"التصميم على المضمون" ، "والشكل على الوظيفة” ، "والأسلوب على المحتوى”... هذه مجموعة من النقاط..ولكن في الواقع التصميم هو المضمون ، والشكل هو الوظيفة ، والأسلوب هو المحتوى، أو بالأحرى هكذا يجب أن يكونوا عند كل من المؤلف أو المصمم المؤهل. و يقصد من مسألة سهولة الاستخدام ببساطة تخطي الحد الفاصل بين الشكل والمضمون ومحاولة الربط بينهما بطريقة فعالة. والهدف من ذلك كله بسيط ويتمثل في إظهار الكل بصورة أفضل من مجموعة من أجزاء منفصلة عن بعضها البعض.
في الواقع المصمم الكبير ليس بالضرورة أن يكون فنانا عظيما والعكس صحيح. والمصمم الكبير هو من يستطيع إظهار محتوى الصفحة بشكل ملائم ، كما يتيح للقراء حرية استخدامه بأي شكل من الأشكال بأن التصميم يجب أن يكون مخفي عن المستخدم. فإننا لا نلاحظ التصميم الجيد في كثير من الأحيان لأن الأمور ببساطة تجري بكل سلاسة. لذلك يمكن أن أصل للأشياء بأقل جهد ممكن دون حتى أن أسال نفسي كيف يقوم بذلك.
في المقابل ، فإننا دائما ما نستطيع ملاحظة التصميم السيئ لذلك لماذا تريد أن تكون صفحتك الإلكترونية السيئة التصميم أفضل؟
عند النظر على صفحات الإنترنت على وجه الخصوص ، فإن نظام الملاحة المشوش جزء من التصميم السيئ ، واستخدام خط صغير في كتابة النصوص أيضا من التصميم السيئ. وتنضم إلى هذه القائمة الكثير والكثير من النقاط مثل التباين الضعيف ، التحريك الأفقي ، الصفحات الملخبطة ، الوصلات المعطلة ، التوسيم الضعيف ، والعرض السيئ عند استخدام متصفحات الويب البديلة... إلخ فالقائمة تكاد لا تنتهي ومن المؤسف حقا الوقوع في مثل هذه الأخطاء بشكل كبير.
التصميم السيئ منفر ، حيث يمكن أن يبعد الغالبية العظمى من رواد موقعك وفي النهاية فإنه يقلل من معدل الزيارة للموقع. وإذا كنت من ناشري الإعلانات التجارية، فإن هذا يضر مشاريعك التجارية ، وحتى إن لم يكن المحتوى تجاريا بحتا فإن قلة معدل الزيارة يقلل من معدل المخرجات.
على بعض السمات التي تجعل من صفحات الإنترنت سهلة الوصول
نظم الملاحة
سنستعرض النقاط الواحدة تلو الأخرى ،والأهم ثم المهم ، نظام الملاحة الجيد عبارة عن نتيجة مرئية للتخطيط الجيد لمحتوى الصفحة. حيث تعتبر طريقة منطقية لتجزئة و تخزين "بصورة مرئية” أجزاء بحجم 1 بايت من المعلومات و إظهارها للمستخدم في صورة مختصرة ومفيدة. ويجب للتصميم الملاحي الجيد أن يقدم للمستخدم نظرة عامة ومتينة لما يقدمه الكاتب من خدمات ، كل قسم بقسمه وكل فئة بفئتها. في المواقع الشبكية الضخمة ، يركز النظام الملاحي الجيد على عامل واحد فقط "ماذا يريد المستخدم مني وكيف أستطيع أن أساعده في تحقيق أهدافه”. حيث أن التفكير في كيفية تصفح المستخدمين لموقعك الإلكتروني يساعدك في تحقيق مخرجاتك بشكل تلقائي، حيث لا يوجد هناك أمر ملح وليست هناك أي رسائل عاجلة ، إنها فقط تعمل بصورة تلقائية. وبما أنه في الحقيقة يعمل فيعني ذلك أنه سيعمل في الأيام القادمة ، وسينطبق ذلك كذلك على زملائك ، وأصدقائك وحتى أفراد عائلتك أيضا.
كلما كبرت المواقع مع توسع الأهداف ، يصبح نظام الملاحة بها أكثر تعقيدا لا محالة ، وذلك من أجل التعامل مع الدقة والسهولة في الوصول للبيانات المطلوبة في مثل هذه المواقع. في الحقيقة ، هناك عدة أدوات شائعة يمكن أن يستخدمها المصمم لترتيب محتويات المواقع الكبيرة بصورة ملائمة ، حيث يمثل استخدام كل من تقسيم الملاحة ، واستخدام الهياكل الشجرية (مثل نافذة متصفح ملفات ويندوز) ، والقوائم النازلة من الأمور الجيدة إذا استخدمت بالصورة الصحيحة. إن المفتاح في كافة أجزاء التصميم الملاحي هو التطبيق الثابت للمنطق السليم.
