الأحد، فبراير 07، 2010

أدوار جديده تلعبها التقنيه فى حياتنا

يمكن أن تستمر التقنية عموما - وعلى الأخص الشبكة وخدماتها المتجددة - في مواصلة تقديم البدائل عن بعض ما استقر عليه المجتمع الفعلي من عادات واساليب اتصال في علاقات انسانية متشعبة؟ السؤال قد يبدو غريبا ولكن كثيرا من الممارسات على الشبكة اليوم هي في حقيقتها بدائل لعادات وطرائق كانت سائدة. ولو تأملنا لوجدنا ذلك التوجه بات واضحا في حجم واتجاهات حركة الرسائل الالكترونية ، عادات القراءة، نمو الشبكات الاجتماعية كميا ونوعيا. لقد اصبح مألوفا اليوم ان تأتيك رسالة بريد الكتروني تحمل بطاقة معايدة الكترونية متحركة واحيانا يصحبها ملف صوتي في حين كانت رسائل التهاني والمعايدة حتى وقت قريب تتنقل بالنمط التقليدي ومعها باقة ورد تستطيع ان تلمسها وتشمّها وتحتفظ بها.
هل سيأتي يوم قريب نبدأ فيه بتقبّل ونتبادل التهاني وحضور حفلات الزواج في صالة افتراضية من خلال كاميرات متصلة بالشبكة، أم نتوسع اكثر ونشارك في مناسبات العزاء والدفن عن بعد كما يحصل اليوم في بعض بلدان اوروبا والولايات المتحدة من خلال تطبيقات الشبكة عبر مواقع مثل http:// otrib.com
او خدمات
http:// Tributes.com حيث يمكنك التعزية والمشاركة وتسجيل كلمات رثاء ليحفظها الموقع ذكرى للتاريخ. نعلم أن المواقع الالكترونية تقدم "كل" شيء ونتعامل يوميا معها في اجراءات مصرفية وتعليمية واتصالية وايضا للتسلية والترفيه حتى بعض العادات السخيفة والمثيرة لها على الشبكة مجال مثل مواقع تعليم الكذب على الزوجات واساليب الغش في المدرسة والرياضة، وتعليم السحر والشعوذة وحتى كيف يمكن التلاعب بشخصية رئيسك في العمل للحصول على اجازة او مكافأة؟
كل هذا يعني أن البدائل التقنية والاتصالية قادمة على مختلف الأصعدة فهل استوعبت الثقافة الشعبية هذه النقلات في الاتصال والتواصل ام انها ستحتاج المزيد من الوقت حتى يصبح شباب النت اليوم هم صناع القرار عمّا قريب وحينها سيفصلّون القرارات بما يلائم عصرهم وتطلعاتهم؟
وحيث لم نعد بمعزل عن تأثيرات واستخدامات التقنية فلا بد من السؤال عن مستقبل نظرتنا للتقنية كمنجز علمي سيقودنا في النهاية الى التوسع في استخدماتها في اشياء لم تكن تخطر على البال. والدليل أننا بدأنا شيئا من ذلك في محيطنا الاجتماعي ما قرأناه قبل فترة عن قصة عقد قران عريس وعروسه سعوديين تمّت عبر القارات من خلال خدمات المسنجر. وقبل ذلك علمنا أن محاكم اسلامية اجازت صيغة الطلاق عبر رسائل الهاتف الجوال ، بل لقد عوتب (فقط) خطيب جمعة قبل أكثر من سنتين لأنه اصطحب "اللاب توب" معه بدلا من الاوراق لالقاء خطبته . ترى.. ماذا سيحدث لو قام خطيب جديد اليوم بتقديم خطبة الجمعة باستخدام شرائح "بور بوينت" للايضاح وتوظيف التقنية لجذب الانتباه لتحقيق غرض اساس في خطبة عيد المسلمين الأسبوعي.