الخميس، سبتمبر 16، 2010

فتوى حول نسبة الكحول في البيرة المنتشرة؟


إلى كل من يحتار في أمر البيرة الخالية من الكحول أو التي بدون كحول إلى كل من يظن أنها حلال لمجرد أنها تصنع في المملكة العربية السعودية إلى كل من يشربها جهارا نهارا ظنا منه أنها حلال وأباحها علماء الدين فليستمع إلى فتوى الشيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرفاعي حفظه- الله-بعد قيامه مع فريق من الأطباء والمخبريين(أخصائيو التحاليل في المختبرات الطبية) والمختصين بعمل دراسة و بحث علمي حول الموضوع.
والبيرة بدون كحول معروفة بالماركات التالية: باربيكان، موسي وغيرهما وتباع في البقاليات والسوبرماركت والأماكن العامة والجامعات
الفتوى
تكرر طرح السؤال التالي على الشيخ:
"هل يجوز شرب المشروب الذي كتب عليه – بيرة بدون كحول-؟"
لم يتجرأ الشيخ الجليل على الإجابة حتى قام مع إخوانه في الله بدراسة علمية شاملة لإعطاء إجابة موثقة، حرصاً على أن لا يكون هناك تجني على أحد، أو فتوى بغير علم، أو رجماً بالغيب.
يقول الشيخ:
أخذنا زجاجة (قنينة) كتب "عليها بيرة بدون كحول" ودفعناها إلى مخبر(مختبر) في الشام متخصص بتحليل المواد الغذائية والصناعية وهو معتمد من قبل وزارة الصناعة، حللنا المادة في الزجاجة وتبين أن فيها 0.004 من الكحول المركز. وتثبتنا من صحة هذا التحليل عن طريق إدارة البحوث، ونحن نعلم كم في هذه الإدارة من الدقة، وأثبتت إدارة البحوث صحة هذا التحليل.
ولكن هناك من يقول ماذا تعني 0.004 هل هذه مسكرة؟ (0.004 تعني أنه إذا كان لدينا 1000 جرام فهناك 4جرامات فيها كحول).
تابعنا الدراسة بعد أن شكك أحد الأخوة في هذا وقال لنا "يا أخي الخل فيه 0.004 كحول وربما أكثر!" فاتصلنا بهيئة المقاييس والمواصفات وقلنا لهم الخل الطبيعي كم فيه من الكحول؟ فكانت الإجابة "أن الخل حينما يتحول – أي من الخمر فيكون خلاً- فإنه بعد ذلك يكون عديم الكحول" أي نسبة الكحول فيه صفر. بالتالي فالتشكيك كان في غير محله.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأل أهله الأدم. فقالوا: ما عندنا إلا خل. فدعا به فجعل يأكل به ويقول: نعم الأدمالخل نعم الأدم الخل.
ثم بعد ذلك أتينا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم لنعلم هل النسبة قليلة يمكن التجاوز عنها أم هي كثيرة؟ تابعوا معنا.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "ما أسكر منه الفَرَقْ فملءُ الكف منه حرام" وهذا ورد في توضيح الحديث "ما أسكر كثيره فقليله حرام"
الفَرَق: وعاء كان يغتسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وتقول كتب اللغة أن الفَرَق سعته ثلاثة آصُع (جمع صاع) والصاع يعادل حوالي 3.1 ليتر، وبالتالي سعة الفَرَق هي 9.3 ليتر.
ما قاله صلى الله عليه وسلم في حديثه أن الذي يشرب من أي مشروب سعة فَرَق (9.3 ليتر) ويسكر، فكمية قليلة من هذا المشروب ولو كانت ملء الكف هي حرام.
نعود إلى البيرة بدون كحول، لو ملئنا فَرَق بمشروب بيرة بدون كحول وحسبنا كمية 0.004 لوجدنا أن الفَرَق فيه 37ج كحول خالص، والسؤال الآن هل هذه مسكرة؟
قمنا باستشارة أهل العلم وهم أطباء متخصصون بالأمور النفسية فأجابونا بأن نسبة تركيز الكحول في الدم في رأي الطب الشرعي في فرنسا إذا كانت 0.8 ج/ليتر الدم أو أكثر فيعتبر السائق سكران ويعاقب وتسحب منه رخصة قيادة السيارة. وفي أمريكا هذه النسبة هي 0.3ج/ليتر الدم.
أخذنا الحد الأعلى (0.8 غ/ليتر الدم) تساهلاً وذلك تماشياً مع الطب الشرعي الفرنسي، وسألنا أطباء النفسية: ما هي الكمية التي يحتاج أن يشربها الإنسان لتصل نسبة الكحول في دمه إلى 0.8ج/ليتر ؟ فكان الجواب 6 جرامات.
أي إذا شرب الإنسان 6 جرامات يسكر، ينتشي.
بالعودة إلى الفَرَق وفيه 9.3 ليتر بيرة بدون كحول حيث وجد فيها بالحسابات 37 ج كحول خالص، نجد أن الفَرَق يسكر وبالتالي ” ما أسكر منه الفَرَقْ فملءُ الكف منه حرام” إذاً 0.004 حرام ولا يوجد أي تردد في هذه الفتوى، فمقياسه صلى الله عليه وسلم واضح.
ويقول الشيخ أسامة الرفاعي في نهاية كلامه أن الدراسة بوثائقها الكاملة متوفرة لمن أراد الإطلاع عليها.
رابط الاستماع للمحاضرة
http://www.sadazaid.com/sounds/osama/ftawi/mostjdat/05.mp3