الاثنين، يونيو 22، 2009

المناعه و أمراض الفم و اللثه

تعرف المناعة بانها القوة التي يكتسبها الانسان ليقاوم الامراض والعدوى ويتغلب عليها وهي دفاع الجسم ضد غزو الجراثيم والفيروسات التي تسبب المرض وتصنف المناعة في جسم الانسان الى نوعين : المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة.المناعة الطبيعية المناعة الطبيعية في جسم الانسان هي وسائل للدفاع ضد الامراض منذ الولادة وتشمل الجلد الذي يغطي الجسم كله بما في ذلك جهاز التعرف كمان ان الفوهات الطبيعية في جسم الانسان كالانف والفم والاجهزة التناسلية تشكل طريقا تسكله الجراثيم للدخول الى اجسامنا ولحسن الحظ انها جميعا مغطاه بالاغشية المخاطية التي تشكل جزءاً مهما من المناعة الطبيعية ضد الامراض.الى جانب الجلد والاغشية المخاطية فان المناعة الطبيعية تقوم على العمل النشيط والدائم لكريات الدم البيضاء فاذا ما تخطت الجراثيم حواجز الدفاع الاولى في الجسم لتصل الى الدم او انسجة الجسم الاخرى عندها تقوم عدة انواع من كريات الدم البيضاء بالاحاطة بالجراثيم وتبتلعها ثم تفتك بها وتحللها وتعدمها داخل الخلية وتسمى هذه العملية بالبلعمة اضافة الى ذلك فان كريات الدم الحمراء التي تقوم وظيفتها الاساسية على نقل الاوكسجين وتوفيره لكافة انحاء الجسم فان لها دور ثانوي مساعد لكريات الدم البيضاء في تقوية المناعة الطبيعية لجسم الانسان.
المناعة المكتسبة
هذا النوع من المناعة يتم اكتسابه بعد تعرض الجسم لاحد انواع الجراثيم لاول مرة حيث يتم خلال عملية البلعمة السابقة الذكر التعرف على خواص هذه الجراثيم من قبل الخلايا المناعية اللمفاوية ويتم تكوين وافراز اجسام مضادة نوعية يمكن افرازها بكميات كبيرة وبشكل سريع اذا ما تعرض الجسم لهذه الجراثيم مستقبلا اضافة لذلك فان التحصن بواسطة اللقاحات المختلفة عند الاطفال واليافعين تعتبر طريقة هامة جدا وآمنة للحصول على المناعة المكتسبة .
انتقال الجراثيم
تنتشر الجراثيم والفيروسات في كل مكان : في الهواء وعلى سطوح الاجسام التي نلمسها بما في ذلك المصافحة والتقبيل ! وفي الطعام والشراب وعلى الجلد وفروة الرأس وتحت الاظافر والاجهزة التناسلية كما انها موجودة داخل الفم وفي اللعاب ان انتشار الجراثيم والفيروسات الواسع بهذا الشكل يستدعي الحذر الشديد طيلة الوقت والعناية القصوى بالنظافة الشخصية لكافة الاشخاص خاصة الاطفال والمسنين.يقوم اللعاب بدور سلبي في نقل العدوى على نحو ما ذكرت غير ان له دور ايجابي في جرف الجراثيم التي تدخل الجسم عن طريق الطعام لينقلها الى المعدة وعندها يمتزج اللعاب بالعصارة المعدية التي تحتوي على حمض الهيدروكلوريك الذي يقضي على نسبة كبيرة من الجراثيم التي تصل المعدة ان انتقال الجراثيم والفيروسات عن طريق الجهاز التنفسي او الجهاز التناسلي يستدعي بحثا مفصلا اخر لا مجال هنا للحديث عنه .
