إن من الطبيعي أن يكون ضغط الدم في الطرف السفلي من الجسم (القدمين) اعلى قليلا من قياسه في الطرف العلوي (الذراعين) وذلك لاسباب تتعلق بفسيولوجيا الاوعية الدموية وديناميكية الدم، ولكن انخفاضه مقارنة بقياس ضغط الدم في الذراع يتعلق غالبا بامراض شرايين الطرف السفلي ولهذه المقارنة معيار قياسي يسمى "معيار الكاحل والذراع" "ankle brachial index واختصارا يرمز له ABI حيث يتم حسابه بقياس النسبة بين الضغط الانقباضي في القدم وتقسيمه على الضغط الانقباضي في الذراع فاذا كانت النسبة بينهما اقل من 0.9فالمريض لديه انسداد في شرايين الطرف السفلي ويجب ان يناقش هذه النتيجة ومعناها وتبعاتها مع الطبيب المعالج، ودرجة هذا الانسداد في شرايين الطرف السفلي ونوعه وموضعه تختلف من حالة لأخرى ومن وقت لآخر في نفس المريض وتعتمد على عوامل متعددة، ولتبسيط المفهوم السابق نضرب هذا المثال: فاذا كان (س) من الناس ضغطة الانقباضي عند الكاحل الايمن 100ملم من الزئبق (وهي القيمة العليا من الشريانين الامامي DP والخلفي PT للكاحل الايمن) وقياس الضغط الانقباضي في الذراع 150ملم من الزئبق (القيمة العليا من الذراعين الايمن والايسر ) فأن معيار الكاحل والذراع "ABI الايمن" اعلاه يحسب كالتالي 0.7= 100/150وهي نسبة غير طبيعية وتحتاج للنقاش مع الطبيب المعالج، وهذا الفحص يعتبر فحصا بسيطا وغير مكلف ماديا، ويمكن اجراؤه في العيادة، ولايحتاج لاكثر من جهاز قياس الضغط وسماعة صوتية (Doppler(stethoscope، ودقة هذه الطريقة فائقة في تشخيص المرض او نفيه فلديها دقة ايجابية في اثبات المرض 95% ودقة سلبية في نفي المرض 100%. ولهذا القياس تفاصيل معينة يعرفها الاطباء .وهو يؤخذ للجانبين الايمن والايسر ويمكن متابعة تطوره في نفس المريض خلال زياراته المتتابعة في العيادة.
وتكمن خطورة امراض انسداد شرايين القدم بان مخاطر حدوث جلطات القلب والرأس ونسبة الوفيات القلبية تزداد الى 6اضعاف مقارنة بمن ليس لديهم امراض في شرايين القدم خلال السنوات العشر القادمة ابتداء من وقت التشخيص وذلك لان العوامل المسببة لجلطات القلب والرأس مثل مرض السكري وارتفاع الضغط والتدخين وارتفاع الكولسترول هي نفس العوامل المسببة لانسداد الشرايين في الاطراف السفلية، بل وتجد ان اغلب المرضى المصابين بانسداد الشرايين في الاطراف السفلية في الغالب لديهم امراض مصاحبة في شرايين القلب أوالرأس أو كلاهما حتى ان دراسة (REACH ) التي تتضمن اكثر من 86000مريض في 44دولة في العالم وجدت ان نسبة الوفيات خلال سنة واحدة من امراض انسداد شرايين الارجل في الحالات المتقدمة
تساوي في بعض الحالات نسبة الوفيات في المراحل المتوسطة من سرطان القولون DUKE B، ومما يزيد الامر صعوبة في التشخيص المبكر ان اغلب المرضى ليس لديهم اعراض مرضية يشتكون منها حيث ان 60% من المرضى المصابين بسدد في شرايين الارجل ليس لديهم اعراض تدعوهم لزيارة الطبيب وهذه النسبة ترتفع الى ارقام اعلى بكثير بالنسبة للمرضى المحليين وبالذات في مناطق وجود وانتشار مرض السكري وهذه النسبة بكل تأكيد تتزايد مع تقدم العمر. اما بالنسبة لحجم هذه المشكلة فهي تختلف من بلد لآخر ولكن الارقام المحلية تدل على انها في حدود 8- 10%.
ولذلك ينصح بقياس ABI دوريا في:
1- مرضى السكر وتسجيل ذلك في الملف بغرض المتابعة.
2- من لديه احد العوامل التالية: التدخين، ارتفاع الضغط المزمن، ارتفاع الكولسترول المزمن، التاريخ العائلي المبكر للجلطات.
3- من لديهم آلام في الارجل عند المشي او تقرحات مزمنة بدون سبب واضح او المشي المتقطع مع الألم مع اعراض اخرى مصاحبة معروفة للاطباء.
4- من لديهم بعض انواع العجز الجنسي لدى الرجال.
5- مرضى القصور الكلوي المزمن.
6- الرجال فوق الاربعين سنة والنساء بعد انقطاع الطمث.
وخطورة انسداد شرايين القدم واهمية الوقاية منها واكتشافها المبكر تحتم معاملة هذا المرض على انه مكافئ لامراض شرايين القلب فعلاجه المبكر والتحكم في العوامل المسببة له من الاسباب الواقية باذن الله من جلطات القلب والرأس والوفيات المبكرة وعمليات بتر الارجل في مرضى السكر. وقد اثبتت الدراسات الطبية العلمية المتتالية ان نشر الوعي الصحي عن هذا المرض للاطباء والمرضى على حد سواء يقلل من نسبة الوفيات المبكرة وجلطات القلب والرأس ونوعية الحياة المستقبليه QOL بإذن الله وذلك ببساطة لان هذه الامراض تشترك في العوامل المسببة لها .
طرق علاجه
اما بالنسبة لطرق علاجه فهي متوفرة ومعروفة عند المتخصصين وهي اما بالادوية او بالقسطرة او بالجراحة