«ماذا تريد ان تشرب مع الوجبة؟» عبارة يبادرك بها النادل حالما تدخل مطعماً ويبدأ في خدمتك. فكر مرتين قبل ان تجيب، لأن الأطعمة الصلبة تعتبر خياراً أفضل من الأطعمة السائلة فيما يتعلق بالسعرات الحرارية. فجسم الإنسان قد لا يسجل السعرات الحرارية التي يشربها بنفس الكفاءة التي يسجل فيها السعرات الحرارية التي يأكلها. ومعنى ذلك أنك عندما تتناول مشروباً غنياً بالسعرات الحرارية قبل الوجبة أوأثناءها فقد لا يقل مقدار ما تأكله أثناء اليوم كتعويض لما تناولته من سعرات حرارية داخل المشروب. وما يجعل الأمر أكثر سوءاً هو تنامي أحجام المشروبات التي تقدمها المطاعم كعامل لجذب الزبائن. فالمشروبات عامل هام في انتشار السمنة قد لا يؤخذ بعين الاعتبار.
في إحدى الدراسات التي تمت في الولايات المتحدة الأمريكية طلب من مجموعة من الأفراد ان يتناولوا 450 سعرة حرارية من الحلوى يومياً لمدة أربعة أسابيع، ولمدة أربعة أسابيع أخرى طلب من نفس المجموعة ان يتناولوا 450 سعرة حرارية من المشروبات يومياً. وقد وجد الدارسون أنه في الأيام التي تناول فيها المشاركون الحلوى قد قللوا مما تناولوه من أطعمة أخرى خلال اليوم بمقدار 450 سعرة حرارية تقريباً، وبذلك يكونون كأنهم لم يتناولوا مقداراً إضافياً من السعرات الحرارية. أما في الأيام التي تناولوا فيها المشروبات فلم يقوموا بالتقليل مما يتناولونه عادة من الأطعمة، وبذلك تكون حصتهم اليومية في تلك الفترة قد ازدادت بمقدار 450 سعرة حرارية. ونتيجة الدراسة أثبتت ان السعرات الحرارية السائلة لا تسجل في ميكانيكية الاشباع لدى الإنسان.
وللمزيد فيما يتعلق بموضوع ان السعرات الحرارية السائلة لا ينتبه لها الجسم ثبت أنك إذا تناولت مشروباً يحتوي على سعرات حرارية مع الوجبة فإنك ستستهلك المزيد من السعرات في تلك الوجبة أكثر مما لو تناولت مشروباً، كالماء مثلاً، لا يحتوي على سعرات حرارية.
وليس هناك فرق إذا تم تناول المشروبات مع الوجبات أو قبلها لأن السعرات الحرارية من أغلب المشروبات تضيف إلى سعرات الأطعمة بدلاً من ان تحل محلها. فعالمياً، ثبت ان التغير في أحجام حصة الفرد من مشروبات الكولا أدى ويؤدي إلى ازدياد الإصابة بالسمنة. وهذا التغير في أحجام المشروبات يلاحظ من التالي: في الخمسينات الميلادية كان حجم الكولا من القياس العائلي في الولايات المتحدة الأمريكية يساوي 25 أونصة (حوالي 700 جرام)، أما اليوم فحجم كولا الشخص الواحد يتراوح في مطاعم مكدونالدز على سبيل المثال بين 12 أونصة (340 جراما) للأطفال إلى 42 أونصة (1191 جراما) للكبار. وليست المشكلة في تنامي أحجام المشروبات من مشروبات الكولا فقط فمشروب القهوة بالحليب (كوفي لاتيه) من ستار بكس حجمه 20 أونصة (567 جراما)، أما الشيك الكبير من مكدونالدز أو مشروب كولاتا من دنكن دوناتس فحجمها 32 أونصة (907 جراما) أي حوالي كيلو كامل من المشروب المحلى المليء بالدهن. وهناك الكثير من زجاجات وعلب المشروبات المخصصة للشخص الواحد والتي تباع في البقالات يصل حجمها إلى 20 أونصة (أكثر من نصف كيلو).
وفي المرة التالية التي تنوي فيها شراء مشروب انظر إلى ملصق «المعلومات الغذائية» على الزجاجة أو العلبة وستجد ان السعرات الحرارية محسوبة على أساس كوب واحد من المشروب أي 8 أونصات (227 جراما) لا على أساس الحجم الكلي الموجود فعلاً في الزجاجة أو العلبة كأن الشخص سيقتسم المشروب مع شخصين ونصف! وفي ما عدا الأطفال الصغار، من يتوقف عند تناول ما مقداره كوب واحد من أي مشروب. بل بات من الصعب شراء مشروب يحتوي على كوب واحد فقط، فالحجم الصغير لدى مكدونالدز يساوي 16 أونصة (454 جراما)، وهناك مطاعم غيره مشروباتها أكبر، كما تمنح الزبون فرصة إعادة ملء الكوب مجاناً.
