العواصف والأعاصير المدارية أو ما يسمى بالهوريكان Hurricanes storms عبارة عن مركز لمنخفض جوي عميق جدّاً، تحيط بها سحب هائلة وعظيمة ذات شكل مميز
(حلزوني) تحمل بين طياتها أمطاراً غزيرة ورياحاً شديدة عاتية عاصفة.
س: وما مدى خطورة هذه الظواهر الطبيعية وعلى وجه التحديد الأعاصير؟
الأعاصير المدارية تعتبر الأعنف والأقوى تدميراً على وجه الأرض في حالة بلوغها الدرجة الخامسة، وتعد من أخطر الكوارث الطبيعية على الإنسان، إذ كل سنة يلقى المئات من الناس حتفهم جراء هذا النوع من الأعاصير، والتي تخلف خسائر تئن لها الدول المتقدمة فضلاً عن غيرها، ويكفي أن نشير أن الإعصار المداري
الذي ضرب بنقلادش عام 1970م، قتل حوالي 300 ألف إنسان نتيجة لارتفاع موج البحر الناتج عن الإعصار.
كيف ينشأ الإعصار؟
حرارة المسطحات المائية الواسعة والمتمثلة في مياه المحيطات المدارية تشكل حجر الزاوية في نشوء وتكون المنخفض الجوي العميق ومن ثم الإعصار، وبعبارة أخرى عندما يسخن الهواء الرطب الملاصق لسطح البحر يرتفع إلى أعلى فيتعرض إلى البرودة،
ومن ثم تتحول الحالة الغازية إلى ذرات مائية (غيوم) بواسطة
عملية التكثف، وفي هذه الحالة يتحرر 90% من الطاقة الكامنة في بخار الماء إلى الأجواء المحيطة، مما يجعل الهواء يسخن ويقل
وزنه وكثافته فيصعد إلى أعلى بانياً جداراً من السحب الهائلة، وهذه العملية تجعل القمع الهوائي يسحب هواءً رطباً آخر من
سطح البحر وبشكل سريع ويرفعه إلى أعلى، الأمر الذي يجعل الهواء يتحرك بسرعة، وعملية التكثف تتم بسرعة أيضاً، وينتج
عن هذا الميكنة العملاقة آيات الله من الغيوم المخيفة التي هي كالجبال ومن البروق والأمطار الغزيرة جدّاً{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
وحتى تتولد وتنشأ هذه الأعاصير تتطلب تضافر عوامل منها:
- مياه دافئة على الأقل 27 درجة مئوية حتى عمق 46م.
- تبريد سريع في طبقات الجو العليا.
- مسافة كافية من خط الاستواء على الأقل 480 كم، حتى يحظى بقوة دوران الأرض Coriolis effect.
- توفر الرطوبة النسبية الكافية.
س: كيف يتشكل الإعصار المداري؟
تولد الأعاصير المدارية من رحم المنخفضات الجوية العميقة والتي تسجل فيها القيمة الأدنى للضغط الجوي على وجه الأرض، وعندما تبلغ سرعة الرياح الدوارة فيه حوالي 63كم يصبح عاصفة مدارية، وعندما تتطور إلى سرعة 119كم في الساعة فأكثر يصبح إعصاراً.
والأعاصير تحتاج إلى طاقة حرارية هائلة حتى تتخلق بإذن الله تعالى وتتطور، لذا فهي تتشكل وتنشأ فقط في المحيطات الاستوائية
الواسعة، حينما يتوفر عنصران الأول حرارة مياه مرتفعة (أعلى من 27 درجة مئوية)، والثاني الرطوبة العالية، وهذه العوامل تهيئ الظروف الدينامكية لتولد الإعصار وتطوره ليغطي مساحة قد تتراوح بين 500 – 1200كم تقريباً. والأعاصير المدارية عبارة عن قمع عملاق وساخن، ومركز لمنخفض جوي عميق غير مصحوب بجبهات هوائية.
