بعد أن أغلقت أغلب المنافذ على الإرهابيين لنشر أفكارهم بالطرق التقليدية المعروفة كالمحاضرات والكاسيتات والكتب والمنشورات، وجدوا وسيلة أخرى أسهل في النشر وأسرع في الوصول إلى المستهدفين، وبذلك باستخدام الإنترنت.
وتكاد تنقسم مواقع الإنترنت التي ينشر فيها الإرهابيون فكرهم إلى مجموعة أقسام، بعضها مخصص لمنشوراتهم وبياناتهم وتسجيلاتهم، وهذا النوع يعلن بصراحة انتماءه للقاعدة. وبعضها يختبىء ضمن منتديات الحوار على الإنترنت، ويقدم نفسه على أنه موقع حر ينشر لجميع الأطياف، ولكن الواقع أنه لا ينشر إلا لتلك الفئة التي تؤيده وتدعم فكره. وثمة نوع آخر، وقد يكون الأكثر من بين المنتديات، وهو الذي يعلن الوسطية والدعوة إلى السلفية وغيرها من المفاهيم الدينية السائدة والمقبولة التي تجلب الزوار وتغري المتصفحين، ولتبديد الشكوك حول توجه الموقع، فإنه يسمح بنشر بعض المقالات البسيطة المناوئة للقاعدة عاطفيًا. ولكن حقيقة مثل هذه المواقع أنها تنشر التطرف الفكري وتبيح العنف في السلوك. ولهذا، فهي تغذّي الإرهاب بشكل غير مباشر تغذية مستمرة.
ونجد أن حصيلة هذا النوع من المواقع، التي بدأت تنتشر بكثرة على فضاء الإنترنت، هي مقالات وردود وحوارات مطولة تحوي تكفير مذهب معين أو فئة معينة من المسلمين وإخراجهم من الملة، وربما تتضمن هجومًا كاسحًا على بعض المسؤولين أو الجهات في المملكة خاصة، وتؤلب الناس ضد بعض الأشخاص أو بعض الأفكار من منطلقات عاطفية. والأسلوب المتبع في الهجوم شبيه بأسلوب القاعدة المتّبع في الجدل الذي ينتهي نهاية معروفة مسبقًا وهي الحكم المؤدلج بانتصار طرف وسقوط الطرف الآخر بالضرورة. على أن الانتصار والسقوط مجرد شعارات قائمة على دعاوى مفتعلة تخلو من المنطق.
ويلاحظ أن منهج الحوار المتبع هو منهج غريب يعتمد على الكذب وتزوير الواقع لجلب البراهين، ولا يتورع من استخدام الأدلة الدينية (من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة) في غير موضعها الصحيح لإيهام المتلقي أن هناك دليلا دينيًا يدعم فكر المتكلم ويؤيد رأيه. وللتوضيح، يمكن ضرب مثال بمن يرغب في منع الناس من ممارسة سلوك معين حتى لو كان طبيعيًا وفطرياً (كالضحك وممارسة الرياضة واقتناء الزهور والإعجاب بمفردات الطبيعة..إلخ)، فإنه يأخذ الجانب السلبي "المحتمل" لذلك السلوك حتى لو كان الاحتمال ضئيلا أو غير ممكن ثم يكبره على أنه حقيقة واقعية ويضخم من آثاره السلبية، ويورد أدلة عامة لاعلاقة لها بالموضوع تتعلق بمعلومات أساسية منها أن الإسلام يمنع الضرر ولا يقبل بوقوع التهلكة، وربما يضيف أدلة أخرى تدعو إلى اتباع ماهو مجرب وسالف وترك ماهو محدث وجديد، وأخذ رأي العلماء..إلخ.
ومع أن هذه الأدلة لا صلة لها بالقضية التي هي موضع النقاش، إلا أن حشد تلك الأدلة وربطها تعسفاً بالموضوع يوهم العامة وقليلي المعرفة بالدين أنها بالفعل أدلة تدعم توجه صاحب الموضوع. وقد أصبح من الشائع قبول مثل تلك الآراء في أوساط العامة لأنهم غير مدربين على النقاش والحوار العلمي. ولهذا، فلعل فتح المجال لمناقشة كثير من الآراء والأفكار المتطرفة ربما يعطي مجالا أفضل للناس للتعرف على طبيعة الفكر المتطرف وأساليبه في استغلال الجهلاء وكسب المتعاطفين.
