطفل بنقص في الطول تحت الظروف النفسية السيئة داخل البيت أو المدرسة والتي سرعان ما تتلاشي إذا زالت هذه الأسباب .
أما تشخيص قصر القامة فيعتمد على تاريخ مفصل للمشكلة المرضية ويشمل ذلك الأعراض التي تخص الجهاز الهضمي والتنفسي والقلب ونفسية الطفل والعلاج الحالي للطفل، ولا ننسى ولادة الطفل وما صاحبها من أحداث، وفحص الطفل السريري المفصل وبالتالي متابعة الطول كل ستة أشهر إلى سنة لمعرفة سرعة الطول في هذه الفترة الزمنية، وأيضا طول الوالدين، والفحوصات المبدئية للدم لمعرفة ما إذا كان هناك علامات فقر للدم أو علامات تدل على حدوث التهاب أو وجود حموضة في الدم وتشمل أيضاً وظائف الكبد والكلى وتحليل حساسية القمح، وعادةً ما تحتاج الزيارة الأولى في العيادة إلى حساب دقيق لمقدار السعرات الحرارية المتناولة، وعمل أشعة لليد للتعرف على العمر العظمي .
كما أن التشخيص يعتمد على عمل تحليلات خاصة للهرمونات كهرمون النمو والغدة الدرقية والنخامية والكظرية ولا ننسي تحليل فيتامين- د- المسبب للين العظام.
ونعتمد في إجراء هذه التحاليل على التاريخ المرضي والفحص السريري ومتابعة سرعة الطول السنوية، وبالتالي ليس كل قصيري القامة يحتاجون لكل تلك التحاليل.
أما علاج قصر القامة:
- لا يوجد علاج لقصر القامة الوراثي .
- لا يوجد علاج لقصر القامة البنيوي .
- قصر القامة النفسي يحتاج لإزالة السبب فقط .
- قصر القامة المرضي أو العضوي يحتاج لإزالة السبب أيضا .
هرمون النمو نحتاجه في أمراض معينة متفق عليها عالمياً وهي :
- عوز ونقص هرمون النمو .
- القصور الكلوي المزمن.
- متلازمة تيرنر .
- قصر القامة الناجم عن نقص وزن الولادة.
- قصر القامة غير معروف السبب .
- متلازمة برادر .
وأخيراً نسأله تعالى المنان أن يرزقنا صحة الأبدان.