الأحد، أغسطس 02، 2009

طفلي يثير المشكلات

تعتَبر عصبية الطفل وعناده أولى الإشارات نحو إثارة المشكلات، وتستهلّ هذه المرحلة عندما يخطو خطواته الأولى ويبدأ بالكلام، وذلك نتيجةً لنموّ تصوّراته الذهنية وشعوره بالإستقلالية. وفي بعض الأوقات، يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبّهاً بأبيه أو أمه، عندما يصمّمان على أن يفعل شيئاً أو ينفّذ أمراً ما، بدون إقناعه بالسبب، وبذلك يكون الوالدان هما الأساس في نشأة وتأصيل العناد عند الطفل!
أسباب مسؤولةلعلّ بعض الأسر تغفل الأسباب النفسية والتربوية المسؤولة عن عناد ابنها وإثارته للمشكلات مع أقرانه ومعلّميه في المدرسة وإخوته وأقربائه. ومع نموّ الطفل، تزداد المشكلات ويزداد ردعه عن فعل الخطأ صعوبةً! لذا، يجب على الوالدين التعرّف على الأسباب التي تدفع الطفل إلى استخدام هذا الأسلوب، والإلمام بها جيداً حتى لا يتمادى بها.
وترجع الأسباب النفسية، إلى:
فقدان الطفل الدفء الأسريّ والعاطفي، وعدم إحساسه بالقبول والحب، وكبت مشاعره باستمرار.
شعوره بالإضطهاد من أحد أقرانه في المدرسة، ما قد يدفعه إلى استخدام الضرب وافتعال المشكلات.
العنف الأسريّ. وفي هذه الحالة، يجب تدريبه على ممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولّدت لديه نظراً للعنف الذي اكتسبه، وتعليمه سلوكيات إيجابية بحيث نمكّنه من التحكّم بموجات الغضب والمشاعر السلبية، ما يساعده على تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة.
الحاجة إلى تأكيد حضوره وذاته، أو قد يكون نوعاً من حب الظهور ولفت الإنتباه لكي يصبح محلّ اهتمام من قبل والديه أو من قبل معلميه.وفي الموازاة، تتمثّل الأسباب التربوية، في:
الدلال أو القسوة والعنف الزائد، فهذه أسباب تجعل الطفل ذا روح عدوانية وأنانية، يحب أن يمتلك بمفرده كل شيء، فلا يسمح لأحد من إخوانه أو أقرانه أن يمسّ ألعابه أو أياً من أغراضه.
تلبية مطالب الطفل ورغباته عند ممارسته العناد، فيتعلّم عندئذ هذا السلوك، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.o التمييز بين الإخوة، وإجبار الطفل أن يكون كما يريده والداه، فلا يدعان له مجالاً لأن يختار بعضاً من الأمور البسيطة كلعبه أو لون حقيبته الدراسية.
الحب والتوجيه في ظل الشغب والمشكلات التي يسبّبها الطفل لنفسه، والتي تلحق الأذى به وبوالديه وتثير انفعالاتهما وتشنّجاتهما، لا بد من إدراك أن التعامل مع هذا الطفل ليس بالأمر السهل، بل هو يخضع إلى طرق عدّة يجب وضعها في الإعتبار، وتتمثّل في:
الحوار الدافئ المقنع غير المؤجّل هو من أنجح الأساليب، علماً أن إرجاءه إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة بدون وجه حق!o التربية بالحب والرعاية العاطفية والتوجيه السليم والصبر.
توجيهات وأساليب دفع الطفل إلى الشعور بالقبول والحب والحنان، والإبتعاد عن توبيخه وزجره.
فسح المجال أمام الطفل كي يعبّر عن أحاسيسه ومشاعره، وعلى الوالدين أن يكونا قدوةً له.
العقاب مباشرة عند وقوع العناد وإثارة المشكلات، شريطة معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات، علماً أن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر... فالعقاب بالحرمان أو عدم الخروج أو عدم ممارسة نشاطات محبّبة قد يعطي ثماراً مع طفل ولا يجدي نفعاً مع آخر. ولكن، حذاري أسلوب الضرب، فإنه لن يجدي، ولكنه قد يشعره فقط بالمهانة والإنكسار
عند معاقبته، يجب إخباره بسبب هذا العقاب.
الحبس لمدة بسيطة لا تتعدى العشر دقائق لكي يعلم أنه مخطئ، وإذا كانت المدة تزيد عن ساعة فابقي معه في الغرفة نفسها.
عدم إرغامه على الطاعة واللجوء إلى دفء المعاملة الليّنة والمرونة في بعض المواقف. فالعناد اليسير يمكن أن نغضّ النظر عنه، ونستجيب لما يريده الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يؤدي إلى ضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
يجب أن يمارس الطفل نوعاً من أنواع الرياضة المحبّبة إليه فهي تساعده على تفريغ طاقاته بصورة إيجابية.
محاولة دمج الطفل مع من هم في سنّه ليكتسب منهم صفات حميدة.
إذا كان في المدرسة، يجب تشجيعه على الإنخراط في الأنشطة.
عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقّع منه الرفض، لأن ذلك يفتح الطريق أمامه إلى رفض ما يؤمر به!