عن كعب قال: قحطت بنو إسرائيل على عهد موسى عليه السلام فسألوه أن يستسقي لهم، فقال: اخرجوا معي إلى الجبل فخرجوا فلما صعد الجبل قال: موسى لا يتبعني رجل أصاب ذنباً فانصرف أكثر من نصفهم، ثم قال الثانية: لا يتبعني من أصاب ذنباً فانصرفوا جميعاً إلا رجلاً واحداً أعور يقال له: برخ العابد، فقال له موسى: ألم تسمع ما قلت. قال: بلى. قال: فلم تصب ذنباً. قال: ما أعلمه إلا شيئاً أذكره فإن كان ذنباً رجعت. قال: ما هو؟ قال: مررت في طريق فإذا باب حجرة مفتوح فلمحت بعيني هذه الذاهبة شخصاً لا أعلم ما هو؟ فقلت لعيني: أنت من بين بدني سارعت إلى الخطيئة لا تصحبيني بعدها! فأدخلت أصبعي فقلعتها فإن كان هذا ذنباً رجعت. فقال موسى: ليس هذا ذنباً، قال له: استسق يا برخ. فقال: قدوس! قدوس! ما عندك لا ينفد وخزائنك لا تفنى وأنت بالبخل لا ترمى فما هذا الذي لا تعرف به؟ اسقنا الغيث الساعة. قال: فانصرفا يخوضان الوحل.