الأطفال عرضة للإصابة بمرض الحساسية الصدرية بشكل كبير؛ ويعود ذلك إلى عدم اكتمال جهازهم المناعي من جهة, ومن جهة أخرى بسبب كون الجهاز التنفسي للطفل حساساً لدرجة كبيرة خاصة عند تعرضه لبعض العوامل التي تساعد على تفاقم مشكلة الحساسية.
إن الربو بشكل خاص يحدث نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة معينة, كالغبار, ودخان السجائر والمحروقات, ورائحة الأصباغ والعطور, أو بسبب عوامل مناعية وهي عبارة عن مواد تسمى "المؤرجات" مثل غبار الطلع, والصوف, وريش الطيور والحيوانات, وعث الفراش والموكيت والستائر حيث تتحد تلك المواد على سطح القصبات الهوائية وتؤدي إلى تحرير وإطلاق العديد من المواد وبالتالي يحدث التهاب موضعي لجدران القصبات الهوائية يؤدي إلى تضييقها, وخاصة في فترات الليل والصباح ويكون تنفس الطفل المصاب صعباً وعلى شكل صفير مميز والأطفال حديثي الولادة لأمهات مدخنات لم يمتنعن عن التدخين خلال فترة الحمل, وأيضاً الأطفال الرضع خلال مراحل الطفولة الأولى الذين تعرضوا للتدخين السلبي, هم مؤهلون وبشكل كبير للإصابة بالربو هذا المرض الخطير.
في بعض الحالات يحتاج الأطفال المصابين بالربو للدخول إلى غرفة العناية المركزة نتيجة لشدة الأزمة التي يتعرضون لها, وفي حال تعدد وتكرار معاودة الأزمة فيفضل استعمال علاج وقائي بالإضافة إلى بخاخ الفنتولين كموسع للشعب الهوائية, وأيضاً استخدام الكورتيزون الذي لا يخلو من الأضرار الجانبية كتأثيره على النمو وارتفاع السكر بالإضافة إلى تأثيره على النظر وتكوين الماء الأبيض في العين, لهذا وجد علاج مساعد يسمى بالسنقولير أو مضاد الليكوترينز وهو عبارة عن حبوب قابلة للمضغ للأطفال فوق 6سنوات يستعمل في الحالات البسيطة إلى المتوسطة كعلاج وقائي للتقليل من الأضرار المترتبة على الاستعمال المتكرر للكورتيزون.
ويمكن الحد من الإصابة بمرض الربو عن طريق القيام ببعض الإجراءات الوقائية, كتجنيب الطفل دخان السجائر في البيت, وعدم تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب, والحد من الغبار المنزلي بغسل أغطية الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري, واستعمال أجهزة تنقية الهواء وبشكل خاص في البيئة الحارة, فلهذه الأجهزة الأهمية الخاصة في سلامة البيئة الداخلية للمنزل من المواد المخرشة والجراثيم وخلافه.