س: ما المقصود بالقمع العملاق؟ القمع الذي يمثل جرم الإعصار وتكمن فيه الخطورة قد يبلغ
ارتفاعه ما بين 8 إلى 12 كم في السماء، وعرضه على الأرض يصل ما بين 480كم إلى 650كم وأحياناً أكبر، وتزداد الرياح سرعة والمطر غزارة كلما اقتربنا من الحزام الداخلي المحيط بالمركز أو عين الإعصار، وتكون الرياح في عين الإعصار هادئة (15- 25كم في الساعة)، بينما البحر من تحتها يكون هائجاً، وفي عين الإعصار تكون السماء صافية ويتراوح عرضها بين 15 إلى 50 كم، وتبقى عين الإعصار وما حولها الأشد حرارة، حيث يطلق الإعصار كمّاً هائلاً من الطاقة الحرارية المتحررة من بخار الماء منتجة حالة من التكثف العظيم عبر السحب الركامية. وعندما يكون الإعصار قريباً من خط الاستواء يكون قطره تقريباً 100كم، وكلما ابتعد إلى العروض العليا اتسع حتى يصل أحياناً ما بين 1000كم إلى 2000كم.
س: متى يضعف ويموت؟ عندما يدخل الإعصار منطقة بحرية باردة، أو يضرب اليابسة يبدأ بفقدان طاقته ومنها يبدأ بالضعف التدريجي ومن ثم يتلاشى، وتستمر دورة الأعاصير بين يوم إلى عشرة أيام على وجه التقريب.
س: وهل للإعصار آلية معينة في الحركة والتنقل؟ نعم يدور الإعصار حول نفسه عكس عقارب الساعة في النصف
الشمالي للكرة الأرضية، ومع عقارب الساعة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، ومع دورانه حول نفسه يتحرك أيضاً أفقيّاً بسرعة
قد تصل إلى 65كم في الساعة، وقد تقطع الأعاصير يوميّاً مسافة تصل ما بين 480 إلى 640 كم، وقد يقطع الإعصار ما مسافته 4800 كم خلال دورة حياته وقبل أن يتلاشى.
س: ولماذا سميت بالأعاصير المدارية؟
:. سميت بالأعاصير المدارية Tropical cyclones لأنها تنشأ
في تلك المنطقة الواقعة بين مداري السرطان
Tropic of Cancer والجدي Tropic of Capricorn، وبالتحديد الرقمي تنشأ بين درجتي 5 و 30 شمال أو جنوب خط الاستواء. ويطلق على هذه المنظومة الضخمة من الأعاصير أسماء مختلفة حسب مكان النشوء فعلى سبيل المثال في المحيط الهندي تدعى بالعواصف الدوارة storms Cyclones ، وفي المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادي هوريكين Hurricanes ، وفي غرب المحيط الهادي التيفون Typhoons
س: وهل تنشأ الأعاصير في البحر الأحمر أو الخليج العربي؟
على الرغم من كون مدار السرطان يقسم البحر الأحمر إلى قسمين شمالي وجنوبي، وعلى الرغم من كونه أشد البحار حرارة ورطوبة،
إلا أنه غير مناسب لنشوء الأعاصير كونه مسرحاً ضيقاً، والأعاصيرتحتاج إلى مسرح مائي واسع جدّاً كالمحيطات.
و أشير هنا إلى أن العلماء ومن خلال المتابعة والاستقراء تبين لهم أن الأعاصير المدارية لها سبعة أحواض Tropical Cyclone Basins، وهي: الحوض الأول شمال المحيط الهندي بما فيه بحر العرب وخليج البنقال،الثاني حوض شمال المحيط الأطلسي، الثالث حوض شمال شرق المحيط الهادي، الرابع حوض شمال غرب المحيط الهادي، وهذه أربعة أحواض تقع كلها شمال خط الاستواء، بينما حوض جنوب المحيط الهندي، وحوض جنوب غرب المحيط الهادي، وحوض شمال أستراليا فثلاثتها تقع إلى الجنوب من خط الاستواء.
