السبت، فبراير 20، 2010

مرضى الصرع والزواج الناجح

قبل أن نتساءل عن قدرة مرضى الصرع على القيام بمسؤوليات الزواج وتكوين الأسرة علينا أن نعرف بعض المعلومات العامة عن مرض الصرع نفسه والزواج والذي هو عقد مشاركة بين الرجل والمرأة وأول لبنات تكوين الأسرة ولذلك كان حقاً مكتسباً لكل إنسان ويواجه كثير من المقدمين على الزواج العديد من الصعوبات المادية والاجتماعية وبعض الأحيان الصحية، إلا أن المريض يعاني من السمة التي تلاحقه مسببة العائق الذي قد يسبب الرفض، وذلك لوجود السمة الملازمة لمرضه وليس المرض ذاته.
فالصرع مرض مزمن يصيب (8) أشخاص من كل (1000) عند أكثر شعوب العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. والصرع أنواع عدة كالجزئي والمركب والعام مما يؤدي إلى تشنجات مركبة أو حسية وقد يصاحبها فقدان للوعي. لذلك يتوجب على هؤلاء المرضى أخذ العلاج بصفة دائمة للسيطرة أو للتخفيض من النوبات مما يمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مع أخذ بعض الاعتبارات كأي شخص يعاني من مرض مزمن.
لا يخفى على الجميع الشخصيات المشهورة من المصابين بالصرع عبر العصور والذين تركوا بصمات في التاريخ، أمثال: هرقل، يوليوس قيصر، الإسكندر المقدوني، نابليون بونابرت، إسحاق نيوتن، باسكال، ألفرد نوبل، فنسنت فان كوج، بيتهوفن، والكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم من الذين قهروا صعوبات المرض والسمة التي لازمتهم من مجتمعاتهم وجعلوا التاريخ يخلدهم.
غالبية مرضى الصرع المتزوجين يقومون بواجباتهم الزوجية على أكمل وجه كأي إنسان آخر من دون تقصير. إن مراعاة احتياجاتهم الخاصة وأهمها انتظام العلاج والنوم هي أساس استقرار حالتهم وهي من أبسط الحقوق الزوجية.
قد يتساءل البعض عن توريث المرض للأجيال التالية، وهذا نادر جداً إذ يحدث فقط في بعض الحالات الوراثية ذات الجينات السائدة التي تمثل أقل من 1% من الصرع مجملاً.
وكما يتبادر لذهن الكثير أن علاجات الصرع قد تؤدي إلى تشوهات خُلقية للأجنة وهذا مرتبط بنوع العلاج وتفادي أمور كهذه - لا قدر الله - قائم على التخطيط السليم للحمل مع الطبيب المعالج والمتابعة الطبية.
تفكير وسلوك كثير من مرضى الصرع لا يختلف كثيراً عن معظم الناس مع وجود صراع السمة من المجتمع والتي تلازم المصاب بالصرع وتؤثر سلباً على حياته الدراسية والعلمية والاجتماعية، وهي مربوطة بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
تقبل المجتمع للإنسان المصاب من خلال فهم المرض يزيل كثيراً من العقبات التي يواجهها هؤلاء الناس، بالإضافة إلى عقبات الحياة العصرية. وهذه مسئولية مشتركة تقع على عاتق الإعلام والرعاية الطبية مع المجتمع بأسره