يعتقد الكثير من الناس أنهم مصابون بالتهاب الجيوب الأنفية. ويراجع مرضى عيادة أطباء الأنف والأذن والحنجرة مشتكين من أن لديهم "الجيوب الأنفية". في حقيقة الأمر، توجد الجيوب الأنفية لدى كل الناس. وهي كأي عضو من الممكن أن تصاب بالالتهاب. وليس أي احتقان في الأنف أو صداع في الرأس عائدا للجيوب الأنفية. الجيب الأنفي عبارة عن تجويف هوائي في عظم الجمجمة. ويوجد أربعة أزواج من الجيوب في الجمجمة. ولا يعرف وظيفة واحدة معروفة للجيوب الأنفية. إلا أن وجودها حول العين وفي مقدمة الرأس يوحي بأن لها دورا في حماية العين والمخ من الصدمات تماما كما هو دور الوسادة الهوائية الواقية من الصدمات في السيارات الحديثة. فسبحان الله على حسن خلقه. ويجب أن تتم معالجة الهواء المستنشق وذلك بتنقيته من الشوائب والعوالق وتثبيت درجة حرارة الهواء عند 37درجة مئوية ورطوبة ثابتة قبل دخوله إلى الرئة. وتتم هذه الوظائف كلها في تجويف الأنف. ويتم دخول الهواء للجيوب الأنفية قبل دخوله إلى الرئتين مما يزيد من المساحة التي تسمح بمعالجة الهواء. ويدفع الهواء إلى فتحات الجيوب الأنفية زوائد لحمية تسمى القرين الأنفي. وتشبه المحركات المعلقة بجناح الطائرة. وهي أيضاً تزيد من المساحة اللازمة لتعرض الهواء للغشاء المخاطي الأنفي قبل دخوله إلى الرئة. ويتراوح حجم هذه الزوائد حسب الحاجة ويتم التحكم بحجم هذه الأنسجة وبالتالي بكمية الهواء المفلتر بطريقة معقدة جداً. وتصاب هذه المساحة الهائلة من الأغشية المخاطية بنوعين رئيسين من الأمراض. الأول هو الإلتهاب الخمجي (الإنتاني) سواء كان السبب جرثومي أو فيروسي أو فطريات. والنوع الثاني هو الحساسية. ويعتبر العلاج الأساسي للحساسية هو الوقاية من الأسباب المؤدية للحساسية رغم الصعوبة من تطبيق هذا الشرط. ويعتبر غسيل الأنف كما هو في الاستنشاق للوضوء أفضل وسيلة للتخلص من العوالق المثيرة للحساسية. ويجب غسيل تجويف الأنف بشكل كامل ويومياً للتخلص من الشوائب المسببة للحساسية. ومن المفضل إضافة ملعقة من الملح الخشن لكأس من الماء واستخدام حقنة لدفع الماء في جوف الأنف. ويمكن غسيل الأنف في كل مرة يتوضأ فيها الإنسان. ويتم وصف البخاخات المضادة للحساسية التي تحتوي على كمية ضئيلة جداً من الكورتيزون لا تدخل الدورة الدموية وبالتالي لاتسبب أعراضاً جانبية. ويجب التأكد من التشخيص وذلك بإجراء الأشعة المقطعية لمعرفة حالة الجيوب الأنفية.