أن صورة الواقع "المتخيّلة" من خلال شبكات المعلومات وبرامج التواصل الاجتماعي تصور مفاهيم الحياة مثاليّة في كل شيء في مفهوم الحب والعلاقات الإنسانية والعمل وحين يبدأ في التعامل مع الحياة الواقعية تصطدم بحقائق وصراعات البشر. والإشكال هنا ليس في الاعتراف له بأن ما يقرأ ويشاهد هو جزء من صورة الواقع البشري .
إن تركيبة مسرح الحياة وحتمية التنافس والتشاحن بين الناس ليست نصاً على شاشة كمبيوتر يمكن تعديله وتزيينه بالألوان دون خسارة.إن النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بكل ما فيه تاريخ وتراكم، وليس نظام حاسوب متقن المدخلات والمخرجات كتلك الأجهزة التي تتعامل معها حتى يمكن في ساعات تغيير النظام وإعادة التشغيل.
ليست صور الحب والزواج والنجاح في الحياة مثل قصة في فيلم كتلك التي تشاهدها حين يبدأ "البطل" "والبطلة" حياتهما بموقف مؤثر على شاطئ نهر ثم تتدافع الأحداث برومانسية حتى يأتي البطل بعد ساعتين من قصص الصراع الناعم لإنقاذ الحبيبة منتزعاً تصفيق المتفرجين في صالة السينما. الخصوم في صراعات الحياة ليسوا مثل خصومك في برامج ألعاب "الفيديو" الذين تطاردهم على الشاشة وبيدك جهاز التحكم الذي يقدم لك كل أنواع الأسلحة فتقتل جيوشا وتدمر قلاعا ومدنا، ثم يعطيك الجهاز الصامت خيارات التخلص من آثار الدمار وبناء مدينتك الفاضلة ثم تنهض بعدها لتناول طعام العشاء مرتاح البال منتصرا. الحياة ليست شاشة كمبيوتر .. وتذكّر أن الشاشة غشّاشة في بعض الأحيان.