الربو الشعبي عبارة عن زيادة حساسية الشعيبات الهوائية لمهيجات متعددة مما ينتج عنه تضيق متكرر ورجعي لتلك الشعيبات ويصيب الربو من 5 - 10٪ من سكان العالم كما يصاب الذكور بما يقرب الضعف مقارنة بالإناث قبل البلوغ أما بعد ذلك فان النسبة تكاد تكون متساوية.
تبلغ احتمالية إصابة الطفل بالربو 25٪ في حالة إذا كان احد الوالدين مصابا وتزداد النسبة إلى 50٪ إذا كان كلا الوالدين مصابين.
تحتوي بعض الأثاث المنزلي وأغطية السرير والستائر على ما يسمى بعثة الفرش وهو كائن مجهري يعمل على تحفيز الجهاز المناعي مما يحدث أزمات الربو لدى الأطفال الذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة لذا يفضل غسل تلك الأغطية بالماء الساخن مرة كل أسبوعين واستخدام الأغطية الطبية للمخدات والأسرة.
أشارت منظمة الصحة العالمية الى عشر حقائق تختص بمرض الربو الشعبي بشكل عام :
• تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ نحو 235 مليون نسمة يعانون حالياً من الربو.
• ستشهد وفيات الربو زيادة تناهز 20% في الأعوام العشرة المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون ذلك. وعلى الرغم من تعذّر الشفاء من الربو، فإنّ تشخيص المرض وعلاجه وتثقيف المصابين به على النحو المناسب من العمليات الكفيلة بالسيطرة على المرض وتدبيره العلاجي.
• يحدث الربو في جميع البلدان مهما كان مستواها الإنمائي. وتحدث أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن الربو في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان ذات الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط. ولا بد، لمكافحة الربو بشكل فعال، من توفير الأدوية اللازمة بأسعار معقولة، وبخاصة للأسر ذات الدخل المنخفض.
• الربو من الأمراض المزمنة ومن سماته إصابة المريض بنوبات اختناق وأزيز متكرّرة تختلف من شخص إلى آخر من حيث وخامتها وتواترها.
• قد تظهر الأعراض، لدى المصابين بالمرض، عدة مرّات في اليوم أو الأسبوع، وتشتدّ حدتها عند القيام بنشاط بدني أو أثناء الليل لدى البعض منهم. والقصور في الكشف عن المسبّبات التي تؤدي إلى تضييق المسالك الهوائية وتوقيها من الأمور الكفيلة بتهديد حياة الناس وإحداث نوبة من نوبات الربو وضيق في التنفس، بل وحتى الوفاة في بعض الحالات.
المضاعفات يمكن تفاديها باتباع النصائح الطبية
• يمكن بتوفير العلاج المناسب مثل استخدام مستنشقات الكورتيكوستيرويدات للتخفيف من التهاب القصبات، الحد من الوفيات المتصلة بالربو.
• الربو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. غير أنّ من الممكن مكافحته بتنفيذ خطط وقائية وعلاجية تختلف باختلاف الأعراض.
• أهمّ عوامل الاخطار المؤدية إلى حدوث المرض هو التعرّض للمستأرجات الداخلية مثل سوس الغبار الذي ينتشر في الفراش والسجّاد والأثاث المزوّد بالأقمشة، والأماكن الملوّثة ووبر الحيوانات الأليفة، والمستأرجات الخارجية مثل الطلع والعفن، ودخان التبغ، والمهيّجات الكيميائية في مكان العمل.
• من العوامل الأخرى التي يمكنها إحداث الربو الهواء البارد والانفعال الشديد مثل الغضب أو الخوف، والنشاط البدني.
• هناك، في كثير من الأحيان، قصور في تشخيص حالات الربو وعلاجها، ممّا يتسبّب في تحميل الأفراد والأسر عبئاً فادحاً وفي احتمال تقييد أنشطة الأفراد مدى الحياة.