في مرحلة التخطيط لتصميم الموقع يمكنك أن تسأل نفسك التالي: “لماذا يتصفح الناس موقعي؟” ستتفاوت الإجابة من موقع لآخر. فبالنسبة لي ، تشير الإحصائيات بأن حوالي 30% من مستخدمي الموقع ينتقلون من الصفحة الرئيسية لصفحة "اتصل بنا". لذلك يخبرنا المنطق بأن المتصفحين لهذا الموقع يستخدموه بدلا من دليل الاستعلامات للبحث عن رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني للاتصال بنا.
لذلك 30% من قاعدة المتصفحين هو ما يقارب 1000 مستخدم شهريا. وكعملية تجارية ، فإنها تعتبر عملية انتحارية على الشبكة العالمية في حالة عدم وضعك وصلة الاتصال ظاهرة بوضوح عند دخولك للصفحة الرئيسية للموقع. حيث أن هؤلاء المستخدمين بحاجة لمعلمات محددة وبسرعة – فلماذا نجعلهم ينتظروا؟؟
من المحتمل أن النسبة المتبقية من المستخدمين يتصفحوا الموقع من أجل الدراسة والبحث: “ماذا أفعل؟” ، "ولماذا أقوم بذلك؟”، ومرة أخرى ربما يبدو ذلك واضحا عند النظر إليها بأسلوب الأبيض و الأسود ، ولكن هناك العديد من المواقع الإلكترونية لا تسمح للمستخدم في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الجوهرية سواء من الصفحة الرئيسية أو حتى من أي وصلة سريعة وشديدة الوضوح. فمن المفيد تذكر مقارنة الكرسي مرة أخرى.. حيث أن هناك سبب حتمي لوجود كل من الأرجل ، والمقعد والدعامة الخلفية في الأماكن التي وضعت فيها – وذلك لأنها بكل بساطة في المكان الملائم لوظيفتها وإلا لما وضعت في ذلك المكان. في الحقيقة فإن هناك قلة من المواقع الإلكترونية بحاجة لحلول ملاحية "جديدة ومبتكرة” ، وبالنسبة للمستخدم العادي فإن هذه الحلول عبارة عن حلول "تافهة ومزعجة”. الآن ، أنا لا أقترح لكم بأن نسترخي ونتوقف عن محاولة تطوير أعمالنا أو محاولة البحث عن أفكار جديدة ، وإنما في بعض الأحيان ، عندما تكون الأمور تجري بكل سلاسة فليست هناك أي داعي لإحداث أي تغيير ومسألة الاستمتاع بثمار مجهودك يرجع إلى متصفح الموقع لا لغرورك أنت.
حتى الآن فقد ناقشنا أساسيات التصميم الملاحي الجيد، لذلك دعنا نلقي الضوء على الصفحة نفسها.
تخطيط الصفحة أو طريقة عرض الصفحات (layout)
من أفضل الممارسات في تصميم صفحات الإنترنت موجه حول ما يسمى بأسلوب الصفحات المتراصة أو css كاختصار. باختصار ، يسمح أسلوب css لمصمم الويب في الفصل بين التصميم والمضمون ويتم التحكم بها من خلال مجموعة من الأساليب "الأوامر” التي تتحكم بدورها في مجموعة من العناصر مثل الموضع في الصفحة ، الألوان ، الأحجام ، الارتفاع أو العرض...ألخ لصفحات الإنترنت. في الأساس يبدأ تصميم CSS الجيد من تصميم "نصي فقط” لصفحة الإنترنت ، حيث يمكن الوصول إليها لقارئ الشاشة أو غيرها من بنيات الوصول ويتم البناء عليه حتى يتم بناء صفحة إنترنت مليئة بالمميزات.
يتيح استخدام CSS للمستخدم في تصميم أدوات متعددة وتحديد درجة سطوع الشاشة ، وحذف عناصر كبيرة من أسلوب تصميم صفحات الهواتف النقالة وأجهزة PDA ، وتغيير اتجاه الصفحات وما إلى ذلك من الأمور . وهذا يتيح توصيل المحتوى لمجموعة كبيرة من الشاشات وبالتالي استقطاب قاعدة واسعة من المستخدمين. ولقد أصبح هذا أكثر أهمية خصوصا بعد بدأ الاعبين الكبار في عالم الإنترنت لدعم مثل هذه الوسائط .
