إن كان للشبكات الاجتماعية من سلبيات؛ فستأتي درجة ضعف المصداقية على رأسها، فحتى ولو شاركت الغالبية من مستخدمي الموقع بصورهم وأسمائهم الصريحة، لا يعني ذلك بأن كل مايُقال في (تويتر) صحيح.
الانطباع الأولي لأي زائر جديد ل(تويتر) سيلحظ كمية المعلومات الهائلة التي تنهمر في الدقيقة الواحدة وتزيد كلما زاد عدد المتابعين، وتلك المعلومات في الغالب ليست معلومات حصرية بل هي منقولة، إما من مغردين آخرين أو عبر وسائل اتصال أخرى مثل (البلاك بيري) و(الواتز آب)، وبالتالي من الطبيعي جداً أن تكون درجة مصداقيتها أقل إلى أن تظهر المعلومة المؤكدة من خلال موقع إخباري أو عبر قناة تلفزيونية.
لكن ومع تكرار هذا الأمر يوما بعد آخر، لايزال الكثير من مستخدمي تويترلم يتعلموا الدرس بعد، فالأخبار غير الصحيحة والإشاعات، إما تجاه شخصٍ بعينه أو تجاه منشأة ..تجد قبولاً كبيراً ويحظى ناقلوها بعدد كبير من (الريتويت) لتصل المعلومة الخاطئة أو الشائعة إلى آلاف المشتركين في دقائق معدودة.
موثوقية المعلومة ليست على (تويتر) فحسب، بل وفي غالبية المواقع الاجتماعية والمنتديات قلّت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، واللوم لا يقع على المواقع بكل تأكيد؛ لأنه يقع أولاً وأخيراً على المستخدم الذي من المفترض أن لا يصدق كل مايُقال.
والإشكالية الكبرى أن مستخدمي تويتر (وغيره) أصبحوا يتداولون تلك المعلومات في مجالسهم لتصبح وكأنها (معلومات صحيحة)، ويأتي الإسناد على أن (فلاناً) في (تويتر) ذكر ذلك وفلان هذا (يجيب العلم) ثم تتطور الشائعة وتكبر وتزيد فروعها مع كثرة النقل.
ولعل المعاناة التي بدأنا نلمسها الآن هي أن تلك الأقاويل والمعلومات أصبحت مستنداً تستند عليه وسائل إعلامية، وأخص بالذكر هنا الإعلام الرياضي الذي وقع في هفوات كثيرة في تصريحات لمجرد أنها نقلت من (تويتر)، لاسيما المثير منها، والذي نُسب لأشخاص لا يملكون حسابات حقيقية.