الأحد، فبراير 27، 2011

الإنسان و الألوان

منذ أزمنة غابرة عند اليونان والفراعنة وتأثير الألوان حاضر. ويظهر هذا في اختيار ألوان القلاع والأهرامات مما كانوا يعتقدون أنه له أثر على الأمراض، وادمج الصينيون والهنود اللون في علاجاتهم الطبية منطلقين من فكرة الطب الشمولي الذي لايفصل الجانب الجسدي عن المؤثرات من عاطفة وعلاقات مع الأخر والتغذية .لم يهتم الأوروبيين والأمريكيين بالعلاج باللون chromothérapie إلى حدود النصف الثاني من القرن التاسع عش وفي سنة 1993 تم الاستفادة من معارف العالم الهندي دنشاش غاديالي الذي نشر مقال في الموضوع.وفي سنة 1878 الدكتور بابي ألف كتاب “أساسيات الضوء واللون ” وحاليا اكتسح هذا العلاج أمريكا وأوروبا واسيا حتى إن هذا العلم تطور ليولد علاجات وبدائل طبيعية لتمنح الصحة والسلامة الذاتية . وأصبح لديه فروع في تصاميم المهندسين ورواد الديكورالمنزلي كعلم الفانغ تشوي fengshui .
العلاج بالألوان علاج طبيعي يعتبر اللون مجموعة من الإشعاعات ذات طول موجة معينة وتحمل في طياتها نسبة من الطاقة. وكل لون يختلف بسرعة موجاته في اختراق الأعضاء والخلايا وبالتالي يؤثر على الجسم من الناحية البدنية والنفسية والعاطفية وهذا أيضا يشمل العلاج بأشعة الشمس في العديد من الأمراض ويعرف جيدا هذا العلاج في الهند والصين.
العلاج بالضوء Luminothérapie أسسه الطبيب الطبيعي الألماني بيتر مانديل PETER MENDEL رئيس جمعية الأطباء الطبيعيين بألمانيا أكثر من 25 سنة وهو علم يمارس بأوربا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية ويعتمد هدا العلاج على خاصية الضوء في التأثير على مسارات الطاقة في الجسم إلى حدود الخلايا لمختلف الأعضاء ,الترددات اللونية الضوئية تؤثر كعناصر علاجية مذيبة لبؤر التوتر في الجسم والذاكرة والمشاعر الدفينة وتؤثر بصفة عامة على جميع الأعضاء الحية ووظائفها مثلا ارتفاع الضغط والالتهابات وعدم التوازن الهرموني وتحسين الغدد ودورة الطاقة.
اللونان الأحمر و الأصفر من الألوان المنشطة والأخضر والبنفسجي من الألوان المهدئة العلاج بالألوان تقنية جديدة لتخفيف الألم والاكتئاب
علماء بريطانيون يرون أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة لتحسين أداءه الذهني والجسدي وانه يوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته تتمثل النظرية وراء العلاج أن كل لون في الطيف له تردده لتدبدبي أو اهتزازي مختلف ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وايجابية عندما يصاب بالمرض فان هذا التردد يصبح غير متوازن بينما تقول النظرية الأخرى أن الأجزاء المختلفة في الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة وعندما يكون الجسم عديم التوازن فانه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجه أو أشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية هي التدرج اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز والنيلي والبنفسجي ويعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة فالبنفسجي يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيد للقلب والرئتين ويعتبر الأزرق جيد للمشكلات التنفسي.
ولكل لون تأثير على عضو في بدننا وعلى وظيفة في معينة حسب حاجياتنا الجسدية والنفسية وأيضا تأثيره وفعاليته في علاج آو التخفيف من الأعراض النفسية كالخوف والقلق والتوتر والأرق.
فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، و تحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر و الأحمر و الأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، و عندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية و الجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية و بالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا و مزاجنا و سلوكنا.
اللون الأحمر مرتبط بالدورة الدموية وينشط إفراز هرمون الأدرينالين المرتبط بالعنف والخطر والخوف .ويزيد من الثقة بالنفس ومقاوم للخجل والدراسات أكدت فعاليته في مساعدة الأشخاص دووا الشلل ويزيد من قوة العضلات ويساعد في حالة الزكام والأمراض المرتبطة بالبرد .
النبات واللون:
أكل الثمرات الحمراء :الطماطم والتفاح والفراولة يزيد من نشاط الجسم زيادة على القرفة والفجل وتوت الأرض والفلفل الأحمر والخضر الحمراء :الفاصوليا الحمراء البطيخ الأحمر والبصل الأحمر والشمندر الأحمر والرومان والخوخ الأحمر كلها تمد الجسم بطاقة إضافية بسبب اللون وتأثيره البدني والنفسي, دون أن ننسى مكانة الورود الحمراء في تحسين العلاقات في حياتنا الأسرية والعاطفية خصوصا بين الأزواج .
استعمال الألوان في حياتنا اليومية من لباس وحلي وصباغة وحمامات ضوئية ومصابيح لونية له الأثر الكبير في الصحة والسلامة الذاتية.