كما هو متعامل معه في نظام الإبحار ، فإنه ليس بالضروري لمحتوى العرض إلى إعادة اختراع العجلة ، ولكن هناك بعض الاعتبارات الأساسية التي لا يمكن تجاهلها ، لا سيما إذا لم تكن من أجل الإبداع. فبالنسبة لشاشة الحاسوب مثلا ، فإنه بحلول عام 2008 ، فإن دقة الشاشة المعتمد هو 1024 * 768 بكسل (أو أعلى) ، غير أن هناك أقلية مهمة من المستخدمين لا يزالوا يستعرضون صفحات الإنترنت باستخدام دقة عرض 800*600 بكسل. بالنسبة للموقعي ، فإن هذا الرقم يقارب 5%. وأنا على يقين أن هذه النسبة تافهة لمعظم المصممين وذلك بالقياس إلى التضحية في عدم استخدام كافة موارد الشاشة ، ولكن ، مرة أخرى ، في العالم الواقعي تعتبر نسبة 5% من شكوى المستخدمين كافية للإطاحة بالأعمال التجارية المتعلقة بالموقع. حيث أنه لا يوجد مستخدم يستخدم شاشة عريضة سيتوقف من استخدام موقعك لأنك تهتم لكافة مستخدمي موقعك.
أنا لا أقترح عليك على الإطلاق أن تكون إجمالي عرض موقعك ضيقا بحدود 770 بكسل فقط إذا كانت يمكن أن تضمن عرض محتويات الموقع كاملة. الموقع ذو التخطيط والتصميم الجيد والذي لا يمكن أن يلائم هذه المواصفات ولأي سبب كان ينبغي أن يكتفي من عرض أهم أدوات الملاحة والمحتوى ضمن نطاق عرض أول 770 بكسل وعمق يصل 470 بكسل. العديد من المصممين في الوقت الحالي يقوما بتصميم مواقع الإنترنت ذو نطاق عرض قابل للتغيير لتتناسب مع مجموعة متنوعة من الشاشات. كما أن موقعنا يقوم بذلك أيضا ، ولكن لو لم تكن حقيقة أننا نعرض مقاطع فيديو عالية الوضوح ، فإننا سنختار تصميم الموقع ذو عرض ثابت. فإني استخدم شاشة عرض 23 انش ذو نطاق عرض 1920*1200 ولا زلت أفضل تصفح المواقع بصورة تقليدية وكما هو مألوف. كما أن هذه الاعتيادية هي التي تشكل أسس مواقع الإنترنت الصالحة للاستعمال.
أهمية التصميم لأكثر من متصفح إن سوق المتصفحات في الوقت الحالي مزدحم بعض الشيء. حيث لا يزال متصفح الإنترنت من مايكروسوفت يشكل الجزء الأكبر من حصة السوق ، ولكن حتى نسبة 75% من حصة السوق فإنها لا تزال مقسمة بصورة أساسية بين كل من النسخ IE6 و IE7 واللتين تعمل كل منهما بطريقة مختلفة كليا. ثم تأتي حصة فايرفوكس بنسبة 18% ومتصفح سفاري (نظام ماكنتوش) بنسبة 5% بالإضافة لمتصفحات أخرى مثل أوبرا وغيرها من المتصفحات والتي يمكن أن تحدث الفارق. شخصيا أميل إلى استخدام IE7 أو فايرفوكس في جهاز الحاسوب ومتصفح فايرفوكس على نظام الماك ، ولكن علي أن أتعامل مع مشكلة تصفح مواقع "خاصة بانترنت اكسبلورر”. إنها فقط عبارة عن كسل ، خاصة عندما تكون هذه المواقع "خاصة بانترنت اكسبلورر” تعمل على النسخة السادسة بينما قام نظام XP بتحديث نسخة المتصفح للنسخة الأحدث IE7. لا تلقي شركة مايكروسوفت أي اهتمام بالأفراد ، هناك سباق متصفحات يجب عليها أن تفوز به ، يجب على المصممين أن يراعوا أنفسهم أو قاعدة متصفحي الموقع. حيث يمكن اعتباره تطبيق سيئ ومشروع أسوأ ليس إلا.