س: وهل لظهورها مواسم معينة؟ بالتأكيد للأعاصير فوق حوض المحيط الهندي الشمالي ـ على
سبيل المثال ـ موسمان، الأول يبدأ من شهر أبريل حتى يونيو، والموسم الثاني من شهر سبتمبر حتى ديسمبر، وعلى وجه العموم
في نصف الكرة الشمالي معظم الأعاصير تنشأ بين يونيو ونوفمبر، وأكثر ما تكون في سبتمبر، بينما في نصف الكرة الجنوبي تظهر
الأعاصير بين نوفمبر إلى أبريل ولله في خلقه شؤون.
س: كيف يتم تصنيف الأعاصير ووفق أي عنصر؟يتم تصنيف الأعاصير وفقاً لدرجة سرعة الرياح، فعندما تبلغ
سرعة الرياح من 63 إلى 118 كم في الساعة يطلق عليه عاصفة مدارية، ومن 119 إلى 153 كم في الساعة يطلق عليه إعصار من الدرجة الأولى، ثم إذا بلغت سرعة الرياح من 154 إلى 177 كم في الساعة أصبح من الدرجة الثانية، ومن 178 إلى 210 كم في الساعة الدرجة الثالثة، ومن 211 إلى 250 كم في الساعة الدرجة الرابعة، فإذا بلغت سرعة الرياح أكثر من 250 كم في الساعة أصبح الإعصارفي كامل قوته وخطورته وصنف من الدرجة الخامسة وهي الأخيرة.
س: لماذا يتم تسمية الأعاصير وهل لها مناسبة؟
لأن الأعاصير جزء من تاريخ الأرض الطبيعي، ومن التاريخ الإنساني كذلك، وما تحدثه الأعاصير من آثار ودمار على الإنسان ومنجزاته العصرية يحتم على الإنسان أن يتعاطي مع هذه الظواهر العنيفة بالمراقبة والرصد والتحذير والدراسة وتقويم النتائج المترتبة ... كل هذا يحتاج ابتداءً إلى إطلاق اسم يميز كل إعصار عن الآخر، أيضاً من أجل أن تسهل عملية المقارنة بين الأعاصير عند الدراسة والتحليل، وإلا لأصبحنا ننسب إلى مجهول؟ وهذه بالمناسبة سُنّة جرى عليها الآباء والأجداد في جزيرة العرب فقد أطلقوا سنة الغرقة وسنة الهدامة وسنة الرحمة وقبل هذا عام الرمادة وعام الفيل إلخ... لتميزها عن بقية السنوات بما جرى فيها من أحداث وأخبار. س: وما الحكمة في تقدير وخلق الأعاصير بهذا الشكل المخيف؟ الظاهر ـ والله أعلم بخلقه ـ أن الأعاصير هي عنصر أساسي
في النظام المناخي الأرضي، لأن المسطحات البحرية المدارية نالت الكثير من حرارة الشمس حتى بلغت حدها، لذا يقوم الإعصار بعملية نقل الطاقة الحرارية من هذه المسطحات المدارية عبر الرياح العلوية إلى قريب من المناطق القطبية الباردة، وذلك من أجل إحداث التوازن المطلوب على وجه الأرض لتكون صالحة للحياة جمعاء { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا}، والأعاصير المدارية ظاهرةإيجابية للنظام المناخي الأرضي وإن كان في ظاهرها الهلاك والدمار {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
س: وهل يمكن للإنسان أن يؤثر على مسار الأعاصير؟. حتى الآن هي نظريات على الورق، تتمثل في التفكير من
أجل التخفيف أو تغيير مسار الإعصار، وذلك عبر آلية الاستمطار والتي يتوقع نظريّاً أن تخفف من قوته، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك
وهو التفكير في استخدام القنبلة النووية من أجل إرباك أو إجهاض دورة الإعصار!، وأزعم أن أي تدخل بشري في منظومة المناخ
كإجهاض إعصار مداري مثلاً، سيؤدي إلى تراكم الحرارة في المحيطات مما سيضاعف احتمالية نشوء إعصار عملاق لا قبل
لهم به، فيقوم قسراً بتأدية وظيفته، وهي نقل الحرارة الكامنة فوق المحيطات المدارية إلى المناطق القطبية ليحدث التوازن في المناخ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.
