عندما أدخل أحد المحلات الكبرى (سوبرماركت) أو أقف لأشترى شيئا من محل بقالة صغير (سوبرماركت أيضا!!) غالبا ما يلفت انتباهى هؤلاء الرجال أو النساء أو الشباب أو الفتيات وهم يملأون عرباتهم أو سلالهم بعلب أو زجاجات البيبسى أو الكوكاكولا أو غيرهما من المشروبات الخاصة بالحمية الغذائية أو الرجيم (الدايت Diet). يأخذها هؤلاء الفضلاء المساكين وهم فرحون بما حصلوا عليه. وربما يختلس بعض من هولاء النظرات حولهم هل يراهم من أحد ليعلم ما اشتروه من سلعة عصرية!! ومنهم من يقول أو تقول للبائع بفخر وانتفاخ: واحد كوكولا دايت من فضلك. وينطق الدايت بلهجة أمريكانى للبائع البسيط الغلبان !!
هل يعلم هؤلاء الاخوة والأخوات الفضلاء ما بهذه المشروبات والسلع الدايت من سم زعاف ومن قنابل موقوتة ؟
اذا أردت أن تعرف ما تشربه وما تأكله من أغذية ومشروبات الدايت يا أخى الكريم فاصطبر على قراءة مايلى:
ما هو الأسبرتيم ؟
الأسبرتيم هو محلّى اصطناعى غير سكرى ، يستخدم كبديل للسكر فى كثير من الأطعمة والمشروبات وبخاصة المتعلقة بالحمية (الرجيم أو الدايت). وهو يأخذ الرمز الكودى E951 فى الاتحاد الأوروبى. وهو استر الميثايل لتنائى ببتايد حامض الأسبارتيك وحامض الفينايل ألانين.
ولقد تم تصنيع الاسبرتيم لأول مرة عام 1965. وهو أحلى من سكر القصب (السكروز) أو سكر المائدة 200مرة، والكمية اللازمة من الأسبرتيم لانتاج الطعم الحلو تعتبر صغيرة لدرجة أن مساهمتها فى السعرات الحرارية للغذاء يمكن اهمالها. وهو أقرب المحليّات الاصطناعية الى سكر المائدة فى الطعم. وتبقى حلاوته فى الفم مدة أطول من السكروز (وهو سكر القصب). ولذلك فهو يمزج فى الغالب بمحليات اصطناعية أخرى مثل أسيسالفام البوتاسيوم لاعطاء طعم أكثر شبها لسكر المائدة.
ومكتشف الأسبرتيم هو الكيميائى جيمس شلاتّار الذى صنعه دون قصد فى اطار اجراء بحوث عن انتاج عقار مضاد للقروح، ولقد اكتشف ذلك الكيميائى الطعم الحلو لللأسبرتيم بقدر الله عندما لعق اصبعه الذى كان ملوثا به.
اننى أحاول هنا تلخيص أو اختيار بعض البحوث من بين مائة بحث توضح الأخطار الشديدة والمتعددة لاستهلاك الأسبرتيم.
هذه البحوث تشتمل على حقائق ووجهات نظر من خمسين بروفيسور متخصص فى الطب وعلماء التغذية. منهم الكثير الذين لهم مرضى تم شفاؤهم من الكثير من الأمراض الناجمة عن استهلاك الأسبرتيم (بما فيها السمنة أو البدانة) وكان ذلك قد تمّ ببساطة باستبعاد الأسبرتيم من غذائهم. ويوصى هؤلاء لأطباء الخمسون بشدة بتجنب كل المنتجات التى تحتوى على الأسبرتيم. ولقد تضمنت النتائج التى سنشرحها- والتى تضم آلاف الشهادات والقرائن والأدلة من المستهلكين السابقين – كثيرا من البحوث التى توسعت فى تفصيلات التاريخ الذى لا يصدّق فى استحسان للأسبرتيم.
انّ الصناعة التى تربح عشرات البلايين من الدولارات تود منك أن تعتقد أنّ الموت من الاسبرتيم هو مجرد اسطورة من الأساطيرأو أكذوبة من الأكاذيب ، وأنك يلزم أن تشرب مائة علبة من شراب الصودا (المياه الغازية) يوميا لكى يؤذيك الاسبرتيم. ليست هذه هى الحقيقة، فهم يزعمون أن المكونات الثلاث للاسبرتيم توجد بكثرة فى الغذاء الطبيعى ، وعلى ذلك فهو آمن.