بالعودة إلى النقاش الدائر بخصوص حجم الشاشة 800*600 ، وما فائدة موقع إلكتروني يمكنه التعامل مع 75% فقط من زواره؟ تخيل للحظة أن لديك متجرين للتجزئة تبيع أجهزة كهربائية ، وعند دخولك للمحل الأول وجدته خالي فإن خيارك التالي ببساطة سيكون هو اللجوء إلى المحل التالي.. فهو أسهل شيء تفعله. الأمر نفسه ينطبق على التجارة الإلكترونية. حيث أنه من غاية السذاجة الافتراض أن عميلك المحتمل سيقوم بترك متصفحهم المفضل من أجل شراء منتجاتك. في الأرجح سيلجأ إلى منافسك بكل بساطة. وإذا حصل لمنافسك على زبونك فإنك في الأرجح لن تخسر صفقة وإنما ستخر معها زبونا. كما لا يقل أهمية العلامة التجارية في التجارة إلكترونية مثلها مثل أي علامة تجارية أخرى ، وربما أكثر من ذلك ، هو أن إمكانية الوصول الجيد يبني علاقة جيدة مع الزبون ، وبالتالي علاقة تجارية ناجحة.
إمكانية الوصول
القانون قد تغير ، وإذا لم تقم بتغييره ، فأنت تنتهكه. في حالة كونك هيئة عامة فإن عليك التزامات عامة بتصميم موقعك ليتناسب مع تقنيات الوصول لوسائل عرض القارئ ومجموعة كبيرة من المعايير الأخرى.
تعني سهولة الوصول ببساطة تمكين ذوي الإعاقات من فهم وتصفح والاستفادة من موقعك بكل سهولة ضمن حدود المساعدات التقنية المصممة لمساعدتهم في القيام بأمور مماثلة. في السنوات المنقضية ، كانت مسألة الوصول لشبكة الأنترنت محاطة بقيود من قبل المصمم والبرامج المستخدمة ، ولكن التغييرات الأخيرة التي حدثت مؤخرا في بعض التشريعات وضعت في الأساس لمكافحة هذه القضية، ولكن يبدو أن الممارسات الموجودة غير كافية.
وكلما أصبحت الشبكة العنكبوتية أحد أسس حياتنا اليومية أكثر وأكثر ، فإن فتح أبوابا للمعرفة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لتوفير فرص متساوية للجميع. وللكثيرين منا ، أصبح إمكانية القيام بالعديد من الأمور يتم فقط من خلال الولوج الشبكة العنكبوتية ومن هذه الأمور: التواصل ، التعليم ، التسلية ، البحث عن المراجع ، وكمخازن للمستندات ، علم الأنساب ، والبحث العام ، وحتى التجارة. تتيح الشبكة فرصة رائعة لذو الاعاقة من الاستمتاع بعالم تقني يساويهم مع باقي المستخدمين السليمين دون أي تمييز يذكر. كما تمكن البيئات المصممة بصورة ملائمة الأفراد من التواصل والتعاون بطرق لا يمكن تخيلها في العالم الواقعي ، مما سيترك تأثيرا إيجابيا هائلا للمجتمع. يمكن أن تكون مسألة تصميم موقع سهل الوصول مسألة سهلة أو صعبة في الوقت نفسه ، ويتوقف ذلك على المحتوى الذي يقدمه الموقع والطريقة التي يعرضها بها. وبالنسبة لمعظم مواقع الشبكة القياسية ، والتي لا تقدم وسائط متقدمة ، فإنها تتطلب بعض الشفرات الجيدة ليجعلها سهلة الوصول لمعظم المستخدمين.
وبطبيعة الحال ، فإنه لا يمكن اعتبار زيادة قاعدة بيانات مستخدمي الموقع الإلكتروني أمرا سيئا في أي حال من الأحوال ، ولكن لا يجب أيضا اعتبار مسألة سهولة الوصول للموقع مسألة بسيطة وقليلة الأهمية. مواقع الإنترنت التي تتصف بخاصية سهولة الوصول تحتوي في الغالب على ملفات صغيرة الحجم ومرنة من ناحية تعدد أنواع الصيغ المستخدمة ، مما يجعلها ملائمة بشكل كبير للاستخدام مع كل منPDA وأجهزة الهاتف النقالة ، والتعامل مع توصيلات الإنترنت البطيئة ...إلخ. لذلك فإن مسألة سهولة الوصول تعتبر أمرا مهما لمصمم المواقع لأنها ببساطة تزيد من نسبة متصفحي الموقع على عدة جبهات وعلى نطاق آخر تثبت من قيمتها لجميع المستخدمين.
أتمنى في النهاية أن تكون هذه المقالة قد قدمت بعض النصائح والمعلومات الجيدة والإلهام لتصميم مواقع الإنترنت بالطريقة الملائمة. على المستوى الشخصي ، فإن انتقالنا لممارسة الأعمال التجارية الأخلاقية ، من ناحية الوصول وبيئيا، بدأت بما يقارب 7 أو 8 سنوات. كان لوجهة نظرنا العديد من الآثار الإيجابية لأعمالنا التجارية بشكل عام ، ليس فقط من ناحية المظهر و العلامة التجارية ، ولكن أيضا في كسب دخل مادي واكتساب سمعة لا بأس بها. في خلاصة القول ، فإنني أنصح بأن أي شخص يعمل في هذه المهنة عليه بأن يبدأ بعمل التغيير قريبا ، وعلى صاحب الموقع أن يصر على توفير خاصية سهولة الوصول كأمر أساسي بدل الاقتصار على توفير تأثير مرئي.