وتكاد تنقسم مواقع الإنترنت التي ينشر فيها الإرهابيون فكرهم إلى مجموعة أقسام، بعضها مخصص لمنشوراتهم وبياناتهم وتسجيلاتهم، وهذا النوع يعلن بصراحة انتماءه للقاعدة. وبعضها يختبىء ضمن منتديات الحوار على الإنترنت، ويقدم نفسه على أنه موقع حر ينشر لجميع الأطياف، ولكن الواقع أنه لا ينشر إلا لتلك الفئة التي تؤيده وتدعم فكره. وثمة نوع آخر، وقد يكون الأكثر من بين المنتديات، وهو الذي يعلن الوسطية والدعوة إلى السلفية وغيرها من المفاهيم الدينية السائدة والمقبولة التي تجلب الزوار وتغري المتصفحين، ولتبديد الشكوك حول توجه الموقع، فإنه يسمح بنشر بعض المقالات البسيطة المناوئة للقاعدة عاطفيًا. ولكن حقيقة مثل هذه المواقع أنها تنشر التطرف الفكري وتبيح العنف في السلوك. ولهذا، فهي تغذّي الإرهاب بشكل غير مباشر تغذية مستمرة.
ونجد أن حصيلة هذا النوع من المواقع، التي بدأت تنتشر بكثرة على فضاء الإنترنت، هي مقالات وردود وحوارات مطولة تحوي تكفير مذهب معين أو فئة معينة من المسلمين وإخراجهم من الملة، وربما تتضمن هجومًا كاسحًا على بعض المسؤولين أو الجهات في المملكة خاصة، وتؤلب الناس ضد بعض الأشخاص أو بعض الأفكار من منطلقات عاطفية. والأسلوب المتبع في الهجوم شبيه بأسلوب القاعدة المتّبع في الجدل الذي ينتهي نهاية معروفة مسبقًا وهي الحكم المؤدلج بانتصار طرف وسقوط الطرف الآخر بالضرورة. على أن الانتصار والسقوط مجرد شعارات قائمة على دعاوى مفتعلة تخلو من المنطق.
ويلاحظ أن منهج الحوار المتبع هو منهج غريب يعتمد على الكذب وتزوير الواقع لجلب البراهين، ولا يتورع من استخدام الأدلة الدينية (من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة) في غير موضعها الصحيح لإيهام المتلقي أن هناك دليلا دينيًا يدعم فكر المتكلم ويؤيد رأيه. وللتوضيح، يمكن ضرب مثال بمن يرغب في منع الناس من ممارسة سلوك معين حتى لو كان طبيعيًا وفطرياً (كالضحك وممارسة الرياضة واقتناء الزهور والإعجاب بمفردات الطبيعة..إلخ)، فإنه يأخذ الجانب السلبي "المحتمل" لذلك السلوك حتى لو كان الاحتمال ضئيلا أو غير ممكن ثم يكبره على أنه حقيقة واقعية ويضخم من آثاره السلبية، ويورد أدلة عامة لاعلاقة لها بالموضوع تتعلق بمعلومات أساسية منها أن الإسلام يمنع الضرر ولا يقبل بوقوع التهلكة، وربما يضيف أدلة أخرى تدعو إلى اتباع ماهو مجرب وسالف وترك ماهو محدث وجديد، وأخذ رأي العلماء..إلخ.
ومع أن هذه الأدلة لا صلة لها بالقضية التي هي موضع النقاش، إلا أن حشد تلك الأدلة وربطها تعسفاً بالموضوع يوهم العامة وقليلي المعرفة بالدين أنها بالفعل أدلة تدعم توجه صاحب الموضوع. وقد أصبح من الشائع قبول مثل تلك الآراء في أوساط العامة لأنهم غير مدربين على النقاش والحوار العلمي. ولهذا، فلعل فتح المجال لمناقشة كثير من الآراء والأفكار المتطرفة ربما يعطي مجالا أفضل للناس للتعرف على طبيعة الفكر المتطرف وأساليبه في استغلال الجهلاء وكسب المتعاطفين.