عادة ما يبدا "موسم حمى القش" Hay fever في بداية شهر مارس/مايو من كل عام حين تبدا حبوب الطلع للكثير من النباتات وبصورة خاصة تلك التي تقع ضمن فصيلة الحشائش بنثر حبوب اللقاح الى الجو. حينها يتأثر اكثر من 90% من المصابين بحمى القش حيث يتعرضون للكثير من العطاس وصعوبة التنفس مع حدوث صفير خلال الشهيق والزفير.
أسباب حدوث الأعراض :
من المعروف ان سبب حدوث اعراض حمى القش عند المصابين هو ان الجسم عادة ما يلجأ الى التخلص من اي جسم غريب يدخل اليه من خلال عملية غسيل للقنوات التي تدخلها حبوب اللقاح. لذا فان الجسم يعمد الى افراز كميات غير اعتيادية من مادة الهستامين عن طريق تحفيز خلايا الاغشية المخاطية المغلفة للممرات الهوائية في الانف والعينين والحنجرة. وبهذا فان نزول كميات كبيرة من الهستامين الى هذه المناطق والاغشية التي تبطنها تسبب حساسية والتهاب فيها بسبب كون الهستامين مادة كيميائية مخدشة. وبهذا تبدا الاغشية بافراز الكثير من المواد المخاطية والدمع وتحدث شعورا بالحكة في العينين، مما تسبب كلها شعورا بالاحباط والازعاج الكثير لدى المصاب قد تستمر طيلة فترة فصل الصيف.
أنواع العلاج :
• مضادات الهستامين Anti histaminicsيلجا الكثير من المصابين بحمى القش الى استخدام عقاقير من مضادات الهستامين بغية ايقاف افرازات الهستامين وهي المواد الكيميائية التي تسبب التهاب الاغشية المخاطية التي تنتشر في الانف والعينين والحنجرة وتؤدي الى حالة الحساسية ضد حبوب اللقاح . وتعتبر هذه العقاقير من اكثر العقاقير انتشارا حيث تستعمل بكثرة كطريقة تقليدية للتخلص من تاثير حمى القش على المبتلين بها. ومن الاسباب التي جعلت لهذه العقاقير شهرة وجاذبية للكثيرين هي ان ليس لها تاثيرات جانبية تذكر على من يستخدمها.
• الغذاء:
اذا لم تكن ممن يرتاحون لاستخدام العقاقير المضادة للهستامين سواء جاءت على شكل حبوب او على شكل بخاخات او على شكل قطرات للعين وما الى ذلك فيمكنك تجنبها. يكمن ذلك في استخدام التغذية كبديل للحد من آثار حمى القش. وبهذا فقد يتاثر نمط حياتك اليومية وعلى الاقل خلال موسم حبوب الطلع .
ينصح مختصو التغذية بان تبدا بتغيير نمط غذائك ونوعيته قبل ما لا يقل عن ثلاثة الى اربعة اسابيع استعدادا لموسم حمى القش وهو الموسم الذي تبدا فيه الاعراض بالظهور.
عليك المبادرة باتخاذ الحيطة لموسم حبوب اللقاح وتطايرها في الجو .
يجب تهيئة جهازك المناعي للتغلب على الازمة التي تصاحب المصابين بحمى القش في موسم الربيع والصيف .
يذكر مختصو التغذية انه من الممكن السيطرة على حالة حمى القش ، بل حتى التخلص منها عن طريق السيطرة على نوعية الغذاء من خلال عملية تنظيمية لما يتغذى عليه المصاب.
حبوب الطلع قد لا تكون المسبب الوحيد:
بينت الاحصائيات في بريطانيا ان واحدا من كل خمسة اشخاص من البريطانيين مصابون بدرجة او باخرى بحمى القش ويعانون منها. وتمثل هذه النسبة زيادة مقدارها 14% عن مقدار المصابين في بريطانيا قبل عشرين عاما. وعلى هذا الاساس فقد بين المختصون ان حبوب الطلع قد لا تكون العامل الوحيد في التاثير على المصابين بحمى القش. وقد اتجهت الشكوك حول العديد من العوامل التي قد تكون وراء هذه الزيادة في نسبة الاصبات . فقد ذكر البعض ان التلوث قد يكون احد العوامل، في حين بين غيرهم ان طريقة استزراع الاراضي وتغيرها قد تكون وراء الزيادة. أما البعض الآخر فيعتقد ان الحركة العمرانية هي التي تلام على ذلك اضافة الى بعض انواع الحشرات التي تدعى حشرات الغبار Dust mites .
تفادى الأغذية المسببة للحساسية :
تقول مؤلفة احد الكتب حول الحساسية أن الغالبية العظمى ممن يقاسون خلال فصل الصيف جراء اصابتهم بحمى القش يمكن ان يتفادوا الاعراض بابتعادهم عن مجموعتين من الاغذية.
• المنتجات التي تحوي على الجلوتين Gluten
• وتلك الحاوية على منتجات الحليب.