في الواقع المصمم الكبير ليس بالضرورة أن يكون فنانا عظيما والعكس صحيح. والمصمم الكبير هو من يستطيع إظهار محتوى الصفحة بشكل ملائم ، كما يتيح للقراء حرية استخدامه بأي شكل من الأشكال بأن التصميم يجب أن يكون مخفي عن المستخدم. فإننا لا نلاحظ التصميم الجيد في كثير من الأحيان لأن الأمور ببساطة تجري بكل سلاسة. لذلك يمكن أن أصل للأشياء بأقل جهد ممكن دون حتى أن أسال نفسي كيف يقوم بذلك.
في المقابل ، فإننا دائما ما نستطيع ملاحظة التصميم السيئ لذلك لماذا تريد أن تكون صفحتك الإلكترونية السيئة التصميم أفضل؟
عند النظر على صفحات الإنترنت على وجه الخصوص ، فإن نظام الملاحة المشوش جزء من التصميم السيئ ، واستخدام خط صغير في كتابة النصوص أيضا من التصميم السيئ. وتنضم إلى هذه القائمة الكثير والكثير من النقاط مثل التباين الضعيف ، التحريك الأفقي ، الصفحات الملخبطة ، الوصلات المعطلة ، التوسيم الضعيف ، والعرض السيئ عند استخدام متصفحات الويب البديلة... إلخ فالقائمة تكاد لا تنتهي ومن المؤسف حقا الوقوع في مثل هذه الأخطاء بشكل كبير.
التصميم السيئ منفر ، حيث يمكن أن يبعد الغالبية العظمى من رواد موقعك وفي النهاية فإنه يقلل من معدل الزيارة للموقع. وإذا كنت من ناشري الإعلانات التجارية، فإن هذا يضر مشاريعك التجارية ، وحتى إن لم يكن المحتوى تجاريا بحتا فإن قلة معدل الزيارة يقلل من معدل المخرجات.
على بعض السمات التي تجعل من صفحات الإنترنت سهلة الوصول
نظم الملاحة
سنستعرض النقاط الواحدة تلو الأخرى ،والأهم ثم المهم ، نظام الملاحة الجيد عبارة عن نتيجة مرئية للتخطيط الجيد لمحتوى الصفحة. حيث تعتبر طريقة منطقية لتجزئة و تخزين "بصورة مرئية” أجزاء بحجم 1 بايت من المعلومات و إظهارها للمستخدم في صورة مختصرة ومفيدة. ويجب للتصميم الملاحي الجيد أن يقدم للمستخدم نظرة عامة ومتينة لما يقدمه الكاتب من خدمات ، كل قسم بقسمه وكل فئة بفئتها. في المواقع الشبكية الضخمة ، يركز النظام الملاحي الجيد على عامل واحد فقط "ماذا يريد المستخدم مني وكيف أستطيع أن أساعده في تحقيق أهدافه”. حيث أن التفكير في كيفية تصفح المستخدمين لموقعك الإلكتروني يساعدك في تحقيق مخرجاتك بشكل تلقائي، حيث لا يوجد هناك أمر ملح وليست هناك أي رسائل عاجلة ، إنها فقط تعمل بصورة تلقائية. وبما أنه في الحقيقة يعمل فيعني ذلك أنه سيعمل في الأيام القادمة ، وسينطبق ذلك كذلك على زملائك ، وأصدقائك وحتى أفراد عائلتك أيضا.
كلما كبرت المواقع مع توسع الأهداف ، يصبح نظام الملاحة بها أكثر تعقيدا لا محالة ، وذلك من أجل التعامل مع الدقة والسهولة في الوصول للبيانات المطلوبة في مثل هذه المواقع. في الحقيقة ، هناك عدة أدوات شائعة يمكن أن يستخدمها المصمم لترتيب محتويات المواقع الكبيرة بصورة ملائمة ، حيث يمثل استخدام كل من تقسيم الملاحة ، واستخدام الهياكل الشجرية (مثل نافذة متصفح ملفات ويندوز) ، والقوائم النازلة من الأمور الجيدة إذا استخدمت بالصورة الصحيحة. إن المفتاح في كافة أجزاء التصميم الملاحي هو التطبيق الثابت للمنطق السليم.
