التعود والإدمان:
أن الحبوب المنومة ليست حلاً للأرق المزمن، حيث تفقد الجرعة التي يتناولها المريض فاعليتها مع الوقت، ويحتاج المريض إلى جرعات أكبر. كما أن التوقف المفاجئ عن الحبوب المنومة يسبب عودة شديدة للأرق.
وفي بعض الحالات المرضية الحادة نصرف الحبوب المنومة بحيث لا يتجاوز الاستخدام عدة أيام. وفي حال احتاج المريض الحبوب لفترات طويلة فإنني أوجه المرضى باستخدام العلاج ثلاث ليالي في الأسبوع كحد أقصى حتى لا يتعود الجسم على العلاج.
التأثير على اضطرابات النوم الأخرى:
قد تؤثر الحبوب المنومة على التنفس أثناء النوم. وإذا كان هناك اشتباه في احتمال إصابة المريض بتوقف التنفس أثناء النوم فيجب الابتعاد تمامًا عن الحبوب المنومة لأنها تزيد من حدة ومضاعفات توقف التنفس.
الدوخة ونقص التركيز في النهار:
أكثر الحبوب المنومة الموجودة في السوق المحلي هي طويلة المدى إلى حد ما، ويستمر مفعولها على الأقل إلى 8 ساعات مما ينتج عنه أن تأثيرها قد يستمر حتى وقت الصباح، وقد يسبب نوعًا من الدوخة أو عدم التركيز لدى مستخدمها، وبالنسبة إلى كبار السن فإنها قد تؤدي إلى سقوطهم عند الاستيقاظ مما قد ينتج عنه كسور، وهناك حوادث كثيرة تؤكد هذا الخطر.
ما هي أنواع الحبوب المنومة المستخدمة والمتداولة؟
يتم استخدام أكثر من نوع من الحبوب كحبوب منومة بعضها مصرح به من الجهات المختصة كحبوب منومة لعلاج الأرق أما البعض الآخر فإن مصرح له باستخدامات أخرى ولكن بعض المعالجين يستخدمها كحبوب منومة. فمثلاً، حبوب الحساسية ليست حبوبًا منومة ولا يصح استخدامها كحبوب منومة. فمضادات الهيستامين تسبب النعاس كأحد آثاراها الجانبية، ولكن لم يتم التصريح باستخدامها من قبل الجهات المختصة لعلاج الأرق. وهذه الفصيلة من الأدوية تؤثر في الجهاز العصبي الباراسيمباثيتكي، وهذا يسبب بعض الآثار الجانبية خاصة عند كبار السن؛ حيث إنه قد يسبب انحباس البول أو قد يؤثر في القلب. ما سبق ينطبق على مضادات الاكتئاب، فهذه الأدوية صرح باستخدامها لعلاج الاكتئاب وليس لعلاج الأرق، ولكن إذا كان سبب الأرق هو الاكتئاب فإن علاج الاكتئاب يؤدي بدوره إلى تحسن النوم. وللأسف هناك بعض المعالجين الذين يفرطون في وصف مضادات الاكتئاب للمصابين بالأرق حتى لو لم يكونوا مصابين بالاكتئاب.
قد تؤثر الحبوب المنومة على التنفس أثناء النوم
وهنا أود أن أذكر بعض الأساليب السلوكية التي أثبتت فعاليتها في علاج الأرق المزمن وهي وسائل مفيدة للجميع حتى الذين لا يعانون من الأرق.
العادات الصحيحة للنوم:
- استرخِ قبل النوم. فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم. كما أن
- استخدام الكمبيوتر أو الآيباد وما شابه قبل النوم قد يسبب الأرق لأن التعرض للضوء قبل النوم يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين.
- تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شيء هادئ يريح بالك كالقراءة أو آيات من القرآن للمساعدة على الاسترخاء.
- اذهب إلى الفراش عندما تشعر بالنعاس فقط.
- لا تكثر البقاء في الفراش وأنت مستيقظ واحصر بقاءك في الفراش على الفترة التي تحتاجها للنوم.
- أخفِ ساعة المنبه ولا تجعلها أمامك إذا كان النظر إليها يزعجك. ولكن اضبط المنبه للاستيقاظ صباحًا.
- الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ.
- حاول ممارسة الرياضة بانتظام، فالرياضة تساعد على النوم بشكل أفضل.
- حاول التخفيف من المنبهات وتجنبها تماما بعد الساعة الرابعة عصرا.
- تجنب التدخين.
- وجبة خفيفة قبل النوم قد تساعد على النوم.
- وقبل ذلك كله وبعده لا تنسَ الالتزام بورد (دعاء) النوم.