أعراضه وتشخيصه
أعراضه وتشخيصه
تبدأ ظهور الأعراض عند 30٪ على الأطفال المصابين عند بلوغ السنة الأولى من العمر بينما تبدأ الأزمة الأولى لدى 80 - 90٪ من الأطفال المصابين قبل بلوغ السنة الخامسة من العمر وتكون تلك الأعراض على هيئة نوبات متكررة تتفاوت في حدتها من بسيطة إلى شديدة وتقل عدد تلك النوبات مع تقدم العمر حيث تختفي عند 50٪ من المصابين خلال 10- 15 سنة. و يشعر الطفل أثناء النوبة بصعوبة وتسارع في التنفس، تسارع في ضربات القلب ويترافق مع ذلك سعال وصفير بالصدر وفي الحالات الشديدة يصبح المريض غير قادر على الحديث بجمل متصلة فنجده يتكلم بكلمات منفردة كما يصحب ذلك ازرقاق في اللون واختفاء صفير الصدر متزامنا مع صعوبة كبيرة في التنفس في الحالات الأشد حدة وتظهر تلك الأعراض نتيجة تهيج واحتقان الأغشية المبطنة للشعيبات الهوائية وتراكم الخلايا المناعية مما يؤدي إلى إفراز بعض الوسائط الكيميائية مثل الهستامين histamine ، بروستاجلاندين prostaglandin A2 و ثرومبوكسان thromboxane A2 بالإضافة إلى مجموعة الليكوترينز leukotrienes وتعمل تلك المواد على تضيق الشعب الهوائية حيث ينتج عن ذلك صعوبة في التنفس والأعراض المصاحبة السابقة الذكر وتظهر تلك الاستجابة المناعية لذلك المهيج في مرحلتين مرحلة الاستجابة المناعية المبكرة والمرحلة الثانية الاستجابة المتأخرة والتي تبدأ في الظهور بعد 6 - 8 ساعات من التعرض لذلك المؤثر. قد تتشابه أعراض الربو مع بعض الالتهابات الفيروسية العارضة للجهاز التنفسي ولكن بعد أخذ التاريخ المرضي والكشف السريري إضافة إلى بعض الفحوصات يمكن تحديد الحالة حيث أن تكرر النوبات مع وجود اصابة أو أكثر في العائلة وتزامن ذلك مع بعض أعراض أنواع الحساسية الأخرى كحساسية الجلد ( الاكزيما ) يجعل التشخيص كحالة ربو هو الأرجح . ويمكن تقييم كفاءة الجهاز التنفسي ومدى استجابة الطفل للعلاج من خلال استعمال جهاز spirometer .
عوامل الإصابة بمرض الربو الشعبي
لايوجد سبب محدد للإصابة بمرض الربو الشعبي عند الأطفال ولكن توجد بعض العوامل المساعدة والمتزامنة مع ظهور مثل تلك النوبات حيث تلعب الوراثة دورا مهما في نشوء مثل هذه الأعراض وتبلغ احتمالية إصابة الطفل 25٪ في حالة إذا كان احد الوالدين مصابا وتزداد النسبة إلى 50٪ إذا كان كلا الوالدين مصابين. كما تشكل الاستجابة المناعية عند الطفل للالتهابات الفيروسية أو بعض المؤثرات الخارجية كالهواء البارد عاملا رئيسا في حدوث نوبات الربو لذا نلحظ تكررها في أوقات موسمية معينة ولاسيما في فصل الشتاء. بالإضافة إلى التعرض للغبار، البخور، دخان السجائر أو فراء بعض الدمى والحيوانات الأليفة في المنزل.. وتشمل المسببات كذلك روائح بعض الطيور، حبوب اللقاح، دهانات الجدران وغيرها كما أن بعض الأدوية مثل الاسبيرين تعتبر من الأسباب الأساسية في ظهور وتكرار مثل هذه الأعراض. في الأطفال الأصغر سناً يعمل ارتجاع بعض محتوى المعدة إلى المريء على تهيج تلك النوبات وتؤدي بعض الاعتلالات الهرمونية لدى الأطفال المصابين بزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية إلى تفاقم وزيادة أزمات الربو ولا ننسى أن لبعض الحالات النفسية دورا كبيرا في نشوء تلك الأزمات. أما فيما يخص العلاقة بين نوعية أكل الطفل أو نوعية الحليب ومشكلة الربو الشعبي فانه وفي غالبية الحالات لاتوجد علاقة ولا يؤثر تغيير نوعية الأكل على تحسن الحالة إلا في بعض الحالات القليلة حيث تتسبب بعض المأكولات كالأسماك والمكسرات إلى ظهور طفح جلدي عندها يفضل الامتناع عن تناول تلك المأكولات.