في مرحلة التخطيط لتصميم الموقع يمكنك أن تسأل نفسك التالي: “لماذا يتصفح الناس موقعي؟” ستتفاوت الإجابة من موقع لآخر. فبالنسبة لي ، تشير الإحصائيات بأن حوالي 30% من مستخدمي الموقع ينتقلون من الصفحة الرئيسية لصفحة "اتصل بنا". لذلك يخبرنا المنطق بأن المتصفحين لهذا الموقع يستخدموه بدلا من دليل الاستعلامات للبحث عن رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني للاتصال بنا.
لذلك 30% من قاعدة المتصفحين هو ما يقارب 1000 مستخدم شهريا. وكعملية تجارية ، فإنها تعتبر عملية انتحارية على الشبكة العالمية في حالة عدم وضعك وصلة الاتصال ظاهرة بوضوح عند دخولك للصفحة الرئيسية للموقع. حيث أن هؤلاء المستخدمين بحاجة لمعلمات محددة وبسرعة – فلماذا نجعلهم ينتظروا؟؟
من المحتمل أن النسبة المتبقية من المستخدمين يتصفحوا الموقع من أجل الدراسة والبحث: “ماذا أفعل؟” ، "ولماذا أقوم بذلك؟”، ومرة أخرى ربما يبدو ذلك واضحا عند النظر إليها بأسلوب الأبيض و الأسود ، ولكن هناك العديد من المواقع الإلكترونية لا تسمح للمستخدم في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الجوهرية سواء من الصفحة الرئيسية أو حتى من أي وصلة سريعة وشديدة الوضوح. فمن المفيد تذكر مقارنة الكرسي مرة أخرى.. حيث أن هناك سبب حتمي لوجود كل من الأرجل ، والمقعد والدعامة الخلفية في الأماكن التي وضعت فيها – وذلك لأنها بكل بساطة في المكان الملائم لوظيفتها وإلا لما وضعت في ذلك المكان. في الحقيقة فإن هناك قلة من المواقع الإلكترونية بحاجة لحلول ملاحية "جديدة ومبتكرة” ، وبالنسبة للمستخدم العادي فإن هذه الحلول عبارة عن حلول "تافهة ومزعجة”. الآن ، أنا لا أقترح لكم بأن نسترخي ونتوقف عن محاولة تطوير أعمالنا أو محاولة البحث عن أفكار جديدة ، وإنما في بعض الأحيان ، عندما تكون الأمور تجري بكل سلاسة فليست هناك أي داعي لإحداث أي تغيير ومسألة الاستمتاع بثمار مجهودك يرجع إلى متصفح الموقع لا لغرورك أنت.
حتى الآن فقد ناقشنا أساسيات التصميم الملاحي الجيد، لذلك دعنا نلقي الضوء على الصفحة نفسها.
تخطيط الصفحة أو طريقة عرض الصفحات (layout)
من أفضل الممارسات في تصميم صفحات الإنترنت موجه حول ما يسمى بأسلوب الصفحات المتراصة أو css كاختصار. باختصار ، يسمح أسلوب css لمصمم الويب في الفصل بين التصميم والمضمون ويتم التحكم بها من خلال مجموعة من الأساليب "الأوامر” التي تتحكم بدورها في مجموعة من العناصر مثل الموضع في الصفحة ، الألوان ، الأحجام ، الارتفاع أو العرض...ألخ لصفحات الإنترنت. في الأساس يبدأ تصميم CSS الجيد من تصميم "نصي فقط” لصفحة الإنترنت ، حيث يمكن الوصول إليها لقارئ الشاشة أو غيرها من بنيات الوصول ويتم البناء عليه حتى يتم بناء صفحة إنترنت مليئة بالمميزات.
يتيح استخدام CSS للمستخدم في تصميم أدوات متعددة وتحديد درجة سطوع الشاشة ، وحذف عناصر كبيرة من أسلوب تصميم صفحات الهواتف النقالة وأجهزة PDA ، وتغيير اتجاه الصفحات وما إلى ذلك من الأمور . وهذا يتيح توصيل المحتوى لمجموعة كبيرة من الشاشات وبالتالي استقطاب قاعدة واسعة من المستخدمين. ولقد أصبح هذا أكثر أهمية خصوصا بعد بدأ الاعبين الكبار في عالم الإنترنت لدعم مثل هذه الوسائط .
