الثلاثاء، يونيو 02، 2009

الإجهاض المتكرر

إن فقدان الحمل قبل الأسبوع ال 20هو ما يسمى بالإجهاض، ويحدث بنسبة 10- 15% بين الحوامل ويعد متكررا عند حدوث ثلاثة ( أو أكثر) اجهاضات تلقائية متتالية، و يحدث بنسبة 1%. و من المؤسف أن امرأة من كل خمس نساء ممن حدث لهم اجهاضان متتاليان يحدث لهن إجهاض ثالث لذلك ننصح بالبحث عن أسباب الإجهاض بعد حدوث اجهاضين متتاليين مع تكييف طرق الفحص وفقا للحالات الفردية .
أسباب الإجهاض المتكرر منها:
1- الأسباب الوراثية و الجينية(3%)، مما يستوجب عمل تحليل الكر وموسومات (الصبغيات الوراثية) للأبوين حيث أن 3-5% من أحد الزوجين يكون لديه انتقال صبغي متوازن، وهو انتقال قطعة صبغية من كروموسوم و تثبيتها على كروموسوم آخر لا يماثله وهو لا يؤدي إلى ضرر على حامله و لكن عند حدوث الحمل فإن50% من الأجنة قد تصاب بالأنتقال الصبغي غير المتوازن (نقص أو زيادة في الصبغة الوراثية) مما يؤدي إلى الإجهاض، و 50% من الأجنة قد تكون طبيعية و تنتهي بولادة طفل طبيعي. و يعتبر تشخيص ما قبل زراعة الأجنة PGD باستخدام علاج أطفال الأنابيب من أحدث طرق العلاج الطبي المتوفر لمثل هذه الحالات، حيث أنه في حالة حدوث الحمل عن طريق هذا العلاج فإن فرصة أن يكون الجنين طبيعيا هي 97-98%.
2- إن 22% من النساء (اللاتي يجهضن ما بين الشهر الثالث إلى السادس من الحمل) لديهن مشكلة في التكوين الرحمي ويمكن عمل منظار استكشافي للرحم لتشخيص العيوب الخلقية وإصلاحها، وهذا قد يسمح بإكمال فترة الحمل المستقبلي للشهر التاسع كما ان ضعف عنق الرحم قد يكون مسببا آخر للإجهاض في هذه الفترة، وعملية ربط عنق الرحم قد تقلل نسبة حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة في الحمل المستقبلي.
3- الاضطرابات الهرمونية وتشكل ما نسبته (20%) التي تشمل مرض السكري و أمراض الغدة الدرقية غير المنضبطة لا بد من علاجها قبل محاولة الحبل وتعتبر متلازمة تكيس المبايض من الأسباب الهرمونية الشائعة نسبياً بين هذه الفئة و لا توجد دلائل علمية كافية حاليا تثبت أن استخدام العقاقير المثبتة للحمل أو علاج ارتفاع هرمون الحليب تمنع حدوث الإجهاض.
4- أن مشكلة تأخر الحمل لأكثر من سنة توجد لدى 3025% من اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر، و عادة تكون بسبب مشاكل في الإباضة 5مشاكل تخثر الدم والقابلية لحدوث التخثر قد تؤدي إلى إجهاض متكرر أو قصور في أداء المشيمة مما يؤدي إلى تعقيدات الحمل. أحد مسببات زيادة تخثر الدم هو متلازمة (antiphospholipid anti body syndrome) (هذه المتلازمة قد تشمل وجود أجسام مضادة لجدار الأوعية الدموية مع وجود تعقيدات حمل سابق أو حدوث جلطات دموية سابقة). هذه المتلازمة موجودة عند 10% من النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر و لديهن فرصة إنجاب طفل حي بمعدل 10% من غير أي علاج طبي، أما في حالة استخدام العلاج الطبي (أسبرين وحقن مسيلة للدم) فإن فرصة إنجاب طفل حي تتحسن بصورة كبيرة.
6- من أكثر أسباب الإجهاض المتكرر جدلا هو المشاكل المناعية (alloimmunity) المداواة بالتمنيع (العلاج المناعي) الذي قد يشمل التمنيع باستخدام خلايا الزوج المناعية أو الخلايا المناعية لمتبرع أو الغلوبيولين الممنع الوريدي (IVIG) في حالات الإجهاض المتكرر غير المعروف السبب، لا تزيد فرصة إنجاب طفل حي. و تعتبر دراسة الخلايا الطبيعية القاتلة لا تزال ضمن البحث التجريبي.
7- نسبة كبيرة من حالات الاجهاض المتكرر لا تزال غير معروفة السبب(40%) حتى بعد إجراء جميع الفحوصات الطبية. هذه الفئة لديها فرصه ممتازة تصل إلى 75% لإنجاب طفل حي من غير استخدام أي علاج طبي ومع الدعم النفسي فقط. هذه الفرصة تقل مع تقدم عمر المرأة و مع ازدياد عدد الأجهاضات السابقة. وتعتبر النسبة أفضل بكثير لمن سبق لها استمرارية الحمل والولادة.
إن حدوث الإجهاض المتكرر يعد مشكلة كبيرة ويجب أن تؤخذ المشكلة بعين الاعتبار من قبل الطبيب المعالج، و إجراء الفحوصات اللازمة لعمل التشخيص المناسب هو الطريق للعلاج المناسب بإذن الله.