ذلك النوع من الزعم يشبه القول بأن أول أكسيد الكربون (وهو شديد السميّة وقاتل) يعتبر آمنا لأنّ كل محتوياته هى الكربون والأكسجين وهى نفس مكونات ثانى أكسيد الكربون !
انّ كحول الميثانول (وهو كحول الخشب) والذى يشكل 10 % من الاسبرتيم والشديد السميّة (أقل كمية تلزم من ذلك الكحول لقتل الانسان هى ملعقتى شاى) يوجد أيضا فى بعض الفواكه والخضروات مثل الطماطم. وعلى كل الأحوال فان ذلك الميثانول لا يوجد مطلقا فى الأغذية الطبيعية بدون أن يوجد معه كحول الايثانول والبكتين، وهما مضادان لسمية الميثانول !!
فكل من كحول الايثانول والبكتين يمنعان كحول الميثانول من التحول حيويا الى الفورمالدهايد (وهو سائل التحنيط !) وحامض لفورميك (حامض النمليك) (وهو نفس مادة سم النمل النارى الخطير) وكلاهما سمّان قاتلان. وكحول الايثانول المقطر يعتبر هو العلاج المثالى فى غرفة الطوارىء من التسمم بكحول الميثانول. ولكنّ الاسبرتيم لا يحتوى على ايثانول أو بكتين. وعلى ذلك فان الميثانول يتحول فى الجسم الى فورمالدهيد وحامض نمليك.
أما الحامضان الأمينيان الفينايل ألانين والأسبارتيك – وهما المكوّنان الآخران للاسبرتيم فيوجدان فى الغذاء الطبيعى، ولكنهما يوجدان دائما فى صورة جزء من سلاسل طويلة من حماض أمينية كثيرة مختلفة تكوّن جزيئات البروتين المعقّد، والذى يستغرق الانسان 12 ساعة لتكسيره تدريجيا وهضمه واستيعابه فى جسمه.
وتبعا لمراجع علماء الطب فان استهلاك هذين النوعين من الأحماض الأمينية لا يحتاج الى هضم، وانما يدخلان سريعا الى والجهاز العصبى المركزى بمستويات عالية غير اعتيادية فيحفّزان خلايا المخ للموت، ويسببان الكثير من المشاكل الصحية الأخرى.
انّ الذين يدعمون ويعززون الاسبرتيم يستندون الى الاختبارات الصناعية قصيرة الأمد والتى تجريها الشركات، متجاهلين
الاختبارات المحايدة المستقلة. فهم يشيرون الى اختبارات ونشرات الجهات الصحية المعتمدة والمنظمات والمؤسسات وغيرها، والتى تتم برعاية وتمويل الشركات التى تنتج الأسبرتيم وتتربح منه. وبالطبع تصدّق عليها ادارة الغذاء والأدوية الأمريكية FDA وتعتمدها هكذا: " يجب أن تكون آمنة"
اليك بعض المقتطفات ولكن تذكّر أنها تتحدث عن "التأثيرات التراكمية" للاستهلاك المنتظم للأسبرتيم ، وأنّ بعض الناس يتأثرون أكثر من غيرهم (ولكن كل شخص يتأثر) بسبب بعض العوامل بما فيها حالة حاجز الدم والمخ الواقى لديهم أرجو تمرير تلك الرسالة لكل شخص تعرفه وبخاصة النساء الحوامل ومن لديهن أطفال
أعراض التسمم
هناك نسخة حقيقية لعام 1995 عن الأعراض الناجمة عن استهلاك الأسبرتيم كانت قد خضعت لأدارة الغذاء والأدوية الأمريكية. وقد تلقت تلك الادارة ما يفوق العشرة آلاف شكوى
متعلقة بالأسبرتيم فضلا عن آلاف الشكاوى التى لم تسجّل. ضع فى اعتبارك أن أقل من 1% من الناس هم الذين يرسلون شكاوى رسمية. وهناك بالطبع الملايين من الناس الذين يستهلكون الاسبرتيم يوميا والذين ليس لديهم معلومات أو اشارات أو أدلة وافية على أن الاسبرتيم هو سبب مرضهم.