كما هو متعامل معه في نظام الإبحار ، فإنه ليس بالضروري لمحتوى العرض إلى إعادة اختراع العجلة ، ولكن هناك بعض الاعتبارات الأساسية التي لا يمكن تجاهلها ، لا سيما إذا لم تكن من أجل الإبداع. فبالنسبة لشاشة الحاسوب مثلا ، فإنه بحلول عام 2008 ، فإن دقة الشاشة المعتمد هو 1024 * 768 بكسل (أو أعلى) ، غير أن هناك أقلية مهمة من المستخدمين لا يزالوا يستعرضون صفحات الإنترنت باستخدام دقة عرض 800*600 بكسل. بالنسبة للموقعي ، فإن هذا الرقم يقارب 5%. وأنا على يقين أن هذه النسبة تافهة لمعظم المصممين وذلك بالقياس إلى التضحية في عدم استخدام كافة موارد الشاشة ، ولكن ، مرة أخرى ، في العالم الواقعي تعتبر نسبة 5% من شكوى المستخدمين كافية للإطاحة بالأعمال التجارية المتعلقة بالموقع. حيث أنه لا يوجد مستخدم يستخدم شاشة عريضة سيتوقف من استخدام موقعك لأنك تهتم لكافة مستخدمي موقعك.
أنا لا أقترح عليك على الإطلاق أن تكون إجمالي عرض موقعك ضيقا بحدود 770 بكسل فقط إذا كانت يمكن أن تضمن عرض محتويات الموقع كاملة. الموقع ذو التخطيط والتصميم الجيد والذي لا يمكن أن يلائم هذه المواصفات ولأي سبب كان ينبغي أن يكتفي من عرض أهم أدوات الملاحة والمحتوى ضمن نطاق عرض أول 770 بكسل وعمق يصل 470 بكسل. العديد من المصممين في الوقت الحالي يقوما بتصميم مواقع الإنترنت ذو نطاق عرض قابل للتغيير لتتناسب مع مجموعة متنوعة من الشاشات. كما أن موقعنا يقوم بذلك أيضا ، ولكن لو لم تكن حقيقة أننا نعرض مقاطع فيديو عالية الوضوح ، فإننا سنختار تصميم الموقع ذو عرض ثابت. فإني استخدم شاشة عرض 23 انش ذو نطاق عرض 1920*1200 ولا زلت أفضل تصفح المواقع بصورة تقليدية وكما هو مألوف. كما أن هذه الاعتيادية هي التي تشكل أسس مواقع الإنترنت الصالحة للاستعمال.
أهمية التصميم لأكثر من متصفح إن سوق المتصفحات في الوقت الحالي مزدحم بعض الشيء. حيث لا يزال متصفح الإنترنت من مايكروسوفت يشكل الجزء الأكبر من حصة السوق ، ولكن حتى نسبة 75% من حصة السوق فإنها لا تزال مقسمة بصورة أساسية بين كل من النسخ IE6 و IE7 واللتين تعمل كل منهما بطريقة مختلفة كليا. ثم تأتي حصة فايرفوكس بنسبة 18% ومتصفح سفاري (نظام ماكنتوش) بنسبة 5% بالإضافة لمتصفحات أخرى مثل أوبرا وغيرها من المتصفحات والتي يمكن أن تحدث الفارق. شخصيا أميل إلى استخدام IE7 أو فايرفوكس في جهاز الحاسوب ومتصفح فايرفوكس على نظام الماك ، ولكن علي أن أتعامل مع مشكلة تصفح مواقع "خاصة بانترنت اكسبلورر”. إنها فقط عبارة عن كسل ، خاصة عندما تكون هذه المواقع "خاصة بانترنت اكسبلورر” تعمل على النسخة السادسة بينما قام نظام XP بتحديث نسخة المتصفح للنسخة الأحدث IE7. لا تلقي شركة مايكروسوفت أي اهتمام بالأفراد ، هناك سباق متصفحات يجب عليها أن تفوز به ، يجب على المصممين أن يراعوا أنفسهم أو قاعدة متصفحي الموقع. حيث يمكن اعتباره تطبيق سيئ ومشروع أسوأ ليس إلا.
بالعودة إلى النقاش الدائر بخصوص حجم الشاشة 800*600 ، وما فائدة موقع إلكتروني يمكنه التعامل مع 75% فقط من زواره؟ تخيل للحظة أن لديك متجرين للتجزئة تبيع أجهزة كهربائية ، وعند دخولك للمحل الأول وجدته خالي فإن خيارك التالي ببساطة سيكون هو اللجوء إلى المحل التالي.. فهو أسهل شيء تفعله. الأمر نفسه ينطبق على التجارة الإلكترونية. حيث أنه من غاية السذاجة الافتراض أن عميلك المحتمل سيقوم بترك متصفحهم المفضل من أجل شراء منتجاتك. في الأرجح سيلجأ إلى منافسك بكل بساطة. وإذا حصل لمنافسك على زبونك فإنك في الأرجح لن تخسر صفقة وإنما ستخر معها زبونا. كما لا يقل أهمية العلامة التجارية في التجارة إلكترونية مثلها مثل أي علامة تجارية أخرى ، وربما أكثر من ذلك ، هو أن إمكانية الوصول الجيد يبني علاقة جيدة مع الزبون ، وبالتالي علاقة تجارية ناجحة.
