السبت، أغسطس 14، 2010

بمـاذا نستقبـل رمضـان؟


يُستقبل رمضان بحفظ الوقت واستثماره في الطاعات
فالوقت نفيس، ومن نفاسته أن ما مضى منه لا يعود إلى قيام الساعة، وكذلك فهو مادة الفلاح والخسران، والنجاة والهلاك
ومن الطاعات الواجبة والمستحبة في شهر رمضان
أولاً: صيام نهاره
لقوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
ثانياً: قيام الليل – صلاة التراويح
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
ثالثاً: تلاوة القرآن فرمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان
وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان. ولذلك كان سلف الأمة وساداتها يتفرغون للقرآن في رمضان، فكانوا يتلون القرآن في الصلاة وفي غيرها
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام
رابعاً: تفطير الصائمين لقوله صلى الله عليه وسلم: من فطر صائماً فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء
خامساً: الجود
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان
سادساً: أداء العمرة في رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة.. وفي رواية: حجة معي
سابعاً: الاعتكاف
ويكون في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده
ثامناً: تحري ليلة القدر وقيامهالقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. وهي في العشر الأواخر من رمضان
ويُستقبل رمضان بإتقان العمل وإحسانه
لقوله تعالى: اِنَّا لا نُضِيعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلا.. وقوله تعالى: فَاِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ اَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
نقول ذلك لأن بعض الناس هداهم الله جعلوا من الصيام سبباً في تضييع مصالح الناس، والتهاون بما كلفوا به من عمل، فإذا ما راجعت أحدهم في مصلحة قال: ألا يكفي أنني صائم !! وكأن الصيام يدعو إلى الكسل وإهمال مصالح الناس والمشقة عليهم، وهو على عكس ذلك يدعو إلى النشاط، والمجاهدة والإحسان إلى الخلق والتيسير عليهم
ويُستقبل رمضان بالعفو والتسامح وحسن الخلق
لقوله عليه الصلاة والسلام: فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإنه سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم
فينبغي علينا أن نتخلق بأخلاق الإسلام في هذا الشهر وفي غيره من الشهور، فيؤدي كل منا ما عليه من واجبات تجاه ربه، ونبيه.. صلى الله عليه وسلم.. وإخوانه المسلمين، ويسأل الذي له برفق ولين، حتى تحصل التقوى التي هي هدف الصيام الأول، كما قال سبحانه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
فلابد من الصيام من
كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة
كف النظر واللسان والرجل والسمع، وسائر الجوارح عن الآثام
صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفه عما سوى الله بالكلية
ويُستقبل رمضان بمحاسبة النفس
قال تعالى: ‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ اِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ومحاسبة النفس تكون قبل العمل وبعد العمل
أما قبل العمل فهو محاسبتها على النية والاتباع وأما محاسبة النفس بعد العمل فهو على ثلاثة أنواع
الأول: محاسبتها على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور
الإخلاص في العمل
النصيحة لله فيه
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
شهود مشهد الإحسان فيه
شهود منة الله عليه فيه
شهود تقصيرة فيه
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل، كان تركه خيراً من فعله
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد، لِمَ يفعله؟
وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به
بهذا نستقبل رمضان، ونعيش رمضان، ونسعد برمضان، ونستفيد من رمضان، وإن لم نفعل ذلك، فالأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من صيامه السهر