(حلزوني) تحمل بين طياتها أمطاراً غزيرة ورياحاً شديدة عاتية عاصفة.
س: وما مدى خطورة هذه الظواهر الطبيعية وعلى وجه التحديد الأعاصير؟
الأعاصير المدارية تعتبر الأعنف والأقوى تدميراً على وجه الأرض في حالة بلوغها الدرجة الخامسة، وتعد من أخطر الكوارث الطبيعية على الإنسان، إذ كل سنة يلقى المئات من الناس حتفهم جراء هذا النوع من الأعاصير، والتي تخلف خسائر تئن لها الدول المتقدمة فضلاً عن غيرها، ويكفي أن نشير أن الإعصار المداري
الذي ضرب بنقلادش عام 1970م، قتل حوالي 300 ألف إنسان نتيجة لارتفاع موج البحر الناتج عن الإعصار.
كيف ينشأ الإعصار؟
حرارة المسطحات المائية الواسعة والمتمثلة في مياه المحيطات المدارية تشكل حجر الزاوية في نشوء وتكون المنخفض الجوي العميق ومن ثم الإعصار، وبعبارة أخرى عندما يسخن الهواء الرطب الملاصق لسطح البحر يرتفع إلى أعلى فيتعرض إلى البرودة،
ومن ثم تتحول الحالة الغازية إلى ذرات مائية (غيوم) بواسطة
عملية التكثف، وفي هذه الحالة يتحرر 90% من الطاقة الكامنة في بخار الماء إلى الأجواء المحيطة، مما يجعل الهواء يسخن ويقل
وزنه وكثافته فيصعد إلى أعلى بانياً جداراً من السحب الهائلة، وهذه العملية تجعل القمع الهوائي يسحب هواءً رطباً آخر من
سطح البحر وبشكل سريع ويرفعه إلى أعلى، الأمر الذي يجعل الهواء يتحرك بسرعة، وعملية التكثف تتم بسرعة أيضاً، وينتج
عن هذا الميكنة العملاقة آيات الله من الغيوم المخيفة التي هي كالجبال ومن البروق والأمطار الغزيرة جدّاً{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
وحتى تتولد وتنشأ هذه الأعاصير تتطلب تضافر عوامل منها:
- مياه دافئة على الأقل 27 درجة مئوية حتى عمق 46م.
- تبريد سريع في طبقات الجو العليا.
- مسافة كافية من خط الاستواء على الأقل 480 كم، حتى يحظى بقوة دوران الأرض Coriolis effect.
- توفر الرطوبة النسبية الكافية.
س: كيف يتشكل الإعصار المداري؟
تولد الأعاصير المدارية من رحم المنخفضات الجوية العميقة والتي تسجل فيها القيمة الأدنى للضغط الجوي على وجه الأرض، وعندما تبلغ سرعة الرياح الدوارة فيه حوالي 63كم يصبح عاصفة مدارية، وعندما تتطور إلى سرعة 119كم في الساعة فأكثر يصبح إعصاراً.
والأعاصير تحتاج إلى طاقة حرارية هائلة حتى تتخلق بإذن الله تعالى وتتطور، لذا فهي تتشكل وتنشأ فقط في المحيطات الاستوائية
الواسعة، حينما يتوفر عنصران الأول حرارة مياه مرتفعة (أعلى من 27 درجة مئوية)، والثاني الرطوبة العالية، وهذه العوامل تهيئ الظروف الدينامكية لتولد الإعصار وتطوره ليغطي مساحة قد تتراوح بين 500 – 1200كم تقريباً. والأعاصير المدارية عبارة عن قمع عملاق وساخن، ومركز لمنخفض جوي عميق غير مصحوب بجبهات هوائية.