حسب مقدارها
وكلما كبرت الكؤوس كبرت الكروش والمؤخرات، فمقدار 20 أونصة (أكثر من نصف كيلو) من أغلب المشروبات (بما فيها الحليب والعصيرات) تحتوي على 200 إلى 450 سعرة حرارية، و32 أونصة (حوالي كيلو) شيك كبير لدى مكدونالدز تحتوي على 720 سعرة حرارية. أما مشروب دانكن دوناتس الكبير: كولاتا الذي حجمه 32 أونصة فيحتوي على 820 سعرة حرارية.
وميلك شيك الشكولاتة الكبير (24 أونصة) لدى باسكن روبنز يحتوي على 1130 سعرة حرارية! وعادة، يستهلك الرجال مقادير أكبر من السكر من النساء، والمستهلك الأكبر من الجنسين هم المراهقون الذين يتناولون الكثير من المشروبات المليئة بالسكر، ويؤثر حجم المشروب على الذكور والاناث بشكل متساو، وان كان تأثيره يبدو على الذكور بشكل أوضح لأن الذكور، على عكس الاناث، يشربون كل ما يقدم إليهم لآخر قطرة دون اعتبار لحجم المشروب. ومن المثير للاستغراب ان الناس لا يلاحظون أنهم يستهلكون المزيد من السعرات الحرارية عن طريق استهلاكهم للمشروبات الكبيرة الحجم مقارنة بالصغيرة. ومن الانصاف القول ان المشروبات وحدها ليست هي السبب الوحيد لإصابة الشباب والأطفال بالسمنة، فهناك أطعمة مثل السينوبون الذي في الواحدة منها 670 سعرة حرارية معظمها من الدهون، ووجبات مثل الماك الكبير (Big Mac) مع البطاطس المقلية التي فيها 1200 سعرة حرارية، وقشر البطاطس المحشي (بطاطس مطهوة بالفرن في قشرها ثم مفرغة ومدهوك لبها ثم تضاف إليه الزبدة والقشدة والمنكهات وتعاد تعبئته في القشر) الذي فيه 1200 سعرة حرارية، وطبق أصابع الجبن المقلية الذي فيه 2400 سعرة حرارية. وهناك فئة من الناس تفكر مرتين قبل التهام طعام فيه 100 سعرة حرارية بينما قد لا تنتبه للسعرات الحرارية المخبأة في المشروبات. ومما يثير التفاؤل ان تلك السعرات المخبأة يسهل اجتنابها حيث ان ترك المشروبات أو استبدالها بأخرى خالية من السعرات الحرارية أسهل من تناول كميات أقل من الطعام على المدى البعيد. وهناك خياران، الأول ان يتم استبدال المشروبات بأخرى خالية من السعرات مثل الماء أو الشاي أو القهوة (بدون سكر وحليب) أو مشروبات الحمية. والثاني ان يشرب الشخص ما يريد ويعوّض عن طريق التقليل من كمية ما يتناوله من أطعمة صلبة. وإليكم وسائل أخرى لتجنب مشكلة المشروبات المحملة بالسعرات الحرارية:
اطلب مشروبك من الحجم الصغير أو حجم الأطفال.
اطلب ثلجاً في مشروبك حيث يقل حجم المشروب وتقل السعرات فيه.
اطلب كأساً فارغاً وتقاسم المشروب مع من تتناول طعامك معه، وإذا كان المطعم يقدم خدمة إعادة ملء الكأس مجاناً اطلب كأساً من الماء.
لا تتناول مشروباً به سعرات حرارية إذا شعرت بالجوع قبل أوان الوجبة لأن السوائل لا تشعرك بالامتلاء مثل الأطعمة الصلبة. جرّب تناول قطعة من الفاكهة مثل البرتقال أو الشمام أو الجزر بدلاً من تناول مشروب.
المصادر:
المصادر:
Center for Science in the Pubic lnterest. ln the Drink: When it Comes to Calores, Solid is Better than Liquid. Nutrition Action Healthletter. November ,0002pp 7-9
Davies, Stephen and Alan Stewart. Nutritional Medicine: The Hedlthy Way To Healing for You and your Faur Family. New York: Avon, 7891