إمكانية الوصول
القانون قد تغير ، وإذا لم تقم بتغييره ، فأنت تنتهكه. في حالة كونك هيئة عامة فإن عليك التزامات عامة بتصميم موقعك ليتناسب مع تقنيات الوصول لوسائل عرض القارئ ومجموعة كبيرة من المعايير الأخرى.
تعني سهولة الوصول ببساطة تمكين ذوي الإعاقات من فهم وتصفح والاستفادة من موقعك بكل سهولة ضمن حدود المساعدات التقنية المصممة لمساعدتهم في القيام بأمور مماثلة. في السنوات المنقضية ، كانت مسألة الوصول لشبكة الأنترنت محاطة بقيود من قبل المصمم والبرامج المستخدمة ، ولكن التغييرات الأخيرة التي حدثت مؤخرا في بعض التشريعات وضعت في الأساس لمكافحة هذه القضية، ولكن يبدو أن الممارسات الموجودة غير كافية.
وكلما أصبحت الشبكة العنكبوتية أحد أسس حياتنا اليومية أكثر وأكثر ، فإن فتح أبوابا للمعرفة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لتوفير فرص متساوية للجميع. وللكثيرين منا ، أصبح إمكانية القيام بالعديد من الأمور يتم فقط من خلال الولوج الشبكة العنكبوتية ومن هذه الأمور: التواصل ، التعليم ، التسلية ، البحث عن المراجع ، وكمخازن للمستندات ، علم الأنساب ، والبحث العام ، وحتى التجارة. تتيح الشبكة فرصة رائعة لذو الاعاقة من الاستمتاع بعالم تقني يساويهم مع باقي المستخدمين السليمين دون أي تمييز يذكر. كما تمكن البيئات المصممة بصورة ملائمة الأفراد من التواصل والتعاون بطرق لا يمكن تخيلها في العالم الواقعي ، مما سيترك تأثيرا إيجابيا هائلا للمجتمع. يمكن أن تكون مسألة تصميم موقع سهل الوصول مسألة سهلة أو صعبة في الوقت نفسه ، ويتوقف ذلك على المحتوى الذي يقدمه الموقع والطريقة التي يعرضها بها. وبالنسبة لمعظم مواقع الشبكة القياسية ، والتي لا تقدم وسائط متقدمة ، فإنها تتطلب بعض الشفرات الجيدة ليجعلها سهلة الوصول لمعظم المستخدمين.
وبطبيعة الحال ، فإنه لا يمكن اعتبار زيادة قاعدة بيانات مستخدمي الموقع الإلكتروني أمرا سيئا في أي حال من الأحوال ، ولكن لا يجب أيضا اعتبار مسألة سهولة الوصول للموقع مسألة بسيطة وقليلة الأهمية. مواقع الإنترنت التي تتصف بخاصية سهولة الوصول تحتوي في الغالب على ملفات صغيرة الحجم ومرنة من ناحية تعدد أنواع الصيغ المستخدمة ، مما يجعلها ملائمة بشكل كبير للاستخدام مع كل منPDA وأجهزة الهاتف النقالة ، والتعامل مع توصيلات الإنترنت البطيئة ...إلخ. لذلك فإن مسألة سهولة الوصول تعتبر أمرا مهما لمصمم المواقع لأنها ببساطة تزيد من نسبة متصفحي الموقع على عدة جبهات وعلى نطاق آخر تثبت من قيمتها لجميع المستخدمين.
أتمنى في النهاية أن تكون هذه المقالة قد قدمت بعض النصائح والمعلومات الجيدة والإلهام لتصميم مواقع الإنترنت بالطريقة الملائمة. على المستوى الشخصي ، فإن انتقالنا لممارسة الأعمال التجارية الأخلاقية ، من ناحية الوصول وبيئيا، بدأت بما يقارب 7 أو 8 سنوات. كان لوجهة نظرنا العديد من الآثار الإيجابية لأعمالنا التجارية بشكل عام ، ليس فقط من ناحية المظهر و العلامة التجارية ، ولكن أيضا في كسب دخل مادي واكتساب سمعة لا بأس بها. في خلاصة القول ، فإنني أنصح بأن أي شخص يعمل في هذه المهنة عليه بأن يبدأ بعمل التغيير قريبا ، وعلى صاحب الموقع أن يصر على توفير خاصية سهولة الوصول كأمر أساسي بدل الاقتصار على توفير تأثير مرئي.