الجمعة، مارس 12، 2010

خبراء: يجب أن يتفوق الآباء على أبنائهم في الإنترنت

استخدام الإنترنت من قبل المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي تأثرت الأسرة بانعكاساتها، فاستخدام الإنترنت أصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الطبيعي مع الأسرة، ولم يعد الأبناء يلجؤون لأهلهم في حل مشاكلهم ومناقشة قضاياهم وقل جلوس الأبناء مع أهلهم وأصبح بقاؤهم أمام الشبكة العالمية بالساعات الطويلة في استكشاف مواقع الإنترنت المتعددة يشكل ظاهرة خطيرة، فلماذا انتشرت هذه الظاهرة وكيف نقلل من تداعياتها؟

كان لمجلة العالم الرقمي هذا الحوار مع الأستاذة ريم بنت عبد المحسن بن محمد العبيكان مشرفة وحدة الحاسب الآلي بمركز الدراسات الإنسانية بجامعة الملك سعود والمحاضرة بقسم المناهج وطرق التدريس بمسار الحاسب التربوي.
اختلاف الثقافة بين الأجيال سبّب فجوة معرفية خطيرة جعلت الأمر صعباً على الأهل في حماية أبنائهم من أخطار الإنترنت، وليس لسبب سوى افتقار الآباء إلى المهارات اللازمة لاستخدام التقنية. ويقابل ذلك مهارة الأبناء في التعامل مع التقنية؛ فحب الاستطلاع لديهم جعلهم يستخدمون الشبكة بعض الأحيان بميل إلى الجانب المظلم دون معرفة أهلهم، ولا نستطيع لومهم؛ فهم يحبون المغامرة والمخاطرة، ولا يحسبون العواقب ولا يجدون المراقبة.
فغرف الدردشة والرسائل البريدية الإلكترونية جانب مظلم من الشبكة إذا استخدمت بطريقة سيئة، وهم يستغلون فرصة جهل أهلهم، وأذكر طريقة رائعة استخدمها والدي عندما سمح بدخول الإنترنت في منزلنا؛ فالإنترنت شيء مبهم لديه، وليست لديه خبرة فأحضر لنا شريطاً إسلامياً عن الإنترنت استمعنا له جميعاً. كان الشريط توعوياً بالدرجة الأولى عن كيفية استخدام الشبكة الاستخدام الصحيح وحذر من الاستخدام السيئ لغرف الدردشة والبريد الإلكتروني. طبعاً بعد سماع الشريط تناقشنا في الشريط الإسلامي ووضعنا قيوداً على استخدام الشبكة، أولها تحديد الوقت ومنع الدخول ليلاً، ووضع الجهاز في مكان مكشوف يشاهده الجميع. وكان يجلس معنا في بعض الأحيان وإلى جانبنا، واهتم جداً بالبريد الإلكتروني الخاص بنا؛ فطلب منا مشاهدته بين الحين والآخر، ومنع الدخول إلى غرف الدردشة لأي سبب من الأسباب.
هذه الطريقة كانت ممتازة مع جيلي، ولكن الجيل الحديث تطور؛ فلم تعد تنفع هذه الطريقة الآن؛ لأن الأجيال الجديدة أصبحت أكثر مكراً وحذراً ومسحاً لأي أثر مشكلات أو جرائم يرتكبونها على الشبكة؛ فالطريقة التقليدية لمراقبة الأبناء سابقاً لا تجدي.
راقب أبناءك دون أن تفقدهم الثقة
يجب أن يكون الآباء ماهرين في استخدام التقنية ومتابعة الجديد والاطلاع على آخر المستجدات فيها، ومن الضروري تركيب برامج تجسس وبرامج مراقبة على أجهزتهم ودون علمهم؛ فهي سهلة الاستخدام مع توعيتهم بين الحين والآخر والجلوس سوياً على الشبكة؛ فجلوس الوالد مع ولده يخلق جواً رائعاً لا يمكن أن يوصف، مع تعليمهم الاستخدام الصحيح بالتطبيق المباشر، والدخول على المواقع الجيدة، واستخدام الأساليب التربوية في الإقناع تمنع الوقوع في الأخطاء بإذن الله.
