مَن تَختَار.....؟
مما لا شك فيه أن حُسن اختيار الزوجة هو طريق إلي السعادة .
- ففي مُسند الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سعادة ابن آدَمَ ثلاثة ومِن شِقوةِ ابنِ آدَمَ ثلاثة:
من سعادة ابنِ آدم المرأة الصالحة والمسكنُ الصالحُ والمركبُ الصالِحُ
ومِن شقوةِ ابنِ آدمَ المرأة السّوءُ والمسكنُ السّوءُ والمركبُ السَّوءُ ".
- وهو في صحيح الجامع بلفظ:
" أربعُ من السعادة : المرأة الصالحة والمسكنُ الواسِع والجارُ الصالح والمركبُ الهنيء
وأربعُ من الشقاءِ : المرأة السوء الجار السوء المركبُ السوء المسكنُ الضيق "(
رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية عن سعد بن أبي وقاص )
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا : المرأه الصالحة ".
- فالمرأة الصالحة في هذا الزمان وفي كل زمان كنز ينبغي أن تَكِد في البحث عنه حتى تجده
- فقد اخرج أبو داود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
" أَلا أُخبركَ بخيرِ ما يَكْنزُ المَرْءُ ؟ المرأه الصالحَةُ إذا نظر إليها سَرَّتهُ وإذا أمَرَهَا أطاعَتْهُ وإذا غاب عنها حَفِظَته ".
- وفي رواية هي في صحيح الجامع
" قلب شاكِر ولِسان ذاكر وزوجة صالحه تعينك علي أمر دُنياك ودينك خير ما اكتنز الناس "
à فهيا لنتعرف علي صفات المرأة الصالحة والتي إن مَنَّ الله عليك بها تكون قد حوزت هذا الكنز
أولاً: أن تكون صالحة ذات دين
قوله تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ( الحجرات 13)ولقولهِ تعالى : {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ } ( النور 32) ولقولهَ تعالى : {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ } ( النساء 34)قال ابن كثير (رحمهُ الله)
( فالصالِحاتُ) : أي من النساء .
( قانتات) : يعني المطيعات لأزواجهم .
( حافظاتُ للغيب) : قال السدي وغيرهُ :أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
وقال عطاء وقتاده
يحفظن ما غاب عن الأزواج من الأموال وما يجب عليهم من صيانة أنفسهنَّ لهم.
- أخرج الطبراني في (الكبير) بسند صحيح من حديث عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" خير النساء امرأه من تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك "
فمن تحلت بهذه الصفات كانت مطيعة لله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم ومن فعلت ذلك فهي في الجنة فهنيئا لهذه الزوجة العفيفة.
- أخرج الإمام أحمد بسندٍ حسن:
" إذا صلّت المرأه خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها ( يعني زوجها) دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ".
· بعض صفات المؤمنات الممدوحات مع أزواجهن :
أ- صالحات بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج.
ب- مطيعات لأزواجهنَّ فيما لا يسخط الله .
ج- محافظات على أنفسهم في غيبة أزواجهنَّ .
د- محافظات على ما خلفهُ الأزواج من أموال .
ه- لا يرين أزواجهنَّ إلا ما يسرهم من طلاقة الوجه وحسن المظهر وتسلية الزوج.
1) وأخرج البخاري ومسلم أن النبي r قال:
" فأظفر بذات الدين تربت يداك ".
2) وإذا أجتمع مع الدين جمال وحسب ومال فهو خير لقول النبي r كما عند البخاري ومسلم:
" تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك(1) ".
ثانياً: أن تكون ولود
فقد ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة من تحبيب بطلب الذرية الصالحة وحثٍ علي التكاثر في النسل بما يحقق الغرض الأسمى من الزواج والمتمثل في استمرار النوع البشرى ودوام عمارة الأرض.
×ففي القرآن
1. قال تعالى:
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } ( الكهف 46)
2. وقال تعالى:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } (آل عمران 14)
3. وحكي سبحانه وتعالى علي لسان زكريا u أنه كان يتوجه إلي ربه بهذا الدعاء:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } (مريم 6:4)
4. وقال علي لسان إبراهيم:
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء } ( إبراهيم 40)
5. وذكر أن طلب الذرية الصالحة من أمنيات المؤمنين:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } ( الفرقان 74 )
ومن السنة علي استحباب طلب الولد:
- أخرج أبو داود عن معقل بن يسارy قال:
" جاء رجل إلي رسول الله r إني أحببتُ أمرآةً ذاتَ حسبٍ وجمال ولكنها لا تلد أفأتزوجها؟
قال: لا
ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة
فقال: " تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثر بكم الأمم "
وفي رواية:
" فإني مُكاثرٌ بكم الأنبياء يوم القيامة
ثالثاً: أن تكون ودود
وهي المرأة التي تتودد إلي زوجها وتتحبب إليه وتبذل وسعها في مرضاته.