التغذية وجهاز المناعة
ان الغذاء المتوازن الذي يحتوي العناصر الاساسية الثلاث البروتينات والنشويات والالياف هو خير سبيل لتقوية جهاز المناعة البروتينات موجودة في اللحوم الحمراء والبيضاء الخالية من الدهن وفي السمك والبيض والاجبان والحليب وجميعها تعيد بناء الخلايا التالفة وتقوي بنية الجسم والعضلات النشويات موجودة في الخبز والبطاطا والأرز والبقول وتمد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية المطلوبة لممارسة كافة الانشطة اما الالياف الموجودة في الخضار والفواكه بكافة انواعها فهي المصدر الرئيسي للمعادن والفيتامينات اضافة لاهميتها في تنشيط حركة المعدة والامعاء ومكافحة الامساك وسرطان القولون ان العناصر الغذائية الثلاث المذكورة اعلاه تتعاون معها لبناء الجسم ومدة بالطاقة وتقوية جهاز المناعي ومن المهم الاشارة الى بعض انواع الغذاء الذي يقوي جهاز المناعة مثل : الحمضيات لاحتوائها على فيتامين C وزيت الزيتون لاحتواءه على عناصر مضادة للاكسدة وكذلك الثوم والبصل والموز والتمر والفول والعدس ذات القيمة الغذائية العالية وغيرها مما يوصي به خبراء الغذاء الصحي.
ما يعيق جهاز المناعة
ان الانهاك في العمل لساعات طويلة والتعرض المستمر للتوتر والاجهاد الجسمي او العقلي واضطراب النوم وانخفاض ساعاته والتعرض للبرد الشديد جميعها امور تعيق عمل قوى المناعة الحيوية في جسم الانسان ومما يزيد الامور سوء التدخين بكل اشكاله وتناول المشروبات الكحولية وكذلك المنبهات التي تحتوي على الكفايين من مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية كما ان الدراسات اثبتت ان السكر والمشروبات المحلاة يمكن ان تثبط عمل الكريات البيضاء في مكافحة الجراثيم وبالتالي تعيق عمل جهاز المناعة الطبيعية ويتضاعف الامر عند المصابين بالسكري حيث ينخفض جهاز المناعة عندهم الى مستويات متدنية كما ان المرضى الذين يتناولون ادوية الستيرويد الكورتيزون واولئك المصابين بالايدز تنعدم عندهم المناعة بشكل شبه كامل
المناعة والوقاية داخل الفم
ان كل ما يدعم مناعة الجسم ومقاومته للامراض بشكل عام يفيد في تقوية المناعة داخل الفم للمحافظة على انسجة الفم واللثة والاسنان بشكل صحي وسليم وباتباع الامور التالية : * المحافظة على نظافة الفم بتفريش اللثة والاسنان واللسان بعد كل وجبة طعام وتجنب الاكل بين الوجبات ليبقى الفم نظيفا باستمرار اضافة لذلك من الضروري استعمال المضامض وغسولات الفم خاصة قبل النوم .* الامتناع او الاقلال قدر الامكان من تناول الحلويات والشوكلاته والمعجنات التي تلتصق على سطوح الاسنان وتسبب النخر التسوس وتناول الفواكه والخضار الطازجة الغنية بالالياف والفيتامينات بدلا عنها.* تناول الحليب ومشتقات الالبان لانها تقوي بنية الاسنان والعظام وتجنب تناول المشروبات الغازية والعصائر الصناعية المحلاة وشرب الماء بكميات كافية يوميا .* جلي اسنان الاطفال واليافعين بالفلورايد جل ويقوم بذلك طبيب الاسنان مرتين سنويا وهذا يفيد في زيادة مقاومة الاسنان للنخر * الامتناع عن التدخين بكل اشكاله وكذلك المشروبات الروحية لانها جميعا تسبب الاحتقان اللثوي وتهيج انسجة الفم وقد تؤدي الى تشكل آفات سرطانية او ما قبل السرطان * زيارة طبيب الفم واللثة والاسنان مرتين سنويا لتجريف الرواسب ما تحت اللثة ولازالة اللويحة الجرثومية البلاك ومعاينة انسجة الفم جميعها والتركيبات السنية والاطمئنان على سلامتها .* اذا ما لاحظ المريض او طبيب الاسنان اية اورام او تقرحات على انسجة الفم او احتقان او تضخم في اللثة او ظهور رائحة كريهة من الفم فمن الضروري معالجتها بفعالية واهتمام قبل ان تستفحل .* ان ممارسة الرياضة بانتظام وتفعيل النشاط البدني تعتبر امورا هامة جدا لتقوية جهاز المناعة في جسم الانسان ومقاومته للامراض وسأتناول الحديث عن هذا الموضوع في مقال اخر مستقبلا.