أخطاء يرتكبها الأهل
عندما أجري استطلاع للرأي قالت أم أمير (مدرسة): أثق بابني ثقة عمياء؛ فتربيتي تمنعه الوقوع في الخطأ. وهذه قصة لأم تركي (ربة منزل) تسمح لابنها بالدخول على الدردشة، وتقول لي: أطلب منه تسجيل محادثته.
الأبناء يعترفون!
وتذكر لنا مها وهي طالبة: والدتي كبيرة في السن وأجلس على الإنترنت بالساعات الطوال في غرف الدردشة والماسنجر، ووالدتي تظن أنني أدرس.وأما نورة وهي طالبة ثانوي فتقول: لا أريد أن يعلم أهلي بما أفعل في النت وإلا منعوا مني النت.
هروب الشباب إلى شبكة الإنترنت
الأسباب والحلول
* الإنترنت عزل الأبناء اجتماعيا وأسريا ما سبب لجوء الأبناء للعزلة؟
- أعتقد أن الأبناء يبحثون عن كل ما هو جديد لاكتشافه ومن ذلك اللجوء للإنترنت. عالم الإنترنت بإيجابياته وسلبياته أوجد ما يمكن أن يسمى (العزلة الإلكترونية). وقد نكون بحاجة لعمل دراسات بحثية للتعرف على أسباب هذه العزلة وكيفية علاجها إلا أنه فيما يخص الأبناء من الواضح أن طبيعة الإنترنت بمعلوماتها وخدماتها وعدم ملء أوقات الأبناء بما هو مفيد وشيق وعدم تكليف الأبناء بمهام أسرية وانشغال الوالدين عن أبنائهم أو عدم مشاركة الوالدين لأبنائهم باهتماماتهم سواء إلكترونية أو غيرها، كل ذلك أدى إلى انصراف الأبناء للإنترنت انصرافا غير محمود.
* الإنترنت فتح مجالا للاتصال لم يكن موجودا في السابق ومن ذلك المحادثة، ما تأثيرها على علاقة الأبناء بأسرهم؟
- إن خوض أبنائنا لقنوات الاتصال عبر الإنترنت هو أمر سيصبح لا مفر منه مع مرور الزمن وانتشار الإنترنت بهذه الصورة السريعة بين معظم شرائح المجتمع لهو أكبر دليل على ذلك، إلا أن (المحادثة) بشقيها المحمود والمذموم هي من قنوات الاتصال التي ينبغي على الأبناء تقليص استخدامها حيث إن أقل خطرها سرقة الأوقات وهناك وسائل بديلة أخرى يمكن استخدامها للاتصال بالأهل والأصدقاء.
* هل المعرفة وحب الاستطلاع والاستكشاف أدى بالأبناء للميل إلى الوحدة والعزلة وقلل رغبتهم في التفاعل الاجتماعي؟
- لا شك أن الجلوس على شاشة الإنترنت لساعات طويلة يؤثر سلبا على الحياة الاجتماعية لا سيما إذا كان التأثير على الأبناء، فالصغير تتكون لديه شخصية انفرادية يمكن أن تستمر معه فيما بعد.. وقد يكون من الحلول استخدام الإنترنت في أوقات محددة خلال اليوم..كما أن وجود الإنترنت في مكان جلوس الأسرة يجعل للجميع فرصة مشاركة الأبناء لاكتشافاتهم من خلال الإنترنت، فكما أن التلفاز يجتمع عليه أفراد الأسرة ولم يسبب عزلة، فكذلك الإنترنت يمكننا التحكم في طريقة استخدامها لكي لا تؤثر على حياتنا الاجتماعية.
* أيهما أخطر عزلة الأبناء على الشبكة أو خروجهم مع أصدقائهم؟
- أعتقد أن كلا الأمرين إذا زاد عن الحد المقبول
يمكن أن نصفه بالخطر.
