الأربعاء، ديسمبر 05، 2012

الخدمات السحابية

لأن خدمات البريد الإلكتروني لا تسمح بإرسال ملفات ذات حجم كبير، كانت الخدمات السحابية هي المتنفس الأول أمام متصفحي الإنترنت ومستخدمي البريد الإلكتروني من أجل مشاركة الملفات، حيث تتيح الخدمات السحابية تحميل ملفات بدون تحديد حجم معين ومن ثم مشاركتها مع الأهل والأصحاب، أو حتى الاستفادة منها في العمل.
وخدمات المشاركة هي علامة الفصل بين أجهزة التخزين المتنقلة، حيث أن هذه الأجهزة تحتاج لحملها من أجل اطلاع الآخرين على الملفات، بينما في الخدمات السحابية كل ما عليك هو إرسال عنوان الرابط الذي يتضمن المحتوى الذي تريد مشاركته.
وتحاول المواقع التي تقدم الخدمات السحابية من إضافة مزيد من السهولة والبساطة لطرق استخدامها، وحاولت جوجل وعبر شبكتها السحابية والتي تحمل اسم (Drive) من تحقيق التكامل مع البريد الإلكتروني الخاص بها (Gmail)، حيث يستطيع مستخدم البريد استخدام الشبكة السحابية مباشرة من خلال شاشة إرسال البريد.
وتتيح الخدمات السحابية تحميل ملفات يصل حجمها إلى 10 جيجابايت، بينما خدمات البريد الإلكتروني لا تسمح برفع ملف يزيد حجمه عن الجيجابايت الواحد، بالإضافة إلى أن تحميله يكون مرة واحدة، ومن ثم مشاركة رابط مكان التخزين فقط عبر رسائل البريد الإلكتروني.
وأتاحت جوجل أيضاً إمكانية التحكم بسرية الملف الموجود على السحاب من خلال شاشة الإرسال، إذ تستطيع منح الملف الإذن بأن يطلع عليه كل من هم موجودون على الإنترنت، أو تحديد صلاحية الاطلاع بأن تكون لشخص واحد فقط، أو أكثر من شخص.
الخدمات السحابية أصبحت مصدراً مهماً ورئيسياً لمشاركة الملفات، بدون الحاجة لشراء أجهزة تخزين متنقلة، ويبقى السؤال الأبرز هو ما مدى أمن هذه الشبكات، وللإجابة على هذا السؤال يتعين علينا تحديد مدى سرية الملف الذي سنضعه على السحاب، وفي الغالب إذا كانت الملفات للعمل وتحتاج إلى عناية فائقة ومجرد تسربها قد يؤدي إلى الكثير من الخسائر للجهة التي نعمل بها، فيجب الحرص على ألا نضع هذا النوع من الملفات على السحاب، وهذا ينطبق أيضاً على وسائل التخزين المتنقلة، بينما إذا كانت درجة السرية للوثيقة لا تصل إلى درجة الخطورة فلا يوجد هناك عائق من مشاركة الملفات.
ومن المهم أيضاً الحرص على الموقع الذي نستخدم الخدمات السحابية من خلاله، وعدم الذهاب إلى مواقع ناشئة أو غير موثوق بها، لأن المواقع التي تحمل هذه الصفة ستكون مشاكلها أكثر، وقدرتها الأمنية أقل، لذا من المفضل اختيار الشبكة السحابية التي سنكون أعضاء فيها بعناية فائقة.
الخدمات السحابية أسلوب حديث للتعامل مع التقنية، ومن شأنه أن يضيف المزيد من الراحة والرفاهية لمستخدمي الإنترنت، وعلينا أن ننتبه إلى أن الأماكن التي لا تتوفر بها خدمات إنترنت بسرعات جيدة ومناسبة، ستصبح الخدمات السحابية فيها عبئا كبيراً علينا، وستكون أجهزة التخزين المتنقلة الوسيلة الأفضل.