الوقاية من الربو وطرق علاجه
تعتبر الوقاية هي الركيزة الأساسية لحل الكثير من المشاكل الصحية فعند تشخيص الحالة يجب تجنيب الطفل المصاب المسببات التي تثير عليه تلك الأزمات مثل بعض الملابس التي تحتوي على مواد مهيجة حيث قد تكون سببا لظهور تلك الأعراض لدى الطفل المصاب كما أن نشر الملابس بعد غسلها في أماكن معرضة للغبار يؤدي إلى تعلق ذرات الغبار بتلك الملابس مما قد يسبب عودة نفس الأعراض ومن المهم المسارعة بمعالجة أي التهاب قد يكون عاملا في تجدد نوبات الربو ولا يجب منع الطفل من ممارسة نشاطاته اليومية أو الرياضة بحجة تخوف الأهل من تقلبات الطقس وتأثير المجهود العضلي وبالتالي ظهور أعراض المرض ففي حقيقة الأمر تلك الطريقة تخالف أساسيات معالجة هذا المرض حيث يتوجب علاج الطفل دون تقييده عن ممارسته نشاطاته اليومية ويجب تركه يلعب بحرية مع إعطائه دواء موسع للقصبات قبل الرياضة ويهدف العلاج إلى التخلص من الأعراض المصاحبة للحالات الحادة والتقليل من حدوثها مستقبلا مما يجنب الطفل المصاب خطورة النوبات المستقبلية ويمكنه من ممارسة حياته بصورة طبيعية ويجنب الأطفال الأكبر سنا الغياب المتكرر عن المدرسة وكما ذكرنا أن الاستجابة المناعية تظهر في مرحلتين مبكرة ومتأخرة حيث يتم العلاج في المرحلة الأولى بمحفزات مستقبلات بيتا B2-receptoragonist مثل بخار أو بخاخ الفنتولين أما المرحلة الثانية فبالإمكان منع حدوثها باستعمال الكورتيكوستيرويد corticosreroids على هيئة أقراص بريدنيسولونprednisolone أوعلي هيئة بخار budesonide أو حقن ميثيل بريدنيسولون methylprednisolone في الحالات الأشد حدة عن طريق الوريد أو العضل كما أن حقن سلفات المغنيسيوم قد تستخدم كموسع للشعب الهوائية في بعض الحالات الحادة والتي لاتستجيب للمعالجة. تعتبر موسعات الشعب الهوائية مثل بخار أو بخاخ الفنتولين، الاتروفينت وغيرها احد أهم الأدوية في معالجة الحالات الحادة لازمات الربو كما أن استعمال الكورتيكوستيرويد عن طريق البخاخ يعتبر حجر الأساس كعلاج وقائي وعلاجي ولكن نلاحظ أن بعض الأطفال لايتحسنون باستعماله مما يعني أن الآباء أو الأمهات لا يستعملون ذلك لأطفالهم نتيجة تصورهم أن الأضرار الجانبية الناتجة عن الكورتيكوستيرويد المعطى لفترة طويلة عن طريق الفم بشكل أقراص أو عن طريق الحقن هي نفس الأضرار الناتجة عن استعماله كبخاخ إضافة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال لايحسنون استعمال البخاخ بالطريقة الصحيحة. وفي هذه الحالة يمكن استعمال قمع خاص مزود بصمام في احد طرفيه ويتم إيصال فوهة البخاخ في الطرف الآخر للقمع مما يضمن وصول رذاذ العلاج إلى داخل الشعب الهوائية بنسبة اكبر كما يمكن حمله بسهولة خلال التنقل خارج المنزل او خلال السفر ويمكن استخدام مضادات الليكوترينز لبعض الاطفال على شكل أقراص قابلة للمضغ للوقاية من تكرار الازمات حيث تعتبر مجموعة الليكوترينز أقوى 1000 مرة من الهستامين في احداث تضيق الشعب الهوائية.