فتقول الدكتورة كريستين لايدون: "لقد اندفعت الى مطبخى وألقيت فى حاوية النفايات كل مادة غذائية تحوى الاسبرتيم، ومنذ ذلك الحين لا أشترى ولا أستهلك أصابع اللبان (العلكة) المحلاّة بالاسبرتيم. لقد قدّر تجريبيا أن الأطفال أكثر حساسية للآثارة التسممية بالآسبرتيم بأربعة مرات من الأشخاص الناضجين". ويقول الدكتور ميخائيل شاختر: " ماهى أنواع الأعراض التى قد تحدث نتيجة لتناول الاسبرتيم ؟ انها ربما تتضمن غالبا أية أعراض للجسم. انّ هيئة FDA ومصنّعى الاسبرتيم يزعمون أن كل الأعراض المعاكسة والتى تم تسجيلها ماهى الا حكايات نادرة". لأنه من الشائع أنّ الانسان لن يجرّب مرضا ملحوظا من التعاطى قصير الأمد للآسبرتيم. ولقد أخذ ذلك كدليل على عدم وجودمشكلة مع أمان الاسبرتيم. ولسوء الحظ فان ذلك الموقف يتجاهل حقيقة أنّ التأثير السام للأسبرتيم يعتبر تراكميا".
ولقد ذكرت صحيفة صنداى اكسيبريس البريطانية فى 20 مايو
2001 فى الصفحة السابعة: " أخيرا أقيمت دعوى على اضافة
الأسبرتيم للمواد الغذائية، فلقد تنامى الخوف من الأخطار
الصحية فى الغذاء والمشروبات. ولقد أمرت الحكومة (البريطانية) بفحوص عالية المستوى حول أمان مادة التحلية الاصطناعية الأسبرتيم، وهى المادة الكيميائية منخقضة السعرات والتى يخشى من خطرها على الصحة. فالأسبرتيم يستعمل فى كثير جدا من أغذية الحمية (الرجيم) والمشروبات.
وقد ارتبط بأكثر من 590 تفاعل سىء بما فيها سرطان المخ والعمى. ويقول بروفيسور رالف والتون من جامعات أوهايو: "أنا أرفض الجزم بأنه لا يوجد أخطار من الأسبرتيم، وأنا أعتقد بأن الأسبرتيم يزيد من مخاطر السرطان، وبالفعل فان كل الدراسات التى تؤكد أمان الاسبرتيم قد موّلت بواسطة الصناعة".
ويقول الدكتور آرثر فورمان عالم الأعصاب: "أنّ هناك آلية لمشاهدة الأسبرتيم مسببا لمشاكل خطيرة لبعض الناس. أنا لا أوصى بالأسبرتيم لأى شخص، وبصراحة فان كثير من المرضى يجدونه مثيرا للشهية" !
ويحذر دكتور جيمس بوين قائلا: "انه يدمر الاستجابة الجنسية للآناث، ويؤدى الى الاختلال الوظيفى الجنسى للذكور. وفوق ذلك فالأسبرتيم يعطل النمو الجنينى مسببا الاجهاض أو محدثا عجزا وخللا. واذا ولد الطفل حيا فربما يتلف الأسبرتيم الحامض النووى للطفل تلفا شنيعا".
وفى بحث علمى ممتاز ومفصّل عن الأسبرتيم يتكلم دكتور جيمس بوين أيضا عن تأثير الأسبرتيم المدمر للحيوانات المنوية
النووى وكذلك الحساسية المفرطة فى مقالته المخيفة فيقول: ان كمية ونوعية الحيوانات المنوية تتهاوى مثلما تتهاوى الشهب. وعن مستقبل البشرية أعلن عن مؤتمر يضم 130 عالما فى مونتريال بكندا عن التسمم التطورى المنقول بواسطة الذكور يقول: "انّ النملة النارية تستعمل بنجاح ما يعرف بأنه أكثر السموم خطورة بين مفصليات الأرجل الأرضية، وهو حامض الفورميك (النمليك)، وبالضبط فان نفس حامض الفورميك هو الذى يتكون بواقع 10% بالوزن من الأسبرتيم فى جسمك"
أما الدكتور مورجان رايفورد فيقول: " فضلا عن التلف البصرى الذى يؤدى اليه الأسبرتيم فانه يؤثر على نظم أعضاء أخرى مثل التلف العصبى للذراعين والساقين وتلف الأعصاب المركزية مؤديا الى تلف الوظيفة العصبية. ويؤدى كذلك الى العصاب والصعوبة فى التعلم فى الأعمال المدرسية وكذلك فى السلوك". وعن ادمان الأسبرتيم يقرر دكتور ه. ج. روبرتس: "التخريب العصبى، والتخريب النفسى، وتخريب العين، والتخريب الهرمونى، وتخريب التحول الغذائى (الأيض أوالميتابوليزم)، وتخريب الأطفال فى كثيرمن قاعدة البيانات لما يزيد عن 1200 شخص متفاعل مع الأسبرتيم، والذى يتضمن كل من المرضى والمتطابقين معهم، فقد كان كل ذلك مؤثرا. زد على ذلك أنه ربما مما يزيد من القناعة بأن منتجات الأسبرتيم يمكن أن تؤدى الى تفاقم وتسريع مرض الشقيقة (الصداع النصفى) ، والنوبات المرضية، وتصلب الأنسجة المضاعف، والسكرى ومضاعفاته، ومرض ألزهايمر، وحتى أورام المخ. انّ ادمان منتجات الأسبرتيم هو ادمان حقيقى مثل ادمان التدخين الثقيل للطباق (السجاير) والكحول والعقاقير(المخدرات)".
