الأربعاء، مايو 19، 2010

السوريون أهدوا البوظة للعالم

يحب السوريون تذوق بوظتهم العربية "الايمع" الغنية بالفستق الحلبي والمعجونة بالقشطة البلدية بينما يحب أطفالهم البوظة المصنوعة من قطع التوت الشامي والفريز البلدي "الفراولة" وغيرها من المنكهات الطبيعية.

دمشق أول مدينة تباع فيها هذه المادة فهي تعد اختراعا سوريا بامتياز إذ أن المصادر تقول أنه في عام 1895 نجح شاب دمشقي يدعى محمد حمدي بكداش في تحويل مهنة آبائه في بيع عصير الليمون البارد إلى ماركة عالمية أصبحت ملتصقة بدمشق وفلكلورها وتراثها الشعبي وتاريخها الحضاري إذ اكتشف ذلك الشاب أن إضافة نبات ينمو في جبال سورية وهو السحلب إلى الحليب وتبريدهما ينتج ما يعرف الآن بالبوظة العربية "الايمع" أو "الايما" كما هو لفظها بالتركية في ذلك الزمان .
والآن بعد نحو 115 عاما لايزال محل "بكداش" في سوق الحميدية معلما بارزا من معالم السوق ودمشق فقد زاره كل من السلطان العثماني عبد الحميد عند افتتاحه وملك المغرب محمد السادس وملك الأردن عبدالله الثاني وملك ماليزيا وغيرهم من المشاهير.
وأكد موفق بكداش ابن حمدي أن والده أرسل عمالا من محله ليعلموا الايطاليين عام 1898 صنع البوظة حيث انتقلت هذه المهنة إلى فرنسا وألمانيا وروسيا حيث كانت البوظة تصنع يدويا ثم تم تصميم أول مجمدة للبوظة في محل والده عام 1930 عندما دخلت الكهرباء دمشق .
وكانت مكونات البوظة بداية توضع في أوان نحاسية ضخمة، مغلقة ببراميل خشبية ويملأ التجويف بين الخشب والنحاس بالثلج الطبيعي مضافا إليه الملح، مما يمكّن البوظة من المحافظة على قوامها الصلب وبرودتها.
ويتم الحصول على الثلج من قمم الجبال، ويخبأ إلى فصل الصيف في الكهوف والمغارات العميقة وسط عوازل طبيعية من الأعشاب، ثم يحكم إغلاق المغارات لحين الحاجة إلى الثلج، وهكذا تفتح المغارات في الصيف وتؤخذ منها قبل بزوغ الشمس كميات الثلج المطلوبة، وتواصل الأمر على هذا الشكل حتى العام 1936، حين وصلت الطاقة الكهربائية إلى العاصمة دمشق، وظهرت يوم ذاك تجهيزات آلية صنعها أصحاب المهنة بأيديهم.
وما يروى في هذا المجال: «أن مواطنا سوريا من آل الحموي كان يعمل ببيع الفطائر في محله في مدينة سانت لويس الأميركية، وقبيل افتتاح المعرض الدولي فيها عام 1904، حصل على ترخيص لبيع الزلابية: وهي كعكة فارسية رقيقة تقدم مع السكر في أطباق صغيرة، ومع الأيام الأولى لافتتاح المعرض، وكان الصيف حاراً، راح البائع يعبئ الزلابية الساخنة في أوراق لفها على شكل قمع، حتى إذا بردت أضاف إليها ملعقة من البوظة، وحقق الابتكار الطريف نجاحا كبيراً، وأطلق عليه الناس «قمع كريم» المعروف اليوم باسم «بوري البوظة».
http://www.albayan. ae/servlet/ Satellite? c=Article&cid=1184861306800&pagename=Albayan% 2FArticle% 2FFullDetail
http://www.sana. sy/ara/82/ 2010/05/09/ 287128.htm