هناك تصنيفات علمية وكثيرة لجلطات القلب تعتمد على حسب تخطيط القلب وعلى حسب موقعها في القلب وزمن حصولها وشدتها (حسب كمية ارتفاع الانزيمات) ودرجة انخفاض الضغط وأخيرا المسببات.. وماسنتحدث عنه في هذا المقام هو جلطات القلب الحادة المصحوبة بارتفاع معين في تخطيط القلب يسمى (وصلة س- ت) STEMI.. وهذا النوع يشكل تقريبا حسب الدراسات الدولية والمحلية 40% من جلطات القلب الحادة وتم الاهتمام به ووضع معايير خاصة لعلاجه بسبب خطورته على حياة المريض في الساعات الست الاول حيث ان نقص التروية يشمل كل جدار القلب وليس جزءا منه كما في الجلطات الاخرى.. ونسبة حدوثه في المجتمعات البشرية المختلفة على حسب انتشار العوامل المسببة لأمراض الشرايين فيها مثل مرض ارتفاع الضغط المزمن وارتفاع الكلسترول ومرض السكري والتدخين والتاريخ العائلي وعدم اللياقة البدنية والضغوطات النفسية واخيرا قلة تناول الخضروات والفواكه.. ولكن على وجه العموم نسبة حدوث هذا النوع من الجلطات سنويا هي 50 حالة لكل مائة ألف شخص تقريبا في الولايات المتحدة الامريكية بمعنى أنه في مجتمع تعداده 25 مليون نسمة نتوقع احصائيا حوالي 1200 حالة سنويا تقريبا.. و70% من المصابين بهذا النوع من الجلطات الرجال واغلبيتهم فوق الستين سنة.. وإن كنا نراها في بعض الشباب خصوصا المدخنين أو مرضى السكر أو من لديهم تاريخ عائلي قوي بجلطات القلب.
الالتزام بمعايير علاج جلطات القلب يقلل من احتمالية تليف عضلة القلب
ولعلاج نوع من الجلطات معايير هامة متعارف عليها دوليا يجب على الاطباء والمستشفيات والجهات ذات العلاقه أن تتعاون للوصول إليها ان لم يكن في كل المرضى فعلى الاقل في أغلبية المرضى المصابين بجلطات القلب.. ويتم تقييم اداء المستشفيات دوليا ومحليا في مدى التزامها بهذه المعايير في خدمة المرضى.. ومن تلك المعايير على مستوى المستشفيات:
1.الوقت من دخول المريض باب الطوارئ إلى وقت عمل تخطيط القلب يجب أن يكون أقل من عشر دقائق: يجب أن يكون في استقبال كل طوارئ طبيب وطاقم تمريض متمرسين في تصنيف الحالات المرضية الحرجة حسب خطورتها حيث أنه من أخطر الأمراض التي تزور الطوارئ هي حالات القلب وأشد حالات أمراض القلب خطورة هي جلطات القلب الحادة ولذلك يؤخذ المريض مباشرة إلى غرفة الانعاش لعمل التخطيط وإعطاؤه الأوكسجين والأسبرين (للمضغ وليس البلع).
2.الوقت من دخول باب الطوارئ إلى اعطاء المذيب عن طريق الوريد يجب أن يكون أقل من ثلاثين دقيقة:
العلاج الحديث للجلطات إما بالمذيبات أو بالقسطرة العلاجية على حسب إمكانيات كل مستشفى فإذا كان المستشفى لايوجد به استعداد تام للقسطرة العلاجية فيعطى المريض مذيبات الجلطة إذا لم يكن هناك موانع وإن كان هناك موانع فينقل لأقرب مستشفى لديه استعداد تام لعمل القسطرة العلاجية لأنه وجد في الدراسات الطبية أنه كلما تأخر إعطاء المذيب للمريض كلما زادت احتمالية مضاعفات الجلطة من توقف القلب أو هبوط الضغط أو فشل القلب على المدى البعيد.
3.الوقت من دخول باب الطوارئ إلى فتح الشريان المسدود يجب أن يكون أقل من تسعين دقيقة:
وهذا شرط يبين مدى جاهزية المستشفيات بأطقمها المختلفة لعمل القسطرة العلاجية سواء من ناحية استقبال المريض في الطوارئ وعمل التحاليل اللازمة له ومن ثم التنسيق بإحضار فريق عمل القسطرة من طبيب القلب وتمريض مختبر القسطرة وفنيي الأشعه لجهاز القسطرة من منازلهم في أي وقت على مدار 24 ساعة.. سبعة أيام في الإسبوع على مدار السنة.. وهذا يتطلب الكثير من التنظيم بين الادارات المعنية بذلك.
4.نسبة خروج مرضى جلطات القلب بعد علاجهم يجب ألا تقل عن (94%) من مجموع جلطات القلب المنومين في ذلك المستشفى
كان في الماضي يقبل إلى حد 10% وفيات داخل المستشفى بسبب خطورة المرض أما الان وبسبب تطور الطب الحديث في علاج الجلطات فلايقبل أكثر من 6%
بالنسبه للأفراد:
وعي الفرد والمجتمع له دور كبير في سرعة علاج مريض الجلطة وتقليل المضاعفات المحتملة وسنتحدث عن نقطتين بالغة الأهمية:
1.يجب ألايتأخر ويتردد المريض في استدعاء الإسعاف: في العالم عموما يتأخر مرضى الجلطات في استدعاء الاسعاف.. وهذا خطأ فقد رأينا بعض حالات الجلطات يأتي بعد 12 ساعة أو يوم أو يومين وهو يكابد الالم لعله يذهب!! والصحيح أن تستدعي الإسعاف وتترك للمختصين الحكم.. فإن تخطئ في استدعاء الاسعاف لألم ليس من القلب أهون بكثير من أن تخطئ في عدم استدعاء سيارة الاسعاف وأنت تعاني من الجلطة.
2.يجب ألايذهب المريض بنفسه سائقا سيارته أو يطلب من اصدقائه الذهاب به إلى المستشفى:
أن في ذلك خطورة على المريض حيث ان واحد من كل ثلاثمئة حالة تستخدم هذه الطريقة يتوقف قلب المريض فيها اثناء الطريق مما يسبب ضررا لنفسه ولمستخدمي الطريق الاخرين.. وفاجعة لمن يسوق به قد تؤدي به إلى سرعة مفرطة يضر بها نفسه والآخرين وفي نفس الوقت لم يساعد المريض.. وهذا يختلف تماما عندما يكون المريض في سيارة إسعاف مجهزة بأشخاص يمكنهم التعامل مع مثل هذه الحالات وفي نفس الوقت لا تسبب الضرر لمستخدمي الطريق الاخرين.. والنقطة الأهم في ذلك أنه قد يبدأ الأشخاص المدربون في الإسعاف مذيبات الجلطة قبل الوصول إلى المستشفى مما يقلل من مضاعفات الجلطة المحتملة.