س: ما المقصود بالقمع العملاق؟ القمع الذي يمثل جرم الإعصار وتكمن فيه الخطورة قد يبلغ
ارتفاعه ما بين 8 إلى 12 كم في السماء، وعرضه على الأرض يصل ما بين 480كم إلى 650كم وأحياناً أكبر، وتزداد الرياح سرعة والمطر غزارة كلما اقتربنا من الحزام الداخلي المحيط بالمركز أو عين الإعصار، وتكون الرياح في عين الإعصار هادئة (15- 25كم في الساعة)، بينما البحر من تحتها يكون هائجاً، وفي عين الإعصار تكون السماء صافية ويتراوح عرضها بين 15 إلى 50 كم، وتبقى عين الإعصار وما حولها الأشد حرارة، حيث يطلق الإعصار كمّاً هائلاً من الطاقة الحرارية المتحررة من بخار الماء منتجة حالة من التكثف العظيم عبر السحب الركامية. وعندما يكون الإعصار قريباً من خط الاستواء يكون قطره تقريباً 100كم، وكلما ابتعد إلى العروض العليا اتسع حتى يصل أحياناً ما بين 1000كم إلى 2000كم.
س: متى يضعف ويموت؟ عندما يدخل الإعصار منطقة بحرية باردة، أو يضرب اليابسة يبدأ بفقدان طاقته ومنها يبدأ بالضعف التدريجي ومن ثم يتلاشى، وتستمر دورة الأعاصير بين يوم إلى عشرة أيام على وجه التقريب.
س: وهل للإعصار آلية معينة في الحركة والتنقل؟ نعم يدور الإعصار حول نفسه عكس عقارب الساعة في النصف
الشمالي للكرة الأرضية، ومع عقارب الساعة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، ومع دورانه حول نفسه يتحرك أيضاً أفقيّاً بسرعة
قد تصل إلى 65كم في الساعة، وقد تقطع الأعاصير يوميّاً مسافة تصل ما بين 480 إلى 640 كم، وقد يقطع الإعصار ما مسافته 4800 كم خلال دورة حياته وقبل أن يتلاشى.
س: ولماذا سميت بالأعاصير المدارية؟
:. سميت بالأعاصير المدارية Tropical cyclones لأنها تنشأ
في تلك المنطقة الواقعة بين مداري السرطان
Tropic of Cancer والجدي Tropic of Capricorn، وبالتحديد الرقمي تنشأ بين درجتي 5 و 30 شمال أو جنوب خط الاستواء. ويطلق على هذه المنظومة الضخمة من الأعاصير أسماء مختلفة حسب مكان النشوء فعلى سبيل المثال في المحيط الهندي تدعى بالعواصف الدوارة storms Cyclones ، وفي المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادي هوريكين Hurricanes ، وفي غرب المحيط الهادي التيفون Typhoons
س: وهل تنشأ الأعاصير في البحر الأحمر أو الخليج العربي؟
على الرغم من كون مدار السرطان يقسم البحر الأحمر إلى قسمين شمالي وجنوبي، وعلى الرغم من كونه أشد البحار حرارة ورطوبة،
إلا أنه غير مناسب لنشوء الأعاصير كونه مسرحاً ضيقاً، والأعاصيرتحتاج إلى مسرح مائي واسع جدّاً كالمحيطات.
و أشير هنا إلى أن العلماء ومن خلال المتابعة والاستقراء تبين لهم أن الأعاصير المدارية لها سبعة أحواض Tropical Cyclone Basins، وهي: الحوض الأول شمال المحيط الهندي بما فيه بحر العرب وخليج البنقال،الثاني حوض شمال المحيط الأطلسي، الثالث حوض شمال شرق المحيط الهادي، الرابع حوض شمال غرب المحيط الهادي، وهذه أربعة أحواض تقع كلها شمال خط الاستواء، بينما حوض جنوب المحيط الهندي، وحوض جنوب غرب المحيط الهادي، وحوض شمال أستراليا فثلاثتها تقع إلى الجنوب من خط الاستواء.
