مواقف يومية تمر بالإنسان قد تدفعه للتصرف تحت سيطرة الغضب.
الغضب بحد ذاته يصعب منعه من الظهور.
المشكلة هي في السلوك الناتج عن الغضب.
التحدي هو في قدرة الإنسان في السيطرة على الغضب.
الأخطاء يستحيل إلغاؤها من الوجود، التحدي هو في كيفية تعامل الإنسان مع أخطائه ومع أخطاء الآخرين.
العنف قد يكون وسيلة سريعة لإنهاء مشكلة معينة لكنه بالتأكيد لن يكون هو الأسلوب الأمثل لحل المشكلة.
الإنقياد للغضب يقود إلى الندم، والندم قد يأتي بعد فوات الأوان.
في الشارع تستطيع أن تجد المؤثرات التي تثير غضبك فهل تتصرف وأنت غاضب أم تحاول السيطرة على الغضب؟
أثناء قيادة السيارة، قد يحدث خطأ من سائق آخر، أو خطأ منك يغضب الآخرين، وما أكثر أخطاء السائقين ولو تعاملنا معها بالغضب أو ترجمنا غضبنا إلى سلوك لتحولت الشوارع إلى معارك.
في المدرسة قد يغضب المعلم بسبب سلوك سلبي يصدر عن الطالب ثم يتذكر المعلم أنه قدوة للطالب فيحاول السيطرة على غضبه ومعالجة الموقف بطريقة تربوية.
في البيت قد يتصرف الزوج والزوجة تحت تأثير الغضب فيحدث الطلاق.
وفي المسلسلات التلفزيونية كثيراً ما نسمع الأب يهدد ابنه بأنه إن فعل كذا فإنه ليس ابنه ولا يعرفه ثم يندم بعد فوات الأوان.
وفي العمل يحدث الخطأ، ويتبعه الغضب وقد يخسر العمل أحسن العاملين بسبب الخطأ في معالجة الخطأ.
وفي العلاقات الدولية عرف العالم مصطلح «ضبط النفس» منعاً لقيام الحروب، وما أكثر الحروب التي قامت بسبب اتخاذ قرارات بعيدة عن «ضبط النفس» ولم تعط فيها البدائل الدبلوماسية الفرص الكافية.
السؤال هو، هل يمكن إدارة الغضب وتحويله إلى سلوك منتج؟
كيف يمكن أن نطلب من موظف محبط يشعر أنه يستحق الترقية، وأنه مظلوم بأن يسيطر على غضبه ويضاعف جهوده ويستمر بنفس الحماس والحيوية والعطاء؟
أليست هذه صورة مثالية يصعب الوصول إليها؟
أعتقد أن أول مبادئ إدارة الغضب هو الوازع الديني والاستعانة بالله وقراءة القرآن.
وبعد ذلك، أي بعد أن تهدأ فورة الغضب يبدأ الإنسان في التأمل والتفكير والمراجعة والبحث عن البدائل والحلول، وسيدخل في هذا الإطار الاستعانة بالأقارب والأصدقاء، فالمشاركة الإنسانية والتعاطف تساعد الإنسان الغاضب وتعيده إلى الواقع لينظر إليه نظرة متفائلة متجددة في حين أنه لو ابتعد عن الناس وقرر بسبب غضبه أن ينعزل وينطوي فإن التشاؤم سوف يسيطر عليه وسينظر إلى المجتمع نظرة غاضبة ويتعامل مع الجميع بحذر أو بسلوك خارج عن المألوف.
ما أكثر الغاضبين الذين يستسلمون للغضب ولا ينشدون المساعدة التي تعينهم على إدارة الغضب، وما أكثر الغاضبين الذين يعالجون غضبهم بالعمل.
الشيء الوحيد غير المطلوب في حالة الغضب هو اتخاذ القرار، أو الإقدام على سلوك في لحظة الغضب.