والودود:هي التي تقبل علي زوجها فتحيطه بالمودة والحب والرعاية وتحرص علي طاعته ومرضاته ليتحقق بها الهدف الأساسي من الزواج وهو السكن.
قال تعالى : {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا }(1) ( الواقعة 37:36)
· وقد وردت أحاديث عديدة تؤكد علي ضرورة مراعاة هذه الصفة في المرأة:
1. فقد أخرج أبو داود أن معقل بن يسار قال أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثر بكم الأمم".
2. وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" نساءُ قريش خيرُ نساءِ ركبن الإبل ، أحناه علي طفل في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده".
- فقد وصفهنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالشفقة علي أطفالهن والرأفة بهم والعطف عليهم وبأنهن يراعين حال أزواجهن ويرفقن بهم ويخففن الكُلَف عنهم فالواحدة منهن تحفظ مال زوجها وتصونه بالأمانة والبعد عن التبذير وإذا افتقر كانت عوناً له وسنداً لا عدواً وخصماً.
3. والمرأه الودود تكون مطيعة لزوجها لا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره
فقد أخرج النسائي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"أيُّ النساءِ خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره"
4. أخرج البيهقي عن أبي أُذينة الصدفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" خيرُ نسائكم الودودُ الولودُ، المواتية ، المواسية، إذا أتقينَ الله".
5. وأخرج النسائي من حديث ابن عباس وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" نساؤكم من أهل الجنة الودود(2) الولود العؤود(3) علي زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غُمضاً(4) حتى ترضى ".
رابعاً: أن تكون بكراً
حتى تكون المحبة بينهما أقوى والصلة أوثق ، إذ البكر مجبولةٌ علي الأنس بأول أليف لها وهذا يحمي الأسرة من كثير مما يُنغصُ عليها عيشها ويُكدّر صفوها وبذا نفهم السَّر الإلهي في جعل نساء الجنة أبكاراً
قال تعالى:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} ( الواقعة37:35 )
· وقد وردت في الحث علي انتقاء البكر أحاديث كثيرة منها:
1) ما أخرجه ابن ماجة والبيهقي وذكره الألباني في الصحيحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبه عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" عليكم بالأبكار فإنهن أعذبُ أفواهاً وأنتقُ أرحاماً وأرضي باليسير".(1)
2) أخرج البخاري عن عائشة ( رضي الله عنها) قالت:
" قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً فيه شجرة قد أًكِلَ منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنتَ تُرتِعُ بعيرك؟ قال: في التي لم يُرتعُ منها " يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً (2) غيرها "
3) وفي صحيح مسلم في (كتاب النكاح) عن علقمة قال:
" كنت أمشى مع عبد الله بن مسعود بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن ، ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك ببعض ما مضى من زمانك؟؟"
خامساً: أن تكون جميلة حسنة الوجه
هذا بجانب الدين ، لتحصل بها للزوج العِفة ويتم إسعاد النفس ، ومن هنا كان جزاء المؤمنين في الجنة الحور العين وهن غاية الحسن والجمال.
قال تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (53) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } ( الدخان 54:51)
وفي آية أخرى قال تعالى :{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ }(1) ، (2) ، (3) ( الواقعة23:22) قال مجاهد: سُميت الحوراء حوراء لأنه يَحَارُ الطرفُ في حسنها.وقيل : هي من حَوَرِ العين: وهي شدّة بياضها مع شدة سوادها.
وقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلي اعتبار عنصر الجمال في المرأه عند الاختيار:
1. ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله r قال:
" تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
2. وأخرج النسائي والحاكم وأحمد وحسنه الألباني في الصحيحة عن أبي هريرة t قال:
" أي النساء خير؟ قال: خير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها
وماله بما يكره".
فالجمال:
وإن لم يكن أساسي لكنه أمر معتبر، لذا ندب الشارع إلي مُراعاة أسباب الألفة فأباح النظر إلي المخطوبة.
3. فقد أخرج الترمذي والنسائي عن المُغيره أنه خطب أمرآة فقال النبي r :
" أنظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما ".
أي يؤلف بينهما من وقوع الأدمة علي الأدمة وهي الجلدة الباطنة والجلدة الظاهرة وإنما ذُكِر ذلك للمبالغة في الائتلاف.