س: وهل لظهورها مواسم معينة؟ بالتأكيد للأعاصير فوق حوض المحيط الهندي الشمالي ـ على
سبيل المثال ـ موسمان، الأول يبدأ من شهر أبريل حتى يونيو، والموسم الثاني من شهر سبتمبر حتى ديسمبر، وعلى وجه العموم
في نصف الكرة الشمالي معظم الأعاصير تنشأ بين يونيو ونوفمبر، وأكثر ما تكون في سبتمبر، بينما في نصف الكرة الجنوبي تظهر
الأعاصير بين نوفمبر إلى أبريل ولله في خلقه شؤون.
س: كيف يتم تصنيف الأعاصير ووفق أي عنصر؟يتم تصنيف الأعاصير وفقاً لدرجة سرعة الرياح، فعندما تبلغ
سرعة الرياح من 63 إلى 118 كم في الساعة يطلق عليه عاصفة مدارية، ومن 119 إلى 153 كم في الساعة يطلق عليه إعصار من الدرجة الأولى، ثم إذا بلغت سرعة الرياح من 154 إلى 177 كم في الساعة أصبح من الدرجة الثانية، ومن 178 إلى 210 كم في الساعة الدرجة الثالثة، ومن 211 إلى 250 كم في الساعة الدرجة الرابعة، فإذا بلغت سرعة الرياح أكثر من 250 كم في الساعة أصبح الإعصارفي كامل قوته وخطورته وصنف من الدرجة الخامسة وهي الأخيرة.
س: لماذا يتم تسمية الأعاصير وهل لها مناسبة؟
لأن الأعاصير جزء من تاريخ الأرض الطبيعي، ومن التاريخ الإنساني كذلك، وما تحدثه الأعاصير من آثار ودمار على الإنسان ومنجزاته العصرية يحتم على الإنسان أن يتعاطي مع هذه الظواهر العنيفة بالمراقبة والرصد والتحذير والدراسة وتقويم النتائج المترتبة ... كل هذا يحتاج ابتداءً إلى إطلاق اسم يميز كل إعصار عن الآخر، أيضاً من أجل أن تسهل عملية المقارنة بين الأعاصير عند الدراسة والتحليل، وإلا لأصبحنا ننسب إلى مجهول؟ وهذه بالمناسبة سُنّة جرى عليها الآباء والأجداد في جزيرة العرب فقد أطلقوا سنة الغرقة وسنة الهدامة وسنة الرحمة وقبل هذا عام الرمادة وعام الفيل إلخ... لتميزها عن بقية السنوات بما جرى فيها من أحداث وأخبار. س: وما الحكمة في تقدير وخلق الأعاصير بهذا الشكل المخيف؟ الظاهر ـ والله أعلم بخلقه ـ أن الأعاصير هي عنصر أساسي
في النظام المناخي الأرضي، لأن المسطحات البحرية المدارية نالت الكثير من حرارة الشمس حتى بلغت حدها، لذا يقوم الإعصار بعملية نقل الطاقة الحرارية من هذه المسطحات المدارية عبر الرياح العلوية إلى قريب من المناطق القطبية الباردة، وذلك من أجل إحداث التوازن المطلوب على وجه الأرض لتكون صالحة للحياة جمعاء { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا}، والأعاصير المدارية ظاهرةإيجابية للنظام المناخي الأرضي وإن كان في ظاهرها الهلاك والدمار {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
س: وهل يمكن للإنسان أن يؤثر على مسار الأعاصير؟. حتى الآن هي نظريات على الورق، تتمثل في التفكير من
أجل التخفيف أو تغيير مسار الإعصار، وذلك عبر آلية الاستمطار والتي يتوقع نظريّاً أن تخفف من قوته، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك
وهو التفكير في استخدام القنبلة النووية من أجل إرباك أو إجهاض دورة الإعصار!، وأزعم أن أي تدخل بشري في منظومة المناخ
كإجهاض إعصار مداري مثلاً، سيؤدي إلى تراكم الحرارة في المحيطات مما سيضاعف احتمالية نشوء إعصار عملاق لا قبل
لهم به، فيقوم قسراً بتأدية وظيفته، وهي نقل الحرارة الكامنة فوق المحيطات المدارية إلى المناطق القطبية ليحدث التوازن في المناخ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.