مع تغير الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومتطلباتها، وغلو احتياجات المعيشة وأساسياتها، وتغير الوضع الأسرى عما كان عليه في السابق، فنادراً ما نجد الأسرة التي يجتمع أفرادها على الطعام ثلاث مرات في اليوم، ويكون الأب والأم حول الأبناء يحلون مشكلاتهم اليومية، ويشاطرونهم أفكارهم، فالآن غالباً ما ينشغل الآباء عن أبنائهم المراهقين، فلا يجد الأبناء آباءهم إلى جوارهم في هذه المرحلة المتغيرة في حياتهم، وتسبب ذلك في مشكلة خطيرة تؤثر على الصعيد التربوي بشكل كبير؛ حيث لا يلجأ المراهق في حل مشكلاته إلى والديه، بل يتوجه لأصدقائه المراهقين مثله فيضرونه أكثر مما يفيدونه.
الأم … أم وأب معا
تقول س. م :”أنا أم لسبعة من الأبناء شباباً وفتيات، وغالبا ما ينشغل زوجي بعمله ولا يهتم بابنه المراهق، ومن هنا تنفجر قنبلة تسمى”في بيتنا مراهق” حيث في هذه الفترة غالبا ما يلجأ الابن لوالده أكثر من أمه، وعندما يفتقد والده يكون بشخصية ثائرة وعصبية لدرجة كبيرة، ولا تستطيع الأم سد هذا الفراغ الذي تسببه غياب الأب، وتتوتر علاقة المراهق بوالدته وأخواته، ولذلك يجب علي الأب أن يصادق ابنه المراهق ويكون قريبا منه كصديق وليس كمراقب”.
وتضيف أسماء : “بعد وفاة والدي أصبحت أختي المراهقة الصغيرة كثيرة الانطواء، تحاول البحث عمن يحتويها عاطفياً ويكون بديلاً لأبي، وكنت أخاف عليها كثيراً أن تتجه لأي علاقة غير شرعية مع أي شاب بسبب ذلك، فتحدثت مع أخي أن يتولى هو هذا الدور، وأن يكون أباها وصديقها وحبيبها، فانشغالنا عنها بحياتنا قد يتسبب يوماً في انحرافها”.
غياب الأب … انحراف ومخدرات
أما ص.ف : “وجود الآباء والأمهات في حياة الأبناء أمر في غاية الأهمية والخطورة، فهو الصدر الحنون، والرادع القوي في التربية والتوجيه، وانشغال أحد الأبوين عن احتياجات الابن أو الابنة خاصة في مراحل العمر المبكرة قد يولد شخصية مشوهة، قد لا تتقبل المجتمع المحيط بالشكل الصحيح، فقد توفى أبي ونحن في سن مبكر، وانشغلت أمي بجمع المال دون الانتباه لتربيتنا ظناً منها أن مستوى المعيشة الجيد مالياً هو الأهم، وللأسف كان النتاج أخا يتعاطى المخدرات وبالتالي دخل السجن، وأختين منحرفتين، وأنا قد وضع الله في طريقي بعض الفتيات الصالحات اللاتي أخذن بيدي إلى التقوى، وأخيراً أختي الصغيرة التي تصارع الحياة بين الانحراف وبين الالتزام! وأحاول سد الفراغ الذي تعانيه لكن دون جدوى”.
زوجان مختلفان بين التربية والمال
ويضيف الأستاذ هاني الشيال :”طبيعة الحياة أوجبت الانشغال الدائم للآباء، في حين تتفرغ الأم لتربية الأبناء في البيت ومتابعة أمورهم كلها، فإذا تفرغ الأب للأبناء لن يجدوا ما يأكلونه، ولن يجدوا أبسط متطلبات الحياة، فكيف إذن يتم التوفيق بين هذه وتلك!”
وتختلف معه زوجته أنهال قائلة: “الحياة ليست كلها ماديات، فالابن يحتاج إلى أبيه بنفس القدر الذي يحتاج للماء والغذاء بل والتنفس، لذلك فيجب أن يوفق الآباء بين هذه وتلك، خاصة أن الأبناء الذكور يصلون لمرحلة ولا تستطيع الأم التعامل معهم وتوجيههم وقتها أو حتى فرض كلمتها عليهم، لذلك قد يعيش الإنسان حياة بسيطة لكن يتربى تربية جيدة بتفرغ الأب، أفضل من حياة رغداء دون تربية”.
