الأربعاء، مايو 05، 2010

أسرار التراب

أسرار جديدة لمادة التراب يكشفها لنا العلم الحديث، لنتأمل هذه المادةالتي خلقنا الله منها، كم أودع فيها من خصائص مذهلة....كل كلمة نطق بها خير البشر هي الحق، وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل . ومن الحقائق التي حدثنا عنها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام هي التراب.فالتراب وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (طهور) والله تعالى وصف الماء النازل من السماء بأنه (طهور)، ولو تأملنا معنى هذه الكلمة في معاجم اللغة نجد أنها تعني المادة التي يُتَطهَّر بها فقد جاء في معجم القاموس المحيط [1] والطهور: المصدر، واسم ما يُتطهر به، أو الطاهرالمطهّر.وهكذا يمكننا أن نفهم من حديث النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أن في التراب مادة مطهرة أو معقمة. ولكننا ننظر إلى التراب على أنه مادة وسخة،فماذا وجد العلماء حديثاً حول تراب الأرض، وهل سنغير نظرتنا إلى هذه المادة العجيبة؟
إذا أخذت حفنة من التراب بحجم ملعقة الشاي فإنك تجد فيها عدداً من الكائنات الحية أكبر من عدد سكان الأرض. فالتراب عبارة عن مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا لا نراها ولكن العلماء يقولون إن التراب ضروري جداًلكثير من الكائنات على وجه الأرض، ولولا التراب لم يكن للحياة أن تنشأأصلاً على وجه هذه الأرض.
التراب أهم مادة بعد الماء للحياة على الأرض، والتراب الذي نراه جاءأصلاً من بقايا الصخور المتكسرة وتشكل على ملايين السنين. في حفنة من التراب هناك مئات الملايين من أنواع الكائنات الحية، من المكونات
الأساسية لهذه الكائنات وجود بكتريا وحيدة الخلية مختصة بالتهام أوراق النبات والجذور الميتة. وهناك بكتريا أخرى تعيش على الجذور فتأخذ الآزوت من الهواء وتعطيه للنبات. كذلك نرى في التراب بعض الديدان التي تعيش على البقايا الميتة.
خصائص التراب كما يراها العلماء اليوم
1- أفضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة!
2- التراب يضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل الموادالكيميائية
3- التراب أفضل وسيلة لتنظيف الماء!!!
4- التراب هو المادة الطبيعية التي يُنقى بها الماء.
5- هناك أكثر من عشرة آلاف نوع من أنواع التربة في أوربا فقط.
6- إن أفخر أنواع الصحون والأواني الصينية مصنوعة من التراب!
7- التراب هو المادة التي لا تتجدد مع الزمن.
8- الفراغات الموجودة بين حبات التراب هي 50 % من حجمه.
9- إن معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها لعلاج الأمراض مستخرجة من الكائنات المجهرية في التربة.
10-التراب مادة ممتازة لتنظيف مسامات الجلد.التربة تختزن 10 % من إشعاعات غاز الكربون CO2 في العالم. يحوي كل هكتارمن الأرض الزراعية عدة أطنان من الكائنات الحية الدقيقة، ولولا هذه الأحياء لا يمكن للحياة أن تستمر بالشكل الذي نراه أمامنا. هذه الكائنات المجهرية مهمة جحداً في إنتاج المواد المغذية للنبات، وإنتاج الموادالمعقمة لجذور النباتات والحبوب الموجودة داخل التربة. هناك توازن دقيق جداً في عالم الكائنات الحية في التربة، ولذلك قال تعالى:(وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).حقائق جديدة عن التراب في دراسة جديدة يقول العلماء فيها إن الطين وبخاصة طين البراكين يمكن أن يزيل أكثر الجراثيم مقاومة. ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من بعض أنواع الطين.فبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن الطين يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، نفس هذه المستعمرة وُضعت من دون طين فتكاثرت45 ضعفاً!
منذ سنوات اكتشفت الطبيبة الفرنسية Line Brunet de Course خصائص شفائية في الطين الفرنسي الأخضر، واستعملته كمضاد حيوي للعلاج في ساحل العاج وكينيا، وقد وصفت منظمة الصحة العالمية النتائج التي حصلت عليهابالرائعة.ثم جاءت الدكتورة ليندا وليامز لتؤكد أن في الطين أكثر من مادة مطهرةحيث تقوم هذه المواد بكبح نشاط الجراثيم وبالتالي إضعافها والقضاء عليهافي النهاية.يقول الدكتور Haydel أحد علماء الأحياء الدقيقة، الآن يمكننا أن نجدعلاقة بين علم الأرض والخلايا الحية، فقبل سنة فقط كنتُ أنظر إلى الترابعلى أنه مادة وسخة! ولكنني اليوم أنظر إليه كمادة مطهِّرة!
وقد وجد باحثون أن بعض أنواع التربة الموجودة في جنوب أفريقيا تعيش فيهابكتريا تنتج مضادات حيوية تستطيع قتل الجراثيم التي تعجز عن قتلهاالمضادات العادية، هذا الاكتشاف نشرته مجلة "العالم الجديد" عام 2006ويقول الباحث Jun Wang في مختبرات Merck Research في نيوجرسي، والذي قدم هذا الاكتشاف: لقد ظهرت فرصة جديدة الآن من أجل إنتاج مضادات حيوية من التراب!
وهذا ليس غريباً علينا نحن المسلمين! فنحن نعلم منذ 14 قرناً أن التراب مادة مطهرة، ونعلم أن هناك علاقة مباشرة بين الخلايا وبين التراب،فالإنسان خُلق من تراب، وسيعود إلى التراب.وربما نعلم لماذا كان التيمم بالتراب، يقول النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام:
(جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً) [2]
والطَّهور كما رأينا هو المادة المطهرة أو المعقِّمة.ولذلك من لطائف الحكمة الإلهية أنك تجد الأطفال الصغار يحبون اللعب بالتراب! ويحاولون إمساك بعض التراب بأيديهم، فالله تعالى أعطاهم فطرة سليمة يعرفون من خلالها أن التراب مادة مطهرة تتفوق على أفضل أنواع الصابون!