السبت، أغسطس 08، 2009

عند الموت

ثبت في القرآن والسنة ان المحتضر يشاهد الملائكة قبل وفاته وقد يتحدث معهم في حين لا يرى أهله مايرى مصداقا لقوله تعالى (فلولا إذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذن تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لاتبصرون) .. كما جاء في حديث طويل عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسونا منه مد البصر"! فحين يدخل المريض في غيبوبة طويلة أو ينسلخ عن الواقع قد يرى أقرباء متوفين أو أحداثا من الماضي لم يكن يتذكرها في الحاضر وما يبدو لي ان هذه الرؤى تختلف من حيث الاسبقية عن رؤية المحتضر لنزول الملائكة .. فمن الحديث الذي ذكرته نفهم ان هناك حالة قبل الوفاة يكون فيها المرء بين الدنيا والآخرة . وحين يتقدم الى مرحلة اقرب للآخرة تتنزل الملائكة كما نفهم من (إذا) الشرطية في قوله "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت اليه ملائكة من السماء" !! ان في الغرب من حاول اخضاع الظاهرة للدراسة العلمية والخروج بتفسير مقبول ؛ وأول محاولة من هذا النوع قام بها وايلم بريت من الكلية الملكية باسكتلندا ونشر ابحاثه عام 1926 في كتاب بعنوان "رؤى على فراش الموت" (Death Red Visions).. ومما قاله ان من يدخلون في غيبوبة الموت لايرون من اصدقائهم واقربائهم سوى المتوفين ، أما الاطفال فكثيرا ماعبروا عن استغرابهم لرؤية الملائكة (بلا أجنحة) !!
أما أوسع دراسة فقام بها الدكتور كرلز واسس عضو الجمعية النفسية الامريكية الذي درس هذه الظاهرة طوال عشرين عاما . وخلال هذه الفترة سأل اكثر من 1000 طبيب في اقسام الطوارئ و3000 ممرضة في اقسام العناية المركزة وآلاف الشهود ممن حضروا وفاة أشخاص يعرفونهم. وقد نشر في عام 1977 كتابا بعنوان "في ساعة الموت" (At the Hour of Death) أشار فيه الى ان معظم المحتضرين يرون أولا اقرباء توفوا لهم منذ زمن طويل ثم ملائكة وشخصيات ورموزا دينية ... وخلال رؤية القريب المتوفى تتملك المحتضر حالة فرح وعدم خوف من الموت . كما اتضح انهم لا يعانون من الهلوسة كما كان يعتقد كون أجهزة المراقبة الحديثة تؤكد وجود حالة مشاهدة حقيقية !