القمح والشعير من الفصائل النباتية التي تعود الى نفس مجموعة الحشائش والتي تحتوي على مادة الجلوتين المسببة للحساسية عند الكثيرين، وبهذا فمن المنطقي ان يكون للاثنين علاقة مع بعضهما البعض ومع الاصابة بحمى القش. أما فيما يتعلق بمنتجات الحليب فقد تبين ان الاكثار منها يرفع من احتمال حدوث اعراض حمى القش حيث تؤثر هذه المنتجات على الاغشية المخاطية وتؤدي الى التهابها .
السيطرة على كميات ما يتناول الفرد من الهستامين :
من المعروف ان الغالبية العظمى من الاشخاص يمكنهم التغلب على كميات ما يتناولون من هستامين على ان تكون ضمن الحدود المعقولة. غير ان من لا يتمكن جسمه من التغلب على الهستامينات التي تدخل الى الجسم من المصابين بحمى القش فان اي زيادة في كمية ما يتناولون من هذه المنتجات الحاوية علىالهستامين ستكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير. حيث يؤثر ذلك على الجهاز المناعي للجسم ويحمله فوق طاقته مما يجعل الشخص المعني لا يتحمل اي زيادة في مقدار ما يتعرض له وفي هذه الحالة هي حبوب الطلع.
للتغذية دور كبير:
رغم انه ليس هناك ما يكفي من الادلة العلمية ألا ان خبرات مستشاريي التغذية قد اقنعت البعض منهم بان للتغذية تاثير كبير على المصابين بحمى القش. حيث بين بعضهم أن المصابين الذين ابتعدوا عن منتجات الجلوتين في /سبتمبر ولاسباب ليس لها علاقة بحمى القش لم يتعرضوا الى اي ازمة في التنفس في الصيف اللاحق. غير ان من ابتعدوا عن مثل هذه المنتجات ومنتجات الحليب كالاجبان مثلا في الصيف لم تتحسن حالتهم جراء ابتعادهم عن هذه المنتجات.
المكرونة والكيك والبسكويت من اهم ما يجب الابتعاد عنه بالنسبة للمصابين بحمى القش. ومن الحبوب التي قد لا تسبب اي اضرار تذكر هي الرز والذرة وبعض انواع الحبوب الاخرى وعلى ذلك من الممكن الاستعاضة عن مصدر الكربوهيدرات بالبطاطس والبقوليات والفاصولياء. على المصاب بحمى القش الابتعاد قدرالامكان عن الحليب والجبن رغم ان شيئا من الزبدة والزبادي يمكن ان تستخدم باعتدال.
تجنب الماكولات التالية :
• السلامي وبقية الماكولات المحضرة بهذه الطريقة مثل السجقات
• الاجبان الناضجة وجبنة الستلتون
• السبانخ
• الكيتشاب
طرق أخرى مساعدة :
من الطرق الاخرى الطبيعية والمساعدة على الحد من تاثير حمى القش على المصاب هي تعريض الانف لحمام بخار أي استنشاق بخار الماء . كما ان غسل العينين بالماء البارد واستخدام المواد التي تساعد على فتح الخياشيم مثل اليوكاليبتوس يساعد هو الآخر في التخفيف من المشكلة . ويعتبر استخدام العسل في فترة الشتاء من الطرق التقليدية التي يستخدمها بعض المصابين بحمى القش والتي تدفع عنهم تفاقم ازمة الحالة في الربيع والصيف اللاحقين رغم ان ليس هناك من اثباتات علمية على فائدة استهلاك العسل في هذا المضمار.
هل من الممكن ان ينتقل المرض وراثيا :
عادة ما يكون للعامل الوراثي تاثير مباشر على المصابين بحمى القش مما يعني ان للمورثات دورا مهما في نقل المرض من الآباء الى الابناء. وقد بينت الابحاث ان المصابين المنحدرين من عائلة مصابة ينقصهم انزيم يدعى ديلتا 6 ديساتوريز Delta 6 Desaturase (D6D) وهو المسؤول عن العمليات الايضية لاستهلاك الشحوم في الوجبة الغذائية. اضافة الى ذلك فان مستويات الاحماض الدهنية التي تدعى (GLA) منخفضة بصورة واضحة في الاشخاص المنحدرين من عوائل مصابة بحمى القش. ومما يذكر ان الاحماض الدهنية المهمة لها تاثير مضاد للالتهابات. لذا فحين يكون الجسم غير قادر على التغلب على الالتهاب واعراض الحساسية جراء تعرضه لحبوب الطلع فان الحالة تتفاقم. وعلى ذلك فان الجسم الذي لا يتمكن من الحفاظ على توازن الاحماض الدهنية يحتاج الى بعض الحبوب والمواد المساعدة مثل زيت البريمروز Primrose oil او ان يكثر من تناول السمك الدهني مثل السردين .
وبعد كل هذا وذاك اذا وجدت ان حالتك قد تحسنت باتباع النهج الغذائي المقترح فمعنى ذلك انك تسير على خطى صحيحة مما يبعدك عن شبح الاصابة بنوبة من العطاس والعين الدامعة والاعراض الاخرى المصاحبة لتتمتع بربيع وصيف خاليين من هذه الاعراض التي تسبب لك ازعاجا غير محتمل في الكثير من الاحيان.