ومن نفس الخيط يقول الدكتور م. د : “كنت معارا لإحدى دول الخليج في إحدى الجامعات المرموقة، وكانت زوجتي تعمل في إحدى المستشفيات بالقاهرة، وفجأة اتصلت بي زوجتي منهارة بأن ابننا قبض عليه في حادث سرقة، ووقتها أدركت أن المال لا يفيد عندما يخسر الفرد ابنه أو ابنته”.
وسائل معينة
ولقد نقلنا هذه المشكلة إلي د.أمل الهواري أستاذ التربية بجامعة الأزهر حيث وجهتنا قائلة:”تؤكد القاعدة التربوية أن الطفولة السوية تؤدي إلى مراهقة سوية، والمراهقة السوية تمهد إلى رشد سوي؛ ونظرًا لأهمية مرحلة المراهقة كمرحلة وسطى بين الطفولة والرشد فيجب أن يهتم الآباء بنبتهم خلال هذه الفترة، وباختصار هناك أربعة عشر وسيلة مقترحة للآباء المشغولين وذلك لمتابعة الأبناء:
*استغلال فترة الغداء وتجمع الأسرة بالأحاديث والمواقف التي تواجه الأم والأب وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف.
*الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معا في السيارة بسماع قصة من الأب، أو عمل مسابقات أو حديث في مواضيع متنوعة.
*استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي والأحاديث العائلية.
*السفر وسيلة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية الأصيلة.
*الجد والجدة والعمات أو الخالات وبالأخص غير المتزوجات من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية.
*عندما يكون الآباء قدوة لأبنائهم يختصر ذلك الوقت الكبير الذي يقضى في زرع القيم.
*تعويد الأبناء علي القراءة يسهل وصول المعاني التربوية للأبناء.
*الأنس بقراءة القرآن الكريم عندما يكون خلقا متأصلا في الأبناء، يجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق.
*إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية ومكافأته أمام الآخرين؛ يدعو إلى تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها إلى سبب راق للتنافس بين الأبناء.
*قصص ما قبل النوم سبب أيضا لغرس القيم والأخلاق، وإشاعة جو الحنان والحب في الأسرة، بسبب هذا الاحتضان بين الآباء وأبنائهم أثناء سرد القصة.
*تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع.
*تشجيع كل ابن على اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به.
*شراء أشرطة الكمبيوتر التي تزرع القيم وتعويد الأبناء علي استخدامها.
*ترديد الأناشيد والأشعار التي تحث على العمل ومجاهدة النفس والصبر …وغيرها من المعاني الراقية.
من موقع لكى أون لاين
الأم … أم وأب معا
تقول س. م :”أنا أم لسبعة من الأبناء شباباً وفتيات، وغالبا ما ينشغل زوجي بعمله ولا يهتم بابنه المراهق، ومن هنا تنفجر قنبلة تسمى”في بيتنا مراهق” حيث في هذه الفترة غالبا ما يلجأ الابن لوالده أكثر من أمه، وعندما يفتقد والده يكون بشخصية ثائرة وعصبية لدرجة كبيرة، ولا تستطيع الأم سد هذا الفراغ الذي تسببه غياب الأب، وتتوتر علاقة المراهق بوالدته وأخواته، ولذلك يجب علي الأب أن يصادق ابنه المراهق ويكون قريبا منه كصديق وليس كمراقب”.
وتضيف أسماء : “بعد وفاة والدي أصبحت أختي المراهقة الصغيرة كثيرة الانطواء، تحاول البحث عمن يحتويها عاطفياً ويكون بديلاً لأبي، وكنت أخاف عليها كثيراً أن تتجه لأي علاقة غير شرعية مع أي شاب بسبب ذلك، فتحدثت مع أخي أن يتولى هو هذا الدور، وأن يكون أباها وصديقها وحبيبها، فانشغالنا عنها بحياتنا قد يتسبب يوماً في انحرافها”.
