الأربعاء، فبراير 01، 2012

كيف نواجه مشكلاتنا؟


تمضي أيامنا يوماً بعد الآخر، بحلوها ومرها. وفي مسيرتنا اليومية نحقق النجاحات، وتصادفنا أيضا المشكلات، والتي يحالفنا التوفيق في حل بعضها، والبعض الآخر نعتقد أن الأبواب موصدة أمام إيجاد حل له ... فلماذا ؟
للتعامل مع أي مشكلة هناك وقفات لابد منها سواء مع المشكلة، أو الظروف المحيطة بها، أو الأشخاص الذين هم طرف فيها. ومتى ما عرفنا كيف نتعامل مع هذه الوقفات فسيكون التوفيق حليفنا بإذن الله.
بادئ ذي بدء علينا التوكل على الله في القول والعمل، والقناعة بأن لكل مشكلة حلاً، ولو بعد حين. كثير من المشكلات والمواقف الصعبة التي تواجهنا هي في واقع الأمر سهلة متى ما عرفنا الأسلوب الأمثل في التعامل معها.
الكاتب محمد الفريح أورد في كتابه (فن إدارة المواقف) عددا من القصص والمواقف التي ترسم لنا طريقا سهلا للتعرف على الحلول. ومما أورده في سياق - كيف أن حسن التصرف يمكن أن يسهم في حل المشكلة - قصة التلميذ الذي واجهته مشكلة عندما طلب منه المعلم إحضار تراب من الجنة لكي يمنحه الدرجة كاملة، فجاء التلميذ في اليوم التالي ومعه كيس مملوء بالتراب على أنه تراب الجنة. وعندما سأله المعلم كيف جمع هذا التراب قال له: لقد أخبرتنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وقد جعلت أمي تمشي على هذا التراب الذي أحضرته، فما كان أمام المعلم من خيار إلا أن يعطي التلميذ الدرجة كاملة، وهكذا تغلب على المشكلة.
في كثير من الحالات يتبادر إلى أذهاننا أن هناك مشكلة تحيط بنا، وعندما نبدأ في البحث عن حل لها نكتشف انه لا وجود أساسا للمشكلة. فمن أين جاء الاعتقاد بوجودها ؟
لا شك أن تصوراتنا المحدودة، وأفقنا الضيق كانا وراء ذلك. هنا نستذكر قصة سائق الحافلة مع الراكب الضخم الذي كان يرفض دفع الأجرة كل يوم، والسائق يرتعد خوفا منه، ولا يسأله لماذا لا يدفع. أخيرا، وبناء على احتمالات خاطئة، بدا السائق أخذ دروس مكثفة للياقة البدنية حتى يتمكن من مواجهة الراكب الضخم. وعندما وجد نفسه جاهزا للمواجهة وحل مشكلة عدم دفع الأجرة صرخ في وجه الراكب الضخم طالبا منه دفعها، فما كان من الأخير إلا أن قال إن لديه اشتراكاً مجانياً لركوب الحافلة. هنا اتضح عدم وجود مشكلة من الأساس.
حل المشكلات يعتمد أيضا في كثير من حالاته على الجماعية والتعاون، سواء على مستوى الأفراد أو القطاعات. قد يظن البعض أن التحفظ والسرية وحل المشكلة منفرداً تحقق الظفر بقصب السبق، وكسب الشهرة وثقة المسؤول، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك. كما أن الانفراد وعدم النجاح يدعوان أحيانا إلى التشكيك في صدق النوايا والتوجهات.
المثال القريب لهذه الحالة هو السرقات التي تعرض لها مستودع للأدوية في إحدى مناطق المملكة، والذي أسهم تعاون القطاعات الصحية مع هيئة مكافحة الفساد في كشفها والإطاحة بالعناصر التي تقف وراءها بصرف النظر عن الظروف المحيطة بها والبيانات التي صدرت من الجانبين.
الإصرار، وتكرار المحاولة عامل مهم في التوصل إلى حل المشكلة. بعضنا يحاول مرة وعندما لا ينجح يتوقف في مكانه بحجة أنه حاول ولم يوفق، وأنه عاجز عن الحل.
الإيجابية في هذه الحالة تقول حاول، ثم حاول. ابحث عن أسباب عدم النجاح إلى أن تصل إلى الحل. وهذا مرتبط أيضا بقدرتنا على تحليل الواقع بصورة دقيقة، واستخلاص النتائج، والتعرف على أسباب عدم النجاح في المرة الأولى.