* دخول الإنترنت أصبح عاملا مساعدا في تقوية الفجوة بين الأجيال وأوجد الصراع الاجتماعي والثقافي بين الأجيال في ما يتعلق بثقافة الحوسبة والاتصال بالعالم الخارجي. كيف نقلل من هذه الفجوة؟
- إن الفجوة الحاصلة بين الأجيال فيما يخص ثقافة الحوسبة هي إحدى الفجوات المتعددة بين الأجيال فيما يخص الكثير من أمور الحياة كأوقات النوم والأكل والزيارات والاهتمامات الأخرى. قد يسوغ لنا أن نعمم الموضوع ونقول إن الأبناء بحاجة ماسة لاحتواء الوالدين لهم منذ الصغر ومن ذلك مشاركة الأبناء لآبائهم في المسؤوليات ومشاركة الآباء لأبنائهم في الاهتمامات كثقافة الحوسبة، وفي رأيي أنه من المهم نشر ثقافة الحوسبة بين الآباء خاصة أن الحاسب أصبح جزءا مهما من مكونات المنزل.
* وأخيرا كيف يحتوي الأهل أبناءهم ويقللون من عزلتهم؟
- لا زلت أكرر أن الأبناء بحاجة لوالديهم وهنا الحاجة ليست طعاما وشرابا ولباسا وإنما مشاركة وتوجيها وتربية. الوالدان يلزمهما الاطلاع على الجديد لمعرفة المزايا والمخاطر التي تواجه أبناءهم وليتمكنوا من توجيههم التوجيه السليم المبني على معرفة واضحة لهذا الجديد. إن أبناءنا بحاجة إلى توجيه لاستخدام الإنترنت الاستخدام الأمثل.
استطلاع لرأي عدد من الشباب والشابات
يشبع رغبات
لأنهم يجدون ما يشبع رغباتهم المتنوعة وللأسف الكثير من الأبناء يفتقدون الحوار والاهتمام الأسري فيلجؤون إلى الإنترنت ليجدوا الإجابة على الكثير من أسئلتهم التي للأسف غالبا ما تكون سلبية.
شيخة الحربي- ربة منزل
لا يوجد بديل
بصراحة لأنهم يكتمون على حريتهم كل ما يتعلق بالترفيه من متنزهات ومدن ترفيهية كلها للعوائل ولا يقدر أحد يطلع يوسع صدره إلا مع العائلة، أحيانا يحتاج للخروج وحده بدون العائلة بل مع أصحابه ولا يجد مخرجا للتسلية يتجه للنت أو السهر مع الأصحاب على النت وفي المقاهي.
أسماء نايل- ثانوية عامة
عالم يدعو للفضول
عندما بدأ الإنترنت بالانتشار بين السعوديين كان عالما يدعو للفضول وأصبح الحصول على هذه الخدمة لدى أي شاب أو فتاة انتصارا تحول إلى تسلية ثم تحولت إلى أهداف أخرى حسب شخصية وثقافة كل فرد كالثقافة والاطلاع والمشاركة في المنتديات.
سمر عبد الله - معلمة
النت أسرة بديلة
والداي كبيران في السن ويبلغ عمري 23 سنة وإخوتي مشغولون بحياتهم الخاصة، فمن أناقش وأتحدث معه والنت فتح أمامي حياة أخرى جميلة أجد من أتحدث معه وأناقش فتيات في نفس عمري ونفس اهتماماتي.
مها - خريجة حديثة
لا يوجد اهتمام
والدي بعد العمل يجلس في الاستراحة مع أصدقائه والدتي منشغلة في الحفلات مع صديقاتها وإخوتي على الشبكة أو التلفاز وهذا حالنا.
خلود - طالبة ثانوي
العطل عن العمل
عدم توفر الوظيفة جعلني أجلس على الشبكة أغلب وقتي لأنني أحب المعرفة والاطلاع على الجديد وكذلك ساعدني النت على الاتصال بصديقاتي عن طريق البريد الإلكتروني والماسنجر.