غياب الأب … انحراف ومخدرات
أما ص.ف : “وجود الآباء والأمهات في حياة الأبناء أمر في غاية الأهمية والخطورة، فهو الصدر الحنون، والرادع القوي في التربية والتوجيه، وانشغال أحد الأبوين عن احتياجات الابن أو الابنة خاصة في مراحل العمر المبكرة قد يولد شخصية مشوهة، قد لا تتقبل المجتمع المحيط بالشكل الصحيح، فقد توفى أبي ونحن في سن مبكر، وانشغلت أمي بجمع المال دون الانتباه لتربيتنا ظناً منها أن مستوى المعيشة الجيد مالياً هو الأهم، وللأسف كان النتاج أخا يتعاطى المخدرات وبالتالي دخل السجن، وأختين منحرفتين، وأنا قد وضع الله في طريقي بعض الفتيات الصالحات اللاتي أخذن بيدي إلى التقوى، وأخيراً أختي الصغيرة التي تصارع الحياة بين الانحراف وبين الالتزام! وأحاول سد الفراغ الذي تعانيه لكن دون جدوى”.
زوجان مختلفان بين التربية والمال
ويضيف الأستاذ هاني الشيال :”طبيعة الحياة أوجبت الانشغال الدائم للآباء، في حين تتفرغ الأم لتربية الأبناء في البيت ومتابعة أمورهم كلها، فإذا تفرغ الأب للأبناء لن يجدوا ما يأكلونه، ولن يجدوا أبسط متطلبات الحياة، فكيف إذن يتم التوفيق بين هذه وتلك!”
وتختلف معه زوجته أنهال قائلة: “الحياة ليست كلها ماديات، فالابن يحتاج إلى أبيه بنفس القدر الذي يحتاج للماء والغذاء بل والتنفس، لذلك فيجب أن يوفق الآباء بين هذه وتلك، خاصة أن الأبناء الذكور يصلون لمرحلة ولا تستطيع الأم التعامل معهم وتوجيههم وقتها أو حتى فرض كلمتها عليهم، لذلك قد يعيش الإنسان حياة بسيطة لكن يتربى تربية جيدة بتفرغ الأب، أفضل من حياة رغداء دون تربية”.
ومن نفس الخيط يقول الدكتور م. د : “كنت معارا لإحدى دول الخليج في إحدى الجامعات المرموقة، وكانت زوجتي تعمل في إحدى المستشفيات بالقاهرة، وفجأة اتصلت بي زوجتي منهارة بأن ابننا قبض عليه في حادث سرقة، ووقتها أدركت أن المال لا يفيد عندما يخسر الفرد ابنه أو ابنته”.
وسائل معينة
ولقد نقلنا هذه المشكلة إلي د.أمل الهواري أستاذ التربية بجامعة الأزهر حيث وجهتنا قائلة:”تؤكد القاعدة التربوية أن الطفولة السوية تؤدي إلى مراهقة سوية، والمراهقة السوية تمهد إلى رشد سوي؛ ونظرًا لأهمية مرحلة المراهقة كمرحلة وسطى بين الطفولة والرشد فيجب أن يهتم الآباء بنبتهم خلال هذه الفترة، وباختصار هناك أربعة عشر وسيلة مقترحة للآباء المشغولين وذلك لمتابعة الأبناء:
*استغلال فترة الغداء وتجمع الأسرة بالأحاديث والمواقف التي تواجه الأم والأب وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف.
*الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معا في السيارة بسماع قصة من الأب، أو عمل مسابقات أو حديث في مواضيع متنوعة.
*استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي والأحاديث العائلية.
*السفر وسيلة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية الأصيلة.
*الجد والجدة والعمات أو الخالات وبالأخص غير المتزوجات من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية.
*عندما يكون الآباء قدوة لأبنائهم يختصر ذلك الوقت الكبير الذي يقضى في زرع القيم.
*تعويد الأبناء علي القراءة يسهل وصول المعاني التربوية للأبناء.
*الأنس بقراءة القرآن الكريم عندما يكون خلقا متأصلا في الأبناء، يجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق.
*إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية ومكافأته أمام الآخرين؛ يدعو إلى تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها إلى سبب راق للتنافس بين الأبناء.
*قصص ما قبل النوم سبب أيضا لغرس القيم والأخلاق، وإشاعة جو الحنان والحب في الأسرة، بسبب هذا الاحتضان بين الآباء وأبنائهم أثناء سرد القصة.
*تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع.
*تشجيع كل ابن على اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به.
*شراء أشرطة الكمبيوتر التي تزرع القيم وتعويد الأبناء علي استخدامها.
*ترديد الأناشيد والأشعار التي تحث على العمل ومجاهدة النفس والصبر …وغيرها من المعاني الراقية.
من موقع لكى أون لاين