6.أن تكون ذات حسب
والحسب:
هو الشرف بالآباء والأقارب ، مأخوذ من الحِساب لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدَّدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها فيُحكم لمن زاد عدده علي غيره.
فينبغي أن تكون حسيبة كريمة العنصر حسنةُ المنبت لأن من اتصفت بذلك فإنها تكون حميدة الطباع ودودة للزوج رحيمة بالولد حريصة علي صلاح الأسرة وصيانة شرفُ البيت وفي كل الأحوال فإن أصالة الشرف وحسن المنبت أمرٌ مرغوب ومطلبٌ محمود .
1. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تنكح المرأة لأربع :لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
2. وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي r خطب أم هانئ فقالت يا رسول الله إني كبرت ولي عيال فقال: " خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه علي ولد في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده ".
Ãفالنبي صلى الله عليه وسلم مدحهن بشيئين:
الأول : حنوهن علي أولادهن والمقصود كثرة الشفقة عليهم.
قال الحافظ :
" والحانية علي ولدها : هي التي تقوم عليهم في حال يتمهم فلا تتزوج فإن تزوجت فليست بحانية ".
الثاني: رعايتها لزوجها في ذات يده يعني ماله وذلك بحفظه وصونها له بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق.
· أن تكون عفيفة محتشمة (متحجبة غير متبرجة ) فأحذر المتبرجة
فينبغي أن تكون ممن وقع الاختيار عليها عفيفة محتشمة ذات أخلاق فاضلة لا يُعرف عنها سفور أو تبرج بحيث لا يحجزها حياؤها عن إبراز مفاتن جسدها أمام كل ناظر فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الصنف وبيَّن أنهن من أهل النار.
1. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r :
" صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس
( إشارة إلي الحكام الظالمة) ، ونساء كاسيات عاريات(1) مميلات(2) مائلات(3) رؤوسهن كأسنمة البُختِ(4)المائلة لا يدخلنَ الجنةَ ولا يجدنَ ريحها ، وإن ريحها لتوجدُ من سيرة كذا وكذا "
2. فقد أخرج البيهقي وذكره الألباني في صحيحه عن أبي أذينه الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" شر نسائكم المتبرجات المتخِّيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهم إلا مثل الغراب الأعصم".
مما لا شك فيه أن حُسن اختيار الزوجة هو طريق إلي السعادة .
- ففي مُسند الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سعادة ابن آدَمَ ثلاثة ومِن شِقوةِ ابنِ آدَمَ ثلاثة:
من سعادة ابنِ آدم المرأة الصالحة والمسكنُ الصالحُ والمركبُ الصالِحُ
ومِن شقوةِ ابنِ آدمَ المرأة السّوءُ والمسكنُ السّوءُ والمركبُ السَّوءُ ".
- وهو في صحيح الجامع بلفظ:
" أربعُ من السعادة : المرأة الصالحة والمسكنُ الواسِع والجارُ الصالح والمركبُ الهنيء
وأربعُ من الشقاءِ : المرأة السوء الجار السوء المركبُ السوء المسكنُ الضيق "(
رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية عن سعد بن أبي وقاص )
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا : المرأه الصالحة ".
- فالمرأة الصالحة في هذا الزمان وفي كل زمان كنز ينبغي أن تَكِد في البحث عنه حتى تجده
- فقد اخرج أبو داود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
" أَلا أُخبركَ بخيرِ ما يَكْنزُ المَرْءُ ؟ المرأه الصالحَةُ إذا نظر إليها سَرَّتهُ وإذا أمَرَهَا أطاعَتْهُ وإذا غاب عنها حَفِظَته ".
- وفي رواية هي في صحيح الجامع
" قلب شاكِر ولِسان ذاكر وزوجة صالحه تعينك علي أمر دُنياك ودينك خير ما اكتنز الناس "
à فهيا لنتعرف علي صفات المرأة الصالحة والتي إن مَنَّ الله عليك بها تكون قد حوزت هذا الكنز
أولاً: أن تكون صالحة ذات دين
قوله تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ( الحجرات 13)ولقولهِ تعالى : {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ } ( النور 32) ولقولهَ تعالى : {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ } ( النساء 34)قال ابن كثير (رحمهُ الله)
( فالصالِحاتُ) : أي من النساء .
( قانتات) : يعني المطيعات لأزواجهم .
( حافظاتُ للغيب) : قال السدي وغيرهُ :أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
وقال عطاء وقتاده
يحفظن ما غاب عن الأزواج من الأموال وما يجب عليهم من صيانة أنفسهنَّ لهم.
