عند الحديث عن حساسية الطعام والتي تتراوح نسبتها من 2 8% حسب الفئة العمرية ودرجة التأكد من تشخيص الحساسية ومن مثيراتها الشائعة بعض المضافات الغذائية وبعض الأطعمة مثل الشوكولاته ومنتجات الألبان والبيض والمحار والفراولة والقمح فإن البداية دائماً ما تكون بالحديث عن هذا النوع من الحساسية عند الأطفال، ونقصد تحديداً الرضع من الأطفال، وهو ما يقودنا إلى حليب الأم في نهاية المطاف .
حليب الأم وإن جاء في النهاية ولكنه هو في بداية الحياة لذلك من الأهمية بمكان أن نفرد له الصفحات حيث وجد العلماء حديثاً وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن الغذاء التام للطفل هو من حليب أمه، وأن هذا الغذاء لا يكتمل إلا إذا أرضعت الأم ابنها سنتين كاملتين وقد وجدالعلماء منافع عظيمة لحليب الأم، فالأجسام المناعية اكتُشفت أولاً في حليب الأم، وهي أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات بأنواعها، بل أن العلماء وجدوا أن كمية البكتيريا في أمعاء الطفل الذي يتغذى على حليب البقر أكبر بعشرة أضعاف من تلك الموجودة في أمعاء الطفل الذي يرضع من صدر أمه. وحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن حليب الأم يحوي نسباً طبيعية من البروتين والسكريات والدسم، وهذه النسب يصعب التحكم فيها في حليب البقر وغيره، عدا عن أن حليب الأم دائماً يخرج بدرجة الحرارة الصحيحة والمناسبة للطفل، وأن الرضاعة الطبيعية تكسب الطفل ارتباطاً نفسياً مع أمه. إذاً هو نداء لكل أم أن تحمي طفلها من أخطار قد يسببها الجهل وقصور المعرفة والحماية من الأمراض بما فيها حساسية الطعام وغيره هي في حليب الأم.