السبت، أغسطس 28، 2010

خطورة تقديم المعلومات عن طريق الشبكات الإجتماعيه

لو نظرنا بتفحص إلى المعلومات التي يقدمها مستخدمو الإنترنت وخصوصاً في مواقع الشبكات الاجتماعية لاكتشفنا كماً هائلاً من المعلومات التي ترتبط بأشخاص حقيقيين وواقعيين، يستطيع المتصفح للإنترنت تحديد هوية الشخص خصوصاً إذا ارتبطت المعلومات المقدمة مع أنظمة تحديد المواقع التي تتيح معرفة أماكن التواجد في ذات اللحظة، فلو ضربنا مثالاً حول فتاة تستخدم الإنترنت بدأت يومها بإطلاق التحية الصباحية عبر موقع "تويتر" www.twitter.com ومن ثم أطلقت عبر نفس الموقع رسالة بأنها تتجهز للتوجه للعمل، ومن ثم استخدمت موقع "قوالا"www.gowalla.com  لتحديد المواقع ووضع إشارة إلى أنها تبتاع قهوة من مقهى معين، ومن ثم حدثت أحد مواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى وقالت إنها وصلت للعمل، هي بذلك مكنت متابعيها من معرفة وقت خروجها من المنزل، وأرشدتهم إلى الحي الذي تسكن به من خلال موقع المقهى الذي ابتاعت منه القهوة، ونبهتهم أنها وصلت للعمل وهذا إشارة إلى أنها ستقضي فيه ما لا يقل عن ثماني ساعات، وباستمرار تحديث بياناتها على مواقع الشبكات الاجتماعية يستطيع متتبعها معرفة تفاصيل حياتها بغير قصد منها، وهذا يسهل على اللصوص والمتصيدين تحديد الوقت المناسب لسرقة المنزل مثلاً، أو القيام بأي جريمة أخرى سواءً كانت واقعية أو إلكترونية.
في موقع "الفيسبوك" www.facebook.com أيضاً إذا أتاح صاحب الحساب مشاركة معلوماته مع الآخرين وقدم من خلالها عدد إخوته وأخواته، مع ذكر وظيفته وتعليمه، وربما لم يتورع في وضع رقم هاتفه المحمول، فهو بذلك قدم لمتصفحي الإنترنت خصوصيته على طبق من ذهب، بل وتنازل عنها بمحض إرادته، فأصبح بالإمكان انتحال شخصيته لتوفر المعلومة الحقيقية والصادقة عن الشخص.
كل المعلومات السابقة ربما يقدمها متصفح الإنترنت تحت اسم مستعار، وربما يقدمها باسمه الحقيقي وهنا تكمن الخطورة، فبمجرد البحث بالاسم في جوجل وتخصيص البحث في موقع معين مثل "تويتر" عن طريق خيار البحث المتقدم، يستطيع أي قريب أو غريب معرفة التفاصيل الدقيقة لصاحب الاسم،.
 الطريقة المثلى للمحافظة على الخصوصية في الإنترنت.
أولاً: تجنب قبول أي صداقة من شخص لا تعرفه على مواقع الشبكات الاجتماعية وخصوصاً موقع "الفيسبوك"، والسبب في ذلك لأن من تقبلهم كأصدقاء بإمكانهم الاحتفاظ بنسخة من المحادثات التي تجريها معهم، وبذلك يستطيع ربطها مع المعلومات التي تقدمها من خلال المواقع الأخرى أو نتائج محركات البحث.
ثانياً: إذا كان الموقع الذي تستخدمه في الإنترنت مثل "تويتر" يتيح أن تكون صفحتك متاحة للجميع فتجنب ذلك وخصص صفحتك بحيث لا يطلع عليها إلا من تسمح له بذلك، لأن إتاحة الصفحة للجميع يمكن محركات البحث من أرشفة تحديثاتك أولاً بأول، وبذلك تقدم هذه المعلومات لكل من يعرف اسمك الحقيقي أو المستعار.
ثالثاً: تجنب الإشارة إلى موقع تواجد من خلال مواقع تحديد المواقع، لأنه بذلك يسهل التعرف على الأماكن التي تتواجد فيها باستمرار ووقت تواجدك، ومتى ما ارتبط ذلك بصورة شخصية لك موجودة على الإنترنت أصبح بالإمكان التعرف عليك بسهولة.
رابعاً: للفتيات وخصوصاً المحجبات أو المنقبات لا تتهاوني في نشر صورك الشخصية وأنت صغيرة على الإنترنت، لأن هناك برمجيات تتيح توقع صورة الشخص في عمر معين من خلال صورته في فترات معينة من الطفولة، ربما لا تكون مشابهة للواقع تماماً، ولكن ستتيح التعرف عليك بنسبة عالية.
خامساً: غيِّر الإعدادات للمواقع التي تستخدمها، لأن الإعدادات الافتراضية دائماً ما تقدم معلومة لمتصفح الإنترنت بدون أن تعلم، فالمنتدى الذي تشارك فيه، عندما أنشأت الحساب لأول مرة كان الخيار الافتراضي يسمح لأعضاء المنتدى من معرفة بريدك الإلكتروني، وهنا لابد من تغيير الخيار الافتراضي إلى عدم السماح لأعضاء المنتدى بمشاهدة البريد الإلكتروني، وبذلك تكون قد حافظت على خصوصيتك من هذا الجانب وهذا ينطبق على بقية المواقع وخاصة "الفيسبوك"، فأحرص على إعادة ضبط الإعدادات للمواقع التي تستخدمها.
هذا ما استطعت حصره لكم، وأتمنى أن تساهم هذه المعلومات في إبعادكم عن الجرائم المعلوماتية أو الواقعية بكل أنواعها، والحفاظ على خصوصيتكم من خلال الإنترنت، وتأكدوا أنه بمجرد أن تبث معلومة لا يعرفها إلا أنت أو أقارب على الإنترنت تكون بذلك قد تنازلت عن خصوصيتك، وهذا ما دعا السيد شميدت المدير التنفيذي لغوغل بتوقع أن يغير متصفحو الإنترنت أسماءهم في يوم من الأيام.