الأسبرتيم والسمنة لاحظت أن كثير من البحوث العلمية قد اهتمت بدراسة تأثيرات زيادة الوزن الناجمة عن تناول الأسبرتيم. ومما يدعو الى السخرية أن زيادة الوزن ومعدلات السمنة فى الولايات المتحدة الأمريكية ظلت فى الواقع دون تغيير منذ عام 1960 الى عام 1980 . ولكن فى الفترة من 1980 الى 2000 ازدادت السمنة زيادة صاروخية، تلك هى الفترة التى أدخل فيها الأسبرتيم فى صناعة منتجات الحمية (الدايت Diet).
فتقول الدكتورة ساندرا كابوت – متخصصة فى الكبد – "أن الأسبرتيم يجعلك أكثر بدانة. وبعد استشارة آلاف الأفراد البدناء الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالكبد والتحول الغذائى يمكننى أن أؤكد لك أن الأسبرتيم لن يساعدك بأى طريقة، ولكنه فى الواقع سوف يساعدك على اكتساب وزنا غير مرغوب فيه" وتؤكد جامعة بوردو، فى تقرير عن "المحليّات المزيّفة ترفع معدلات أكل الفئران" فى يوليو 2004 ، أن الفئران التى تغذت على محليات اصطناعية أكلت سعرات 3 أضعاف ما أكلت الفئران أعطيت سكر. ويقول مؤلف البحث الذى خرج بتلك النتيجة : "أن الغذاء الخالى من السكر قد يلعب دورا فى انتشار وباء السمنة فى الشعوب. وأن استهلاك منتجات المحليات الاصطناعية قد يتدخل فى واحد من العمليات التى تسيّر تلقائيا والتى اعتادت على تنظيم تناول السعرات".
ماهى الأغذية والمشروبات التى تحوى أسبرتيم ؟
يوجد الأسبرتيم فى أكثر من 6000 منتج حول العالم تتضمن المشروبات الغازية ، ومساحيق المشروبات المرطبة (كمسحوق التانج مثلا) ، وقطع اللبان (العلك أو المستيكة) ، والحلويات ، والجيلاتينات ، وخلائط حلويات ما بعد الأكل ، مساحيق البودنج والجيلى وغيرها ، والحلويات المجمّدة ، والزبادى المحلىّ ( والذى ييّعونه على أنه زبادى بالفواكه وانما هى طعوم صناعية لا تقل سوءا عن الأسبرتيم) ، وبعض الأدوية مثل الفيتامينات ! ، وأدوية السعال (الكحة) الخالية من السكر وفى آيس كريم الدايت ،والبسكويتات الدايت ، وفى الجاتوهات الدايت وغير الدايت وفى الحلويات المختلفة كغش تجارى ، ويدخل فى مصر حتى فى كعك العيد الدايت فى الولايات المتحدة يجب التنويه عنه على ملصقات عبوات أى مادة غذائية تحوى الأسبرتيم . ويوضع مسحوق الأسبرتيم على المائدة كمادة محلية بدلا من السكر لوضعه على الأطعمة ! ولكن الأسبرتيم لأنه يتحلل فانه لا يدوم طويلا فى المواد الغذائية التى تحتاج الى تسخين أو تخزين لمدة طويلة حيث يتحلل ويفقد حلاوته. ونحن عرفنا الى ماذا يتحلل ! ولذلك فانه يضاف الى الأطعمة التى تحتاج الى تسخين طويل فى نهاية التسخين حتى يقل احتمال تحلله. ويباع الأسبرتيم فى صورة أقراص فى علب مثلثة الشكل لأخراج الأقراص منها قرصا قرصا لتحلية الشاى أو القهوة و المشروبات لمرضى السكر وهو يباع هو وأمثاله بأسماء تجارية مختلفة ولكنّ المصيبة واحدة !