تقنية الحوسبة السحابية تَكهن لها العلماء بأن تكون مستقبل التقنية بالنسبة للشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم وتم الترويج لها بشكل كبير عن طريق الشركات العملاقة (كحزمة مستندات جوجل) وقدمت للعامة بطريقة شفافة لتمكنهم من معرفة تفاصيلها، وهذه التقنية أخذت بالانتشار الواسع مؤخراً
ولتوضيح هذه التقنية يمكن تعريفها بأنها تقنية تعتمد على تقديم الخدمات الإلكترونية عن طريق الإنترنت (كاستخدام البرمجيات) وليس تقديم وبيع المنتج الإلكتروني نفسه، فهي عكس ما نعرفه عن الحوسبة التقليدية التي تفرض وجود كلٍ من البيانات والبرامج التي يستخدمها المستخدم في جهازه الشخصي، لذا فالحوسبة السحابية تقوم على مبدأ تحميل البرمجيات والأنظمة المساندة على خادم (سيرفر) خارجي مركزي يمكن الوصول إليه عن طريق شبكة الإنترنت لتخزين ومعالجة البيانات والاستفادة من الخدمات الإلكترونية والحاسوبية المقدمة بواسطته، بهذا يمكن للأفراد أو الجهات ذات العلاقة وبواسطة الأجهزة المصرح لها فقط كأجهزة الحاسب المحمولة والهواتف الذكية من الوصول لهذا الخادم والاستفادة من خدماته وتخزين البيانات واسترجاعها في أي وقت بدون الدخول في التفاصيل التقنية كصيانة البرمجيات. والكثير منا في هذه الأيام يستخدم هذه التقنية بدون أن يشعر فيقوم مثلاً بتخزين الملفات المهمة والتي يحتاجها بشكل يومي في مخزن إلكتروني (كمرفقات البريد الإلكتروني) ويستطيع الوصول إليها عن طريق الإنترنت من أي مكان.
ولهذه التقنية مميزات عدة منها سهولة الاستخدام وقلة التكاليف وعدم الحاجة للدخول في نوعية البرامج التي تُستخدم لتخزين الملفات، ولا أين تخزن، ولا معرفة كيفية إدارة البيانات وطريقة تخزينها, ولا يلزم تحمل أعباء وتكاليف عملية اقتناء أجهزة عالية السرعة والحفاظ عليها, ولا داعي للقلق عند تعرض الأجهزة الشخصية لأي عطل أو سرقة.
. وتتلخص وسائل تحليل وتعدين البيانات في عملية استخراج البيانات والإحصاءات المترابطة والتي تشترك بخصائص وصفات متشابهة من بيانات تاريخية متوفرة لتشكل المعلومات، وتقوم بمعالجتها وتحليلها ومن ثم تعليم الآلة عليها وكيفية الربط بين العوامل المشتركة بينها ومن ثم اكتشاف المعرفة، فعند توفر كل هذا الكم الكبير من البيانات الصحية, يمكن اكتشاف العوامل المشتركة المسببة لأمراض محددة، فيتم تصنيف الأمراض المنتشرة ومدى خطورتها عند تناول غذاء محدد وفي وقت معين لأشخاص في مرحلة عمرية متشابهة، وكذلك يمكن إيجاد أعراض الأمراض المنتشرة ومن ثم تجميع "وعنقدة" المناطق والمدن حسب وجود الأعراض فيها ليتم معالجتها حسب الأولوية وهكذا.
ويمكن أيضاً استخدام نوع خاص من البيانات لعدد كبير جداً من المرضى والتي تحتوي على نوعية الأمراض وأعراضها وما نوع الدواء المعطى وما نسبة شفاء المرضى منها, ومن ثم بناء نظام صحي يقوم بمساعدة الأطباء في المستقبل على تشخيص الأمراض بناء على الأعراض المسجلة لمرضى آخرين وإعطاء نوع محدد من الأدوية وتجنب غيرها لدرجة أن أي طبيب مبتدئ أو قليل المعرفة بالمستوى الصحي في السعودية يستطيع أن يكون على درجة عالية من الكفاءة بمساعدة هذا النظام.
وتكمن المعوقات الأساسية لهذه التقنية في وجوب توفر الإنترنت بسرعات عالية لجميع المستخدمين وخصوصاً في المناطق النائية، وكذلك يجب العناية بالإجراءات الأمنية لهذه التقنية وذلك بحماية الملفات من عمليات القرصنة واختراق الخصوصية وخصوصاً إذا كانت للبيانات الصحية، من أجل ذلك لابد من العناية الفائقة بهذا الجانب لتوفير أعلى درجات الأمان وتحديد الأشخاص الذين لهم الصلاحية بالإطلاع على بيانات المرضى.