الخميس، أغسطس 12، 2010

ذكريات رمضانيه

يحتفل العالم العربي والعالم الإسلامي بشهر رمضان المبارك الذي تبدأ أيامه في هذه الأيام من عامنا الحالي ١٤٣١ه، وهو شهر مبارك نزل فيه القرآن أول ما نزل في غار حراء الذي كان يعتكف فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جاء له الوحي (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) صدق الله العظيم.
صيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، واعتاد الناس في بلادنا إلى التسابق في عمل الخيرات خلال هذا الشهر المبارك بالعديد من المظاهر التي تأتي في مقدمتها اخراج زكاة المال في هذا الشهر، ومنها إفطار الصائم، والعديد من الصدقات طوال أيام الشهر، ويختتم بزكاة الفطر والاحتفال بالعيد.. شكراً لله على أن جعلنا قادرين على صيامه وقيامه تقرباً إلى الله، وفي العشرة الأواخر منه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر الذي يعادل ثلاثاً وثمانين سنة وشهرا وأربعة أيام، ليلة واحدة في هذا الشهر تساوي هذه السنوات الطويلة من عمر الإنسان، فإن شاهدها أحد فليقل كما قال سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها «اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عني».
الصيام المفروض على المسلم ليس فقط بالامتناع عن الطعام والشراب، وإنما أيضاً بالحرص على عدم إيذاء الناس
الصيام المفروض على المسلم ليس فقط بالامتناع عن الطعام والشراب، وإنما أيضاً بالحرص على عدم إيذاء الناس، وإن صادف ما يضايقه فليقل: «اللهم إني صائم»، ومن هنا يتضح ان الصيام عبادة، لذلك تجد العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها يصومون، وبفارق الوقت بين الشرق والغرب يصبح في كل ساعات الشهر صياماً على الأرض طاعة لأمر الله جل جلاله بصوم شهر رمضان، لا نقول ذلك اعتباطاً أو اجتهاداً وإنما نقوله استناداً إلى أن هناك جالية إسلامية في كل بقاع الأرض وكلها والحمد لله تمتثل لأسر الخالق بالصيام، كل إنسان يفضل أن يصوم في البلد التي يعيش فيها. ولا أبالغ لو قلت في المدينة أو القرية التي ينتمي إليها، ولذلك نسمع من يقول أن أحلى صيام في المدينة أو القرية التي ولد بها وعاش فيها ربما كان ذلك راجعا إلى أيام صيامه في الماضي فيحن إلى تلك الأيام في الصيام علماً بأن الصيام واحد من أي مكان امتناع عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب مصحوباً بالعبادة وحسن التعامل مع الناس إذا قدر لأحد أن يصوم في بلد غير إسلامية من أمثال الجاليات الإسلامية في الأمصار غير الإسلامية المختلفة أو الدبلوماسيين فإن القدرة على الصيام نكون أكبر لأن معظم المجتمع غير المسلم غير صائم، ولكن قوة إرادة المسلمين يصومون ويلتزمون بكل شروط الصيام في قوة وإصرار، وبذلك يقيمون الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة وهو صيام رمضان، وإذا كان اليوم الواحد كله نهار أو كله ليل، وإن كانت ساعات الصيام طويلة بالنهار الطويل أو قصيرة بالليل الطويل، فصدرت فتاوى من جهات الاختصاص والمخولين بالفتوى أن يصوموا على توقيت أقرب بلد إسلامي إليهم، وهذا يعني ان الدين الإسلامي يسر وليس عسراً.
هذا اليسر وليس العسر قد تجلى في بلادنا، حيث كانت الأمهات يدربن أطفالهن الصغار على الصيام، حيث كن يقلن للأطفال في عمر أربع سنوات ان الذي يفطر الصائم هو الأكل الخاص برمضان مثل الشوربة والسمبوسك والتمر وغير ذلك من الأكل الخاص برمضان مثل المهلبية.. والخشاف، أما ما عدا ذلك من طعام فلا يفطر. وكان الأطفال الذين لا يزيد عمرهم عن أربع سنوات يلتزمون بهذا الصيام الذي حددته لهم الأمهات فيأكلون ويشربون ويمتنعون فقط عن الأكل الخاص بشهر رمضان، وفي المغرب يجلسون على سفرة الطعام ويأكلون من أكل رمضان ويفرحون بأنهم قد صاموا اليوم ومع تتابع الأيام في رمضان يعتقدون انهم صاموا الشهر كله.. وفي وصول الطفل إلى خمس سنوات تدربه الأم على الصيام عن طريق صيام الساعات الأولى من النهار إلى وقت الغداء فيأكلون ويشربون من غير الأكل المخصص لشهر رمضان، ثم يواصلون من بعد الغد الصيام إلى المغرب، وتقول لهم الآن نخيط أول النهار بآخرة فيكون صيامكم لليوم كاملاً، وفي هذه المرحلة تعلمهم ان الصيام يظل معلقاً بين الأرض والسماء ولا يرفع إلى السماء، إلا بالصلاة التي هي عماد الدين فتجد الأطفال يتسابقون على الصلوات الخمس حتى يرفع صيامهم إلى السماء.. وفي وصول الطفل إلى السادسة من العمر تبدأ مرحلة تدريب أخرى وهي صيام يوم والافطار يوم مع المحافظة على الصلاة في كل يوم، وبذلك يصل الطفل في السادسة من عمره إلى الصيام يوما كاملا يكون مجموعها في شهر رمضان خمسة عشر يوماً.. وعند وصول الطفل إلى السابعة من عمره يصوم أيام رمضان كاملة بفضل التدريب الذي قامت به الأمهات لأطفالهن على الصيام وكذلك يصلي طوال أيام السنة الصلوات الخمس في أوقاتها.
عند كل رمضان تأخذنا سفينة الزمن لزمننا الذي نظنه جميلا ، ونتمتع بصوت الراديو وهو يبث الأحاديث ما قبل الإفطار. ونتبارى لمن يسمع الأذان أولًا ليبشر أهله . قبل ذلك كان اغلبنا قد أوصل الماء واللبن والتمر للمسجد . نغار نحن البنات من الأولاد بُعيد الإفطار وهم يصحبون الآباء للصلاة عندما نعود للزمن الذي كنا نراه جميلا وحلواً وعذبا، ننسى الحر وننسى الطرق المتربة وننسى الصراع بيننا ، نتذكر دائما أشياء جميلة ورمضان يبهجنا أكثر ويقربنا كبنات بالذات لوالدتنا والجدة .. ثوب الصلاة الجديد ، (القرقيعان )، وأغنيات كلها بهجة وسعادة .
مرحباً بشهر رمضان وأقدم خالص التهاني بهذا الشهر المبارك لكل المسلمين في كل بقاع الأرض مشرقاً ومغرباً شمالاً وجنوباً وكل عام وأنتم بخير.