الثلاثاء، أبريل 20، 2010

أطفالنا و الألعاب الإلكترونيه

الآن وقد اقتربت عطلة العام الدراسى يشعر الكثير من الآباء بالقلق بسبب الفراغ الذي يجد فيه الطلبة خاصة الصغار منهم،حيث أنه بعد أسبوع حافل بالنشاط والعمل، يجد الطفل نفسه تائها وسط فراغ عريض مما يجعله يلجأ إلى ملأ هذا الفراغ عن طريق اللجوء إلى الألعاب الالكترونية ، وقد انتشر استخدام هذه الألعاب وأصبح لها دور رئيس في جميع تعاملات الفرد اليومية مما جعل الحد منها أو منعها أمر صعب للغاية إن لم يكن مستحيل. وتعاني العديد من الأسر في فترة العطلات من زيادة تعلق الأبناء بأجهزة الحاسوب والانترنت والألعاب الالكترونية، والجلوس أمام هذه الأجهزة لمدة طويلة خاصة الذين تراوح أعمارهم بين (8 و13) عاماً. وقد أصبحت عبارة إدمان الانترنت والألعاب الإلكترونية من المصطلحات التي تعودنا على سماعها خلال الفترة الأخيرة. الأمر الذي جعل العديد من المختصين يتحدثون عن هذه المشكلة التربوية والصحية في العديد من المنابر.
وكما يرى المختصون أن الطفل يتأثر بكل ما يدور حوله خاصة في مقتبل العمر حيث تمر أمامه صور الألعاب الالكترونية وأحداثها، فهي تخاطب عقله الباطني، وتخلق نوع من الألفة معه، فيتشبع بما تنقله من سلوكيات ورسائل سلبية ويعتاد عليها، وتصبح مألوفة لديه حتى لو كانت تعبر عن أشياء مخالفة لما تربى عليه من قيم وتعاليم، خاصة عند الأخذ في الاعتبار أن بعض هذه الألعاب يعمل علي التأثير في العقائد الدينية وتدفع الطفل على القيام بأفعال تنافي عقيدته، دون وعي أو إدراك منه مثل السجود لبعض شخصيات الألعاب، أو ارتكاب سلوكيات تخالف القانون، وهنا لا يستطيع الطفل منعها أو الاعتراض عليها، فهو في أثناء اللعب يشعر بالحماس والتأثر والاندماج في اللعبة فيعيش معها ويرتكز تفكيره في الفوز وتحقيق الهدف، ثم تنتقل هذه الصور فيما بعد إلى عقله الواعي وتصبح من سلوكه المألوف، وهنا يقف الأب مستغربا عن كيفية اكتساب ابنه لهذه السلوكيات السلبية والمفاهيم الخاطئة ، لحظتها يكون الطفل قد وصل مرحة الإدمان ويصعب التعامل معه وإنقاذه من براثن اللعبة.
ومن أبرز سلبيات الألعاب الإلكترونية تعود الطفل على الكذب ليبرر أسباب جلوسه الطويل أما الحاسوب أو التلفاز وكذلك امتناعه عن مشاركة الأسرة في الأنشطة والاهتمامات الأسرية كما يجد الطفل صعوبة في التوقف عن استخدام الألعاب حتى ولو أصابه النعاس أو التعب كما يتأثر وقت نومه وميعاد تناول وجباته الأمر الذي سوف ينعكس سليا على تحصيله الدراسي ، وستكون قمة المشاكل عندما يطلب من الطفل أداء عمل معين أو التوقف عن اللعب. كما أنها تغرس في الطفل الإحساس السلبي بالانتماء فهو يخلق عالمه الخاص وينعزل عن الأسرة ولا يشعر بما يدور حوله. وكذلك يهمل الطفل العناية الشخصية حيث تجده يلعب وإلى جواره بقايا الطعام والأطباق والأواني التي تناول فيها طعامه. ومن الناحية الاقتصادية يصرف الطفل كل مصروفه في شراء الأجهزة والألعاب الإلكترونية. ولكن بالرغم من كل هذا لا يجب إغفال الدور الإيجابي لهذه الألعاب فهي تساعد على تنمية القدرات العقلية والخيال والإبداع لدى الطفل وتعمل على تزويده بالمعلومات المفيدة وزيادة إدراكه وتنمية مهارات التواصل لديه. كما أن علماء التربية يرون أن الألعاب الإلكترونية هي شر أفضل من مشاهدة التلفاز نسبة لأن الطفل في تعامله مع التلفاز يكون مستقبلاً فقط، بينما يكون ايجابياً في التعامل مع الألعاب، بينما يكتسب العديد من المهارات اللغوية والإبداعية .