مشاعل - خريجة
ملجأ
لم أكمل دراستي الجامعية ولم تقبلني أي كلية فنسبتي لا تؤهلني إلا لدخول الإنترنت، فأشعر بالفراغ القاتل بعدما كانت المدرسة تأخذ كل وقتي، طبعا الإنترنت هو الملجأ الوحيد لحالتي.
سارة - خريجة ثانوي
فكر غربي
أعتقد برأي شبكة الأخطبوط سحبت فكر الشباب وقامت بتلهيتهم عن الواقع فكر غربي مغرب لعقول شبابنا وجعلهم ذلك يتابعون مواقعهم ويا ليتها بالمواقع المفيدة بل هي موضات ومواقع سيئة.
أم عبد الله - ربة منزل
هرب من المشاكل
من الطبيعي أو البديهي أن شبابنا في هذا الوقت المليء بالفراغ وخاصة في الإجازة والمشاكل الأسرية التي يواجهونها أن يلجؤوا إلى أي شيء ليقضوا وقت فراغهم ويهربوا من المشاكل الأسرية، فيلجأ البعض إلى شبكة الإنترنت التي يقضون فيها الساعات الطوال أمام هذه الشاشة، فمنهم من يقضيها بأشياء تعود علية بالفائدة ومنهم من يقضيها بأشياء تسيء له ولسمعته.
مزنة صالح الداود - فنية علاج طبيعي
ثقافة عامة
دخول الإنترنت في نظري إما لتسليه أو لزيادة المعرفة والبحث عن المعلومات المفيدة والثقافة العامة.
ميسون حسين يامن - مدربة رياضة
طاقات مهدرة
هناك أسباب كثيرة أهمها الفراغ فالشباب ليس لديهم أماكن يقضون فيها أوقات الفراغ، والشباب لديهم طاقات كبيرة لا تستغل فتذهب هذه الطاقات إلى شبكة الإنترنت فالقليل يدخلون مواقع مفيدة والأغلبية فإنهم للأسف يدخلون مواقع غير مفيدة، وأنا أقترح أن تستغل هذه الطاقات بالمفيد وهذا أملي.
العنود العتيبي- طالبة ثالث ثانوي
تقنية رائعة
استخدام تقنية عالمية كبيرة ورائعة تجذب الشباب بحيث يلتقون بأشخاص من مختلف العالم ويتعلمون ويتثقفون.
منال الحمد - طالبة جامعية
وقت فراغ
يلجأ الأبناء لشبكة الإنترنت هربا من الضغوط العائلية وكذلك لقضاء وقت الفراغ بعيدا عن الروتين والأمور الرسمية.
زينة الشمراني - جامعية
توسيع أفق
لقد وفرت لابني الشبكة في المنزل كي يتوسع أفق معرفته ولكن بالمراقبة أولا فأنا أطلب منه تسجيل محادثة في الماسنجر لكي أطلع عليها.
أم طارق - جامعية وربة منزل
عقول فاضية
وتعلق أفنان سليمان الباتل - طالبة على الموضوع بقولها: هذا الجيل ليس لديه مخزون علمي وثقافي، كما أن مصادر الترفيه والتسلية والمعلومات غير متوفرة ولكن الإنترنت ليس وسيلة للهرب بل لتوسيع الصدر ولخلق صداقات جديدة والتعرف على عالم آخر لأنها شبكة.
أولا في اعتقادي لأنها شبكة عنكبوتية وتجذب المراهقين ولكن مضارها أكثر من منافعها.
أم سعد - ربة منزل
لا يهربون
الأبناء لا يهربون إلى الشبكة ويجلس الأبناء على الشبكة للأسباب التالية لمعرفة كل ما هو جديد في جميع المجالات والبحث عن شيء مفيد (الوظائف) والمساعدة في الأبحاث الدراسية وللمراسله باعتبارها أسهل وللدراسة عن بعد.
منيرة - سكرتيرة
الاطلاع
يلجأ الأبناء للشبكة والسبب في اعتقادي للتسلية أولا وثانيا المحادثة والصداقات وثالثا للاطلاع على آخر الأحداث