تنتشر في الصحراء المصرية ظاهرة العلاج بالرمال وتحديدا في منطقة سيوة حيث يلجأ اليها العديد من المصريين وغير المصريين.
فتحي الشيخ من القاهرة: مع أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة تنشط حركة غير عادية في الصحراء في مصر، تحديدا على بعد 617 كيلو مترا من العاصمة المصرية " القاهرة " بجوار جبل الدكرور في سيوة، يتجه العديد من الاشخاص إلى هناك من مصريين وعرب واوروبيين ليتم دفنهم في الرمال عندما تكون الشمس عموديا على الارض املا في الشفاء من امراض مختلفة، عبدالحليم
وعرف كعلاج للعديد من الامراض عند أهل واحة سيوة منذ مئات حيث تشتهر الرمال الموجودة بجبل الدكرور في منطقة سيوه انها تحتوي على إشعاعات تساعد في علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي والعقم،و من بعض الأمراض الجلدية والعضمية والدموية، مثل الروماتيزم والروماتويد والكلسترول وخفض نسبة الدهون المرتفعة فى جسم الفرد وتنشيط الدورة الدموية".
خطوات العلاج يحددها :
يأتي المريض في وقت الضحى فبوضع في ما يعرف بالمردم " حفرة ينام فيها المريض " بعد ان ينزع ملابسه كلها ونغطي بالرمال كل جسمه ماعدا راسه، وذلك لمدة تتراوح ما بين عشر دقائق إلى ثلث ساعة ويتم دخول الرجال إلى الرمال بمعزل عن النساء، ويقوم على حمامات الرجال فريق من الرجال، وكذلك حمامات النساء تقوم بها النساء اقارب المعالج،وبعد خروج المريض من الحفرة مباشرة، يلف جسمه ببطانية، ثم يتجه إلى خيمة تكون قريبة من المردم و يبقى داخلها لمدة تختلف من شخص لاخر وتتحدد بناء على قدرة المريض على البقاء فيها، فهناك من يستطيع البقاء داخل الخيمة لمدة نصف ساعة وهناك من يجلس مدة اكثر او اقل، في الوقت نفسه يقدم له مشروب ساخن بمجرد دخوله الخيمة للعمل على تفتيح مسام الجلد ومقاومة درجة الحرارة العالية لترطيب حلقه، ويكون المشروب في الغالب قرفة او حلبة او يانسون ويمنع من شرب الماء.ويضيف الشريك المرحلة الاخيرة تكون بالعودة إلى بيت الضيافة الموجودة بالقرب من المردم ويتم ذلك وهو ملفوف في بطانية حتى لا يتعرض للهواء ويكون وجود المريض في المنزل في غرفة لا يوجد بها اي مصدر للهواء، ثم يدلك جسمه ليتم غلق مسام الجسم عن طريق تدليكه بنوع من زيت الزيتون والخل مع القليل من الملح والليمون، وتكرر هذه الاشياء لمدة ثلاثة ايام على الاقل، حيث إن هذه هي أقل فترة للحمام الواحد، حيث تحديد مدة العلاج ترجع إلى حالة المريض نفسه ومدى تقدمه في العلاج. ويمكن ان يصل المجموع إلى تسعة أيام، و إذا كان المريض في حاجة إلى أيام أخرى للعلاج، يجب عليه ان يرتاح ليوم ثم يكمل العلاج بالرمال من جديد " ويشير الشرايك إلى أن عدد الجلسات يختلف بإختلاف المرض، فمرض الروماتيزم المبتدئ يتعرض أصحابه ل3 جلسات، أما الروماتيزم المستعصي فتمتد لمدة 5 جلسات، والروماتويد 7 جلسات
العلاج بالرمال وان كان قديما إلا ان العلم الحديث أثبت جدواه كما يؤكد الدكتور كمال علي الاستاذ في كلية العلوم جامعة جنوب الوادي قائلا: " يرجع دور الرمال العلاجي لانها تحتوي على نسبة من المعادن الطينية التي تتولد عنها شحنات سالبة عند تلامسها مع الماء حيث تجذب شحنات السموم الموجبة من طبقات الجلد الخارجية، وكذلك وجود نسبة بسيطة من المعادن المشعة مثل المونازايت والثوريوم والتي تفيد في علاج الأمراض الجلدية والعظام على وجه الخصوص،ووجود تركيزات بسيطة من العناصر المفيدة لجهاز المناعة مثل الاسترانشيوم والسلينيوم والكبريت واخيرا تفيد الأشعة الشمسية فوق البنفسجية والتي تكون مفيدة لجسم المريض، وكل هذه العناصر تخلق بيئة علاجية جيدة ولذلك ينفع الرمال في علاج العديد من الامراض، و يحذر علي من انه يجب أن يراعى عدم وجود تسلخات أو تقرحات أو جروح غير ملتئمة على الجسم قبل الحمام الرملي،كما يحتمل حدوث حساسية وفي هذه الحالة يجب وقف العلاج، وفي السياق نفسه يحذر الشرايك ان هذا النوع من العلاج لا يصلح لمرضى القلب، ولا من كان عنده كسور حديثة، حيث إن العلاج بالرمال يفتح الكسور، فلابد من مرور فترة زمنية لا تقل عن عامين على الكسر ليستطيع المريض ممارسة العلاج بتلك الطريقة.