- أخرج الطبراني في (الكبير) بسند صحيح من حديث عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" خير النساء امرأه من تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك "
فمن تحلت بهذه الصفات كانت مطيعة لله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم ومن فعلت ذلك فهي في الجنة فهنيئا لهذه الزوجة العفيفة.
- أخرج الإمام أحمد بسندٍ حسن:
" إذا صلّت المرأه خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها ( يعني زوجها) دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ".
· بعض صفات المؤمنات الممدوحات مع أزواجهن :
أ- صالحات بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج.
ب- مطيعات لأزواجهنَّ فيما لا يسخط الله .
ج- محافظات على أنفسهم في غيبة أزواجهنَّ .
د- محافظات على ما خلفهُ الأزواج من أموال .
ه- لا يرين أزواجهنَّ إلا ما يسرهم من طلاقة الوجه وحسن المظهر وتسلية الزوج.
1) وأخرج البخاري ومسلم أن النبي r قال:
" فأظفر بذات الدين تربت يداك ".
2) وإذا أجتمع مع الدين جمال وحسب ومال فهو خير لقول النبي r كما عند البخاري ومسلم:
" تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك(1) ".
ثانياً: أن تكون ولود
فقد ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة من تحبيب بطلب الذرية الصالحة وحثٍ علي التكاثر في النسل بما يحقق الغرض الأسمى من الزواج والمتمثل في استمرار النوع البشرى ودوام عمارة الأرض.
×ففي القرآن
1. قال تعالى:
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } ( الكهف 46)
2. وقال تعالى:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } (آل عمران 14)
3. وحكي سبحانه وتعالى علي لسان زكريا u أنه كان يتوجه إلي ربه بهذا الدعاء:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } (مريم 6:4)
4. وقال علي لسان إبراهيم:
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء } ( إبراهيم 40)
5. وذكر أن طلب الذرية الصالحة من أمنيات المؤمنين:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } ( الفرقان 74 )
ومن السنة علي استحباب طلب الولد:
- أخرج أبو داود عن معقل بن يسارy قال:
" جاء رجل إلي رسول الله r إني أحببتُ أمرآةً ذاتَ حسبٍ وجمال ولكنها لا تلد أفأتزوجها؟
قال: لا
ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة
فقال: " تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثر بكم الأمم "
وفي رواية:
" فإني مُكاثرٌ بكم الأنبياء يوم القيامة
ثالثاً: أن تكون ودود
وهي المرأة التي تتودد إلي زوجها وتتحبب إليه وتبذل وسعها في مرضاته.
والودود:هي التي تقبل علي زوجها فتحيطه بالمودة والحب والرعاية وتحرص علي طاعته ومرضاته ليتحقق بها الهدف الأساسي من الزواج وهو السكن.
قال تعالى : {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا }(1) ( الواقعة 37:36)
· وقد وردت أحاديث عديدة تؤكد علي ضرورة مراعاة هذه الصفة في المرأة:
1. فقد أخرج أبو داود أن معقل بن يسار قال أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثر بكم الأمم".
2. وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" نساءُ قريش خيرُ نساءِ ركبن الإبل ، أحناه علي طفل في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده".
- فقد وصفهنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالشفقة علي أطفالهن والرأفة بهم والعطف عليهم وبأنهن يراعين حال أزواجهن ويرفقن بهم ويخففن الكُلَف عنهم فالواحدة منهن تحفظ مال زوجها وتصونه بالأمانة والبعد عن التبذير وإذا افتقر كانت عوناً له وسنداً لا عدواً وخصماً.
3. والمرأه الودود تكون مطيعة لزوجها لا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره
فقد أخرج النسائي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"أيُّ النساءِ خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره"
4. أخرج البيهقي عن أبي أُذينة الصدفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" خيرُ نسائكم الودودُ الولودُ، المواتية ، المواسية، إذا أتقينَ الله".
5. وأخرج النسائي من حديث ابن عباس وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" نساؤكم من أهل الجنة الودود(2) الولود العؤود(3) علي زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غُمضاً(4) حتى ترضى ".
رابعاً: أن تكون بكراً
حتى تكون المحبة بينهما أقوى والصلة أوثق ، إذ البكر مجبولةٌ علي الأنس بأول أليف لها وهذا يحمي الأسرة من كثير مما يُنغصُ عليها عيشها ويُكدّر صفوها وبذا نفهم السَّر الإلهي في جعل نساء الجنة أبكاراً
قال تعالى:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} ( الواقعة37:35 )
· وقد وردت في الحث علي انتقاء البكر أحاديث كثيرة منها:
1) ما أخرجه ابن ماجة والبيهقي وذكره الألباني في الصحيحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبه عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" عليكم بالأبكار فإنهن أعذبُ أفواهاً وأنتقُ أرحاماً وأرضي باليسير".(1)
2) أخرج البخاري عن عائشة ( رضي الله عنها) قالت:
" قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً فيه شجرة قد أًكِلَ منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنتَ تُرتِعُ بعيرك؟ قال: في التي لم يُرتعُ منها " يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً (2) غيرها "
3) وفي صحيح مسلم في (كتاب النكاح) عن علقمة قال:
" كنت أمشى مع عبد الله بن مسعود بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن ، ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك ببعض ما مضى من زمانك؟؟"
خامساً: أن تكون جميلة حسنة الوجه
هذا بجانب الدين ، لتحصل بها للزوج العِفة ويتم إسعاد النفس ، ومن هنا كان جزاء المؤمنين في الجنة الحور العين وهن غاية الحسن والجمال.
قال تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (53) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } ( الدخان 54:51)
وفي آية أخرى قال تعالى :{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ }(1) ، (2) ، (3) ( الواقعة23:22) قال مجاهد: سُميت الحوراء حوراء لأنه يَحَارُ الطرفُ في حسنها.وقيل : هي من حَوَرِ العين: وهي شدّة بياضها مع شدة سوادها.
وقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلي اعتبار عنصر الجمال في المرأه عند الاختيار:
1. ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله r قال:
" تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
2. وأخرج النسائي والحاكم وأحمد وحسنه الألباني في الصحيحة عن أبي هريرة t قال:
" أي النساء خير؟ قال: خير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها
وماله بما يكره".
فالجمال:
وإن لم يكن أساسي لكنه أمر معتبر، لذا ندب الشارع إلي مُراعاة أسباب الألفة فأباح النظر إلي المخطوبة.
3. فقد أخرج الترمذي والنسائي عن المُغيره أنه خطب أمرآة فقال النبي r :
" أنظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما ".
أي يؤلف بينهما من وقوع الأدمة علي الأدمة وهي الجلدة الباطنة والجلدة الظاهرة وإنما ذُكِر ذلك للمبالغة في الائتلاف.
6.أن تكون ذات حسب
والحسب:
هو الشرف بالآباء والأقارب ، مأخوذ من الحِساب لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدَّدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها فيُحكم لمن زاد عدده علي غيره.
فينبغي أن تكون حسيبة كريمة العنصر حسنةُ المنبت لأن من اتصفت بذلك فإنها تكون حميدة الطباع ودودة للزوج رحيمة بالولد حريصة علي صلاح الأسرة وصيانة شرفُ البيت وفي كل الأحوال فإن أصالة الشرف وحسن المنبت أمرٌ مرغوب ومطلبٌ محمود .
1. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تنكح المرأة لأربع :لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
2. وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي r خطب أم هانئ فقالت يا رسول الله إني كبرت ولي عيال فقال: " خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه علي ولد في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده ".
Ãفالنبي صلى الله عليه وسلم مدحهن بشيئين:
الأول : حنوهن علي أولادهن والمقصود كثرة الشفقة عليهم.
قال الحافظ :
" والحانية علي ولدها : هي التي تقوم عليهم في حال يتمهم فلا تتزوج فإن تزوجت فليست بحانية ".
الثاني: رعايتها لزوجها في ذات يده يعني ماله وذلك بحفظه وصونها له بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق.
· أن تكون عفيفة محتشمة (متحجبة غير متبرجة ) فأحذر المتبرجة
فينبغي أن تكون ممن وقع الاختيار عليها عفيفة محتشمة ذات أخلاق فاضلة لا يُعرف عنها سفور أو تبرج بحيث لا يحجزها حياؤها عن إبراز مفاتن جسدها أمام كل ناظر فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الصنف وبيَّن أنهن من أهل النار.
1. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r :
" صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس
( إشارة إلي الحكام الظالمة) ، ونساء كاسيات عاريات(1) مميلات(2) مائلات(3) رؤوسهن كأسنمة البُختِ(4)المائلة لا يدخلنَ الجنةَ ولا يجدنَ ريحها ، وإن ريحها لتوجدُ من سيرة كذا وكذا "
2. فقد أخرج البيهقي وذكره الألباني في صحيحه عن أبي أذينه الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" شر نسائكم المتبرجات المتخِّيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